الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن كرة الثلج التي تتدحرج

محمد يسر سرميني

2008 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سياسة اقتصادية فاشلة وفساد مستشري وانعدام الرقابة على التعليم والمساجد من أسباب نمو و توسع المنظمات المتطرفة والوقود الذي يغذيها ويساعدها على البقاء .
من التفجيرات المتنقلة إلى اختطاف السياح فالهجوم على المعسكرات ونقاط الأمن وصولاً إلى الهجوم على السفارة الأمريكية سلسلة لها أول ويبدو ليس لها آخر ولسنا هنا لتعدادها وتعداد محطاتها.
إن المنظمات الإرهابية التكفيرية تجد لها أرض خصبة في اليمن نتيجة لسياسات كثيرة خاطئة لبعض دوائر صنع القرار.
كل الأعمال الإرهابية التي مر بها اليمن ومازال يعاني منها ما هي إلا رأس جبل الجليد وهي نتاج طبيعي للوضع في اليمن نتيجة سياسات فاشلة ورقابة غائبة.
أما إذا استمرت السياسة الحالية لليمن في نفس الاتجاه ونفس الأسلوب وبدون معالجات جذرية فلنتوقع الأسوأ على المدى البعيد.
ولنبدأ من المشكلة الاقتصادية والفساد وننتهي بغياب الرقابة عن التعليم والمساجد.

يبدو أن لا حل للمشكلة الاقتصادية و الفقر في اليمن والسبب الأساسي للفشل الاقتصادي وازدياد معدلات الفقر في اليمن هو الفساد الذي استوطن ولا سبيل للتخلص منه وسياسة الرواتب المتدنية وعدم المبالاة وغياب المحاسبة ومبدأ ( من أين لك هذا؟) هو من الأسباب الرئيسية لتفشي وانتشار الفساد على نطاق واسع حتى أصبح الفساد مدعاة للفخر إن كان في البناء أو الأفراح أو أنواع السيارات فليس غريباً أن تشاهد موظف يملك عدد من السيارات قيمتها الملايين من الريالات ويسكن في قصر قيمته ملايين الدولارات.
و معدل المرتبات في اليمن لا يتجاوز مئة وخمسين دولار شهرياً في أحسن الأحوال مع العلم إن إيجار المنازل يتراوح بين مئة ومائة وخمسين دولار شهرياً وهذا للمنزل الغير صالح للسكن وسعر كيلو الخبز دولار واحد رغم أن السعر حسب الأسعار العالمية وبدون أي دعم يجب أن لا يتجاوز النصف دولار للكيلو الواحد أي مائة ريال وهذا من السياسة الخاطئة للدوائر الاقتصادية ويمكن أن تقيس عليها باقي الأسعار التي وصلت إلى السماء والمواطن ضائع بين تاجر جشع مستغل وموظف فاسد مرتشي.
أما التعليم في اليمن وانتشار التعليم الخاص و الرقابة شبة المعدومة على التعليم الخاص و أصحاب المدارس والجامعات والمدرسين والمدرسات جلبت ونشرت الكثير من الأفكار المنحرفة و المتطرفة فيكفي نظرة واحدة للكثير من المدارس و الجامعات لترى ماذا ينشر فيها من أفكار لتعرف ماذا ينتظر اليمن في المستقبل القريب .
أما عن المساجد يكفي أن تمشي في شوارع صنعاء يوم الجمعة في وقت خطبة الجمعة وتسمع الكلام الذي يقال على المنابر .
وان كنت من العاطلين عن العمل فاذهب إلى اى مسجد قريب منك واسمع ماذا يقال وماذا يدرس بعد الصلاة ومابين المغرب والعشاء أحياناً باسم دروس تحفيظ وتجويد وأحياناً أخرى باسم دروس تقوية سوف تسمع كل ما ينشر الإرهاب والتطرف وسوف تشعر بان وزارة الأوقاف غائبة وليس لها وجود في المساجد ولا تعلم من يتكلم ومن أين أتى ولا يوجد هناك من يبعده عن الميكرفون أو يحاسبه أو يقول له من علمك هذا الكلام.
هذا في صنعاء أما المناطق والقرى البعيدة فحدث ولا حرج غياب كامل للدولة والمثقفين ولا ترى إلا الجهلة والمتطرفين على منابر المساجد .
ويجب على القيادة اليمنية أن تعتبر مما يجري في باكستان والوضع الذي وصلت إليه وانتشار المنظمات المتطرفة فيها ورغبة البعض في اليمن باستنساخ تجربة الأحزاب والجماعات المتطرفة هناك لنشرها في اليمن.
كل الجماعات المتطرفة هي جماعات حاقدة على المجتمع وتقف ضد التطور والحرية والتنوير والتحديث والديمقراطية وتجد بيئة خصبة للنمو في ظل الفساد والجهل وغياب النظام والقانون وانعدام الرقابة والمحاسبة.
لابد لنا من تطوير المجتمع ونشر الديمقراطية ومحاربة الفساد وتصحيح السياسة الاقتصادية ومراقبة التجار وعدم السماح لهم باستغلال المواطنين واحتكار السلع ورفع أسعارها وأعادت النظر في السياسة التعليمية ومراقبة المساجد والسيطرة عليها من قبل الدولة لكي لا تصبح مأوى ومفرخة للإرهابيين والتكفيريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah