الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركات الاسلامية في العراق حرب على الابرياء

فهد ناصر

2004 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


  أذا كانت حرب أمريكا على العراق قد قوضت أسس المجتمع العراقي والغت بنية الدولة وركائزها ومعالم وجودها بشكل كامل وتركت المجتمع يعيش في دوامة من أنعدام الامن والاستقرار وغياب سلطة القانون وفوضى أجتماعية لم يسبق لها مثيل ،فانها قد فتحت الباب على مصراعيه أمام مد التيارات والقوى الاسلامية الرجعية بمختلف أشكالها لتمارس دورها في تعقيدالاوضاع الاجتماعية والسياسية والعمل على البروز كسلطة مطلقة في المناطق التي تتواجد فيها مستندة الى الدعم اللامحدود الذي تقدمه لها دول الجوار ومعلنة عن أستعدادها  المطلق لاشعال فتيل الحرب الطائفية التي لايمكن التكهن بنتائجها الكارثية.                                                       
     
           بعد سقوط نظام البعث الفاشي في العراق تكاثرت الحركات الاسلامية بشكل لافت للنظر حتى أصبح من الصعب أيجاد أحصاءات محددة لها أو معرفة التباينات والفروق السياسية والفكرية الجوهرية التي تميز بعضها عن البعض الآخر،شيعية كانت أم سنية، غير أن جميعها متفق على أقامة نظام أسلامي في العراق،ولكل منه تصوراته الخاصة عن نظامه الاسلامي المنشود ولا تتردد عن ممارسةكل مايمكنها من تحقيق حلمها هذا  بدءاً من اعلان الحرب على مظاهر التمدن والتحرر والترفيه  وأطلاق حملة لا هوادة فيها ضد النساء والتدخل السافر في أدق تفاصيل و شؤون الحياة الخاصة للافراد والقمع المرعب للحريات العامة والسعي الى قولبتها وفقاً لمنطق الاسلام والحركات الاسلامية وصولاً الى محاربة كل من يعلن مخالفته أو رفضه لمنطق الاسلام والشريعة ويعرف نفسه كشيوعي او علماني يسعى الى أقامة مجتمع لايستند الى الدين أو القومية وملاحقة واختطاف وتعذيب الناشطين السياسيين وفعالي الحركات والتنظيمات الاجتماعية المختلفه .                       

         لقد كشفت الاشهر الماضية الجانب الاسود والمرعب للحركات الاسلامية فسجلها خلال هذه الفترة كان حافل  بجرائم القتل والاختطاف والسجون والتعذيب الوحشي الذي جعل صورة أجهزة الامن البعثية القذرة وممارساتها الوحشية لا تغيب عن ذاكرة العراقيين،فكل حركة أو حزب أسلامي لها زنازينها وجلاديها ومفارز تمارس مهام الاختطاف والاعتقال،حيث أصبح التعذيب بالكهرباء وخلع أظافر اليد والجلد بالسياط سمة تميز ممارسات الحركات والاحزاب الاسلامية وبالتالي ترسم  ملامح المجتمع الاسلامي الذي يريدون تحقيقه اوفرضه في العراق .                               
        الاحزاب والحركات الاسلامية المختلفة مدعومة وبشكل مباشر ومتواصل وبكل أشكال الدعم المادي والسياسي  والاعلامي من نظام الارهاب والقمع في أيران والانظمة الرجعية المجاورة للعراق،سعت الى أسلمة  كل مفاصل حياة المجتمع  من خلال حملة رجعية تهدف الى فرض التراجع بقوة السلاح والارهاب  على كل حركة أو تيار يسعى للارتقاء بطموحات ملايين البشر وتطلعاتهم الانسانية المشروعة في العيش حياة خالية من الاضطهاد والتمييز واللامساواة وأطلاق حملة تهدف أيضاً الى حرمان المرأة من كافة حقوقها و جعلها أسيرة عبودية الشريعة الاسلامية والتقاليد الذكورية .كذلك ممارسة الشعائر والطقوس الدينية القاسية والدامية والعمل على فرض ما حدث للحسين وعائلته قبل أكثر من1400 عام  وكأنه حدث اليوم (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ). الممارسات البشعةللحركات الاسلامية ضد المسيحيين في البصرة والابتزاز والتخويف والاهانات المتواصلة هي شاهد و دليل على مساعي الحركات الذكورة من أجل أسلمة المجتمع وأعلان العراق دولة أسلامية .                                                                                   

         الابتزاز والقسر والتخويف الذي تمارسه الحركات الاسلامية ضد سكان المدن قد خلق وضعاً حساساً جداً فعدم الشعور بالامان والاستقرار والخوف من الاستدعاءات الى مقرات الحركات الاسلامية من أجل دفع مبالغ نقدية بدعوى حيازة سلاح أو الانتماء الى حزب البعث،قد أصبح ظاهرة تخيم على سكان مدن العراق .هذه الحركات لا تكتفي بما تمارسه ضد السكان وتدخلها المباشر في حياتها و حرياتهم الشخصية، بل أنها أصبحت تقف ضد الحركات الجماهيرية الواسعة المطالبة بالعمل والحرية والامان  وما قامت به هذه الحركات ضد تظاهرات العاطلين عن العمل في الناصرية والسماوة ألا دليلا على مدى العداء الذي تحمله القوى الاسلامية وبديلها الاسود للجماهير ومطالبها وحرياتها.                                         .                                                                             
        أن ممارسات الحركات الاسلامية هذه تجد دعماً مباشراً من لدن قوى الاحتلال ومن مجلس الحكم أذ ينظر أليها على أنها قوى تساهم في حفظ الامن في مناطق لا تشهد عمليات مسلحة ضد جنود الاحتلال  وبالتالي أطلق لها العنان لتمارس كل مايحلو لها من جرائم بحق الابرياء وأبتزازهم.أن ماردده سادة البيت الابيض وحاكم العراق المدني بول بريمر حول أسلامية المجتمع قد أعطى دفعاً كبيراً لهذه الحركات والقوى الاسلامية وجعلها تعد العدة لفرض بديلها الاسود والرجعي في العراق.   
   
         لقد تخلص العراقيين من صدام حسين ونظامه البربري و حزبه الفاشي  وأن ما يسعون ويتطلعون لتحقيقه  مجتمع حر و خال من الاضطهاد والتمييز الطائفي والجنسي والقومي ،مجتمع يليق بالانسان ويصون كرامته وحرمته الانسانية ،وأذا كانت هناك قوى رجعية تسعى الى فرض نظا            أسلامي وطائفي في العراق فان ماتريده الملايين مغاير لذلك تماما ،فارضية التحرر والعلمانية والمساواة قوية في العراق غير أن صمودها وبقاءها قوية وراسخة يتطلب التصدي لهجمة قوى الرجعية والارهاب ووضع حدٍ لممارساتها وبربريتها.                                                                                 
 1222004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah