الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوري سعيد باشا

علي الطائي

2008 / 9 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من الذاكر ة
يحكى أنة كان هناك بستانيا يعمل لدى نجيب الجادر احد وجهاء وأغنياء مدينة الموصل في العهد الملكي
كان لهذا البستاني صبي كبر وتربى مع أولاد الجادر حتى انهي دراسته الثانوية
وكانت ام هذا الصبي تعمل في بيت الجادر
كان يطمح او لنقل يحلم ان يكون ضابطا في الجيش العراقي
هذا الحلم كان تقف إمامة عقبات عديدة
ففي ذلك الوقت لم يكن يقبل في الجيش الا من كان من عائل معروفة
في احد الأيام جاء الباشا نوري سعيد وهو رئيس الوزراء واحد ابرز الوجوه السياسية آنذاك
إلى بيت صديقة الجادر
اخبر الجادر من صديقة الباشا ان لدية ولد يريد ان يكون ضابطا في الجيش
سال الباشا هل هو ابنك
أجاب الجادر مثل ابني وقد تربى مع أولادي فأمة وأبوة يعملان لدينا
هنا قال الباشا لا لا يقبل إن يكون ضابط
سال الجادر لماذا
أجاب الباشا ان هذا الفتى لو أصبح ضابطا فمهما كبر وصعد في المناصب سيبقى يحس بنفسه إن امة كانت خادمة
فكيف تريد منة إن يقود جيشا
إذا تريد نساعده من اجل كان يقبل في أي عمل واختصاص أخر إلا الجيش
نعم كان الضابط في الجيش العراقي وحتى أواخر السبعينات من القرن الماضي لة مكانة وخصوصية
اذا قدم احد طلبا للانتساب الى الكلية العسكرية
لابد من ان يتم السؤال عنة وعن عائلته من جميع النواحي وخصوصا الأخلاقية والسمعة والمركز المالي والاجتماعي
لهذا تم بناء جيش قوي
كان الضابط في ذلك الوقت لا يسمح لأحد من جنوده ان يفضل علية بشئ
كان يأبى إن يأخذ (الرشاوى ) بأي شكل او صورة
كانت هناك مثل وقيم وتقاليد عسكرية فرضت احتراما على الجميع لهذه المهنة المقدسة


إلا أنة في بداية التسعينات وبسبب الحرب واحتياج الجيش إلى الضباط
اخذ يقبل أي شخص يتقدم الى الكلية العسكرية مهما كانت أوضاعة واخلاقة
فتفشت ظاهرة الرشوة بين الضباط
وتدنى مستوى تلك القيم والتقاليد الى ادنى مستوى لها
فحتى أبناء ( الكاولية والقرج ) @ قبلوا ليكونوا ضباط في الجيش العراقي ضمن مكارم القائد الضرورة
كانت الرشوة متفشية بينهم على الجندي المقتدر ماديا إن يدفع لكي لا يداوم في الوحدة المهم ان يدفع الى إمرة المبلغ المقسوم
هذا الجيش رفع فيه شعار كان جميلا ومؤثرا ( رفعة بعض أمري الوحدات )
يقول ادفع مالا تنزل حالا
لا يحتاج إلى تفسير
لماذا وصل الأمر الى هذا الحد
نعود إلى حكايتنا الأولى قصة الشاب الذي رفض الباشا قبوله ضابط في الجيش
إذن هي تدني للأخلاق والمستوى الاجتماعي تجرف من يتولى المسؤولية إذا لم يكن متعودا عليها
وهناك مثل عامي يقول ( لا تخاف من الشبعان إذا جاع ولكن خاف من الجائع اذا شبع )


استمر التدهور في كل مفاصل الجيش حتى وصلنا إلى هذه النهاية المأساوية للعراق وسقوط جيشه خلال عشرون يوم
من المعارك
طبعا هذا ليس السبب المباشر ولكن هذا احد الأسباب وتراكمات على مدى سنوات طوال وهناك أسباب أخرى ليس هنا محل مناقشتها
كم كان الباشا بعيد نظر
طبعا الجيش الذي بناة بريمر ومن معه ليس أفضل من الجيش الذي حلة بريمر بل بالعكس أسوء حالا الى درجة ليس معها مقارنة
فبعض قادة الجيش الجديد من المطرودين من الخدمة بسبب السرقة واحد قادة وزارة الدفاع طرد من الجيش في زمن البعث لأنة سرق بساطيل ( اخذية عسكري )
للأسف وصلنا إلى حالة لا نحسد عليها بسبب الأخطاء التي ألمت بالجيش العراقي على مدى العشرين سنة الماضية التي قضاها النظام السابق بالحروب والصراعات
ولكن هل من يعتبر ويفكر ببناء جيش حقيقي للعراق وليش جيشا ورقيا وهشا

@ الكاولية والقرج تجمعات متنقلة تمارس الغناء والبغاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه