الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسيبي ليفني : الرقم الصعب

محمد كليبي

2008 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رغما عن أنف الرئيس الايراني " محمود أحمدينجاد " الذي أعلن منذ يومين , في تحد للشرعية الدولية على اعتبار أنّ دولة اسرائيل عضوا في الأمم المتحدة , أنه لا يعترف بدولة اسرائيل ولا بشعب اسرائيل , فان دولة اسرائيل وشعب اسرائيل يثبتا لنا يوما بعد يوم بأن اسرائيل هي ( واحة ) الديمقراطية الحقيقية وسط ( صحراء ) مليئة بالاستبداد والطغيان العربي والاسلامي , ويثبتان لنا يوما بعد يوم بأن المرأة الاسرائيلية قد قطعت أشواطا طويلة ومتقدمة في سبيل حريتها وتقدمها ومشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في اسرائيل جنبا الى جنب مع الرجل الاسرائيلي لينهضا معا بدولة اسرائيل القوية التي نعرفها , بينما المرأة العربية لا تزال ( ممنوعة من قيادة السيارة !!؟؟ ) كأبسط مثال عن حقوق الانسان المنتهكة في العالم العربي والعالم الاسلامي . وستظل المرأة العربية في هذا الوضع المزري وفي هذه الحالة من الاستبعاد والاستعباد طالما ظلّت تتحكم في المجتمعات العربية المباديء الاسلامية المتخلفة والقيم القبليّة البدائية .
ها هي السيدة " تسيبي ليفني " , خريجة مدرسة " الموساد " الشهيرة والعريقة على المستوى العالمي , ووزيرة الخارجية الاسرائيلية الحالية / السابقة , ( تنتزع ) , عن جدارة واقتدار , قيادة الدولة الاسرائيلية من بين أيادي الذكور الاسرائيليين .
ففي انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة - وفق المعايير الدولية وليس المعايير العربية المعروفة بالتزوير والنصب والاحتيال - لانتخاب قيادة جديدة لحزب " كاديما " الحاكم في اسرائيل , فازت السيدة " ليفني " على منافسيها الذكور الثلاثة وعلى رأسهم الرجل العسكري القوي " شاؤول موفاز " وبفارق بينهما بلغ 12 % , حيث حصلت ليفي على 49 % من أصوات أعضاء الحزب بينما حصل منافسها الأقوى على 37 % من الأصوات , لتصبح بذلك زعيمة للحزب وبالتالي رئيسة للحكومة القادمة خلفا " لايهود أولمرت " الذي استقال من منصبه نتيجة لتداعيات اتهاماته بالفساد المالي ...
وأمام السيدة " ليفني " الآن 42 يوما - وفقا للقانون الاسرائيلي - لتشكيل الحكومة الجديدة بعد تكليف الرئيس " شمعون بيريز " لها بذلك .
لقد أثبتت السيدة " تسيبي ليفني " للاسرائيليين أولا وللعالم ثانيا أنها تمثل ( الرقم الصعب ) في اسرائيل , وأنها ( المرأة الحديدية ) القادمة , كما يصفها البعض , تشبيها لها - مع أنني ضد مبدأ التشبيه لما يمثله من تكرار - بالزعيمة الاسرائيلية السابقة " غولدا مائير " التي تولت رئاسة الحكومة الاسرائيلية بين عامي 1969 - 1974 والتي كانت عن حق المرأة الحديدية .
وهكذا فان فوز السيدة " ليفني " بزعامة حزب " كاديما " و رئاسة الحكومة الاسرائيلية القادمة , يشكّل نصرا شخصيا لها ونصرا للشعب الاسرائيلي ولدولة اسرائيل التي لا تمييز فيها بين المرأة والرجل , كما يشكّل اضافة جديدة ودرسا جديدا للعرب والمسلمين - بعد غولدا مائير ومارغريت تاتشر وانجيلا ميركل وغيرهن من القيادات النسوية في العالم الحر - بأن مبدأهم القائل (( لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة )) , الذي أطلقه نبيهم , مبدأ باطل باطل , مبدأ بدائيّ متخلف ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah