الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!

شاكر الناصري

2008 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رغم كل الادعاءات التي يطلقها شيوخ الدين الإسلامي ، بأنهم دين واحد، إلا أنهم وما بين الفينة والأخرى يتذكرون أصلهم، وربما يتأسفون لأقوالهم حول واحدية دينهم، وان ما قالوه ليس إلا كلام يراد به تزجية الوقت أمام الكاميرات أو في صالات المؤتمرات التي يقسمون بداخلها على أنهم دين واحد. وثمة أمثلة كثيرة لا يسعنا إيرادها هنا، لكن تصريحات القرضاوي الأخيرة تؤكد ما نقول من أنهم لا ينتمون إلى دين واحد ، بل ، إلى ديانتين متناقضتين ومتناحرتين منذ عصور سحيقة.
فهذا الرجل الذي يسعى الإعلام الرسمي العربي لتصويره بالإسلامي المعتدل ، لم ولن يتمكن من ضبط انفعالاته وتنظيراته الطائفية وهو بهذا لا يختلف كثيرا عن الذين يقابلونه في الضفة الأخرى من ذات الدين الذين يحدون أسنانهم للحظة القصاص من الذين أذاقوهم الظلم واستلبوا منهم كرسي الحكم . هو مثلهم يحدد خطوطا حمراء، ويعارض التحول المذهبي من طائفة إلى أخرى، بل، يعدها من الكبائر والهجوم الأخير الذي شنه ضد ( الشيعة) أبناء دينه الواحد كما يؤكد ، دلل وبما لا يقبل الشك على انحيازه وعدم قدرته على تصديق حتى نفسه بعد مجموعة تصريحات أراد أن يؤكد اعتداله ووسطيته من خلالها... لقد عبر عن قلقه من اجتياح الشيعة للمناطق السنية الخالصة عبر نشر التشيع فيها، متناقضا بذلك مع نفسه وأقواله السابقة من أنهم أبناء دين واحد...أليس الشيعة مسلمون كما تقول يا قرضاوي فلماذا الخوف، إذن؟.. أو ليس هم من أبناء دينك الواحد ، ألا يحق لهم الانتقال من منطقة إلى آخرى ، أم أن هذا يعد اجتياحا خطيرا في نظرك؟؟؟؟... أن تصرياحاته هذه لا تختلف عن تصريحات ملالي الشيعة في أيران او العراق ، كلهم يقسمون ويعقدون المؤتمرات ويصدرون الوثائق و يعقدون الأحلاف على أنهم أبناء دين واحد احد ولكن ما أن يغادروا قاعات مؤتمراتهم حتى يبدعون في ابتكار ما يزيد من الانقسام والتناحر، ولا تختلف عن الذين يطلقون فتاوى التكفير والقتل والتهجير والجلد وإزهاق أرواح الأبرياء وقمع حرية الرأي والتعبير وخنق الإنسان ومصادرة حرياته، لأنهم جميعا من طينة واحدة لا يعرفون العيش دون سفك دماء أو دون إذلال الأبرياء وحرقهم في حروبهم الطائفية.
القرضاوي يخشى ويجاهر بخشيته ومخاوفه من وصول الشيعة إلى المناطق أو الدول السنية الخالصة واجتياحها ، يخاف من أن يحتلوا مكانه وان تضيع مكانته ويتهتز عرش دينه لو أن الناس غيرت جلودها من سنية إلى شيعية ، لكنه لم يجاهر أو يعبر عن خشيته من وجود أكبر قاعدة للقوات الأمريكية في قطر ، هذه القاعدة التي استخدمت من أجل شن الحرب على العراق واحتلاله وتدميره ، لم يجاهر بخشيته عندما كانت عصابات القاعدة والبعث الفاشي تجتز رقاب الأبرياء من العراقيين بل كان يتغنى بها كونها مقاومة.. لا يجاهر بخشيته ومخاوفه عندما تواصل الدكتاتوريات الحاكمة في دول البؤس العربي، فرض القمع والاستبداد ومصادرة خيرات ومقدرات البلدان المنكوبة بحكامها، لم يعترض عندما تحولت حياة ملايين المصريين في العشوائيات إلى جحيم وفوضى لا قرار لها جراء ممارسات السلطات الحاكمة... لم يعترض ولم يرف له جفن حين كان العراقيون يسحقون بفعل الجبروت البعثي وحكم الطاغية الدموي صدام حسين فهذا المجرم هو ولي أمر وعلى العراقيين الرضوخ له وفق منطق (وأطيعوا أولي الامر منكم ) الذي طالما استخدمه القرضاوي ومن هم على شاكلته كلما جوبهوا ببشاعات الحكام وتجبرهم .
كلهم من طينة واحدة .. لافرق بين القرضاوي ومقتدى الصدر والفوزان واللحيدان أو تسخيري والصغير ويوسف البدري وأبن حبرين وزغلول النجار والمنجد وعزت عطية وحارث الضاري ...الخ من جوقة زارعي الفتن وماسخي عقول البسطاء. كلهم يعملون على تعميق الجهل والتخلف وتعزيز مكانة الخرافة الدينية ، يزرعون بذور الكراهية والانقسام بين الناس ويؤججون روح العداء والتعصب الديني والمذهبي حتى أحالوا بلدان بأكملها إلى ساحات للتناحر الطائفي وعمقوا من انقسام المجتمعات بما يهدد أي عقد اجتماعي يمكنه أن يوحد هذه المجتمعات حول غايات وأهداف تكون محصلتها العليا الارتقاء بالإنسان وحرياته وكرامته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية