الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه بين الانانيه و( الحراميه )

هادي ناصر سعيد الباقر

2008 / 9 / 23
المجتمع المدني


لا اخفيكم .. فانا اخاف (( الحوار المدني )) ... ونحن العراقيون : الخوف .. يعشعش في اعماق نفوسنا .. لاننا نكثر من استعمال كلمة الخوف في احاديثنا اليوميه .. فانا اخاف (( الحوار المتمدن )) .. او هكذا اتصور .. ان لايرضى عن ما اكتب .. امّا لانه لا يتمشى مع النظام الذي التزم به .. والكثير ربما يتصور ( الالتزام ) .. بانه الانضباط .. والانضباط : هو : الضبط والنظام .. والنظام : هو رسم الحدود وعدم تجاوزها ... وهو تقييد للحريه .. وتجاوز النظام هو : الفوضى .. والفوضى هي نظرية الدوله التي يحلم بها منظرين الانظمه السياسيه .. بانها الدوله الفوضويه .. حيث يبلغ الانسان منتهى الكمال بحيث لانحتاج الى نظام الدوله ولا الى الشرطه ولا المحاكم ... لأنه من كل .. حسب طاقته الى كل حسب حاجته .. فيعطي الفرد اقصى ما يقدر .. واذا دخل الى اي مخزن فلا يأخذ الاّ ما يحتاجه فقط ...
والحوار المتمدن عندي هو : الحوار الحر .. الانطلاق واخراج ما في الذات وما يجول في الخاطر دون خوف او دبلوماسيه .... والمتمدن هو : الاتجاه نحو التمدن .. الثقافه .. العلاقات الانسانيه .. الاجتماعيه المدنيه .. فهو حوار الحضاره كما يقولون والمتحضرين .. الذين اداتهم وسلاحهم المنطق والقلم والحرف والكتاب .. بسم الله الرحمن الرحيم :: ن والقلم وما يسطرون ... وليس كالتكفيرين ذوي اللحى الطويله والدشاديش القصيره .. او مثل اولئك الذين جلسوا مكان اللذين يفتون بالامر بالمعروف وينهون عن المنكر بيدهم يمسكون مفاتيح النار ومفاتيح الجنّه .... وقد يكون ما اكتب يتجه للنقد ... نقد او انتقاد .. قد يتصورون انه يمس شخصا" او مؤسسه او قوميه او طائفه ... والحوار المتمدن عندما لاينشر لي لا يقول لماذا ؟!! وهذا يؤلمني جدا".. واشعر بالاضطهاد ... فانا احب ان انشر بالحوار المتمدن لاني احب ان يصل صوتي وفكري الى اكبر عدد من البشر .. ولأنّ الكثير مما اكتب قد وصل الى الكثير من المسؤلين وجاء بالفائده ... واحب ان اتبرع للحوار المتمدن .. ولو ان هناك من المجلاّت تدفع لقاء البحوث التي تنشرها .. وانا احب ان تكون بحوثي مصدرا" للدراسات , لا ان تنتحل .. فانا اعشق الحريه ... واؤمن بالشفافيه ...وعدو التستر على الاخطاء سواء كانت للصغير او الكبير ... فاذا شعر الفرد ... والمسؤول ... والدوله ... ان هناك من يتسقط عليهم الاخطاء ... فسيستقيم الفرد ... وتستقيم الحكومه ... ويستقيم المجتمع ... فالمجتمع المتمدن هو المجتمع الحر ... المكشوف .. الذي لا اسرار فيه يتسترون عليها ... ان المجتمع البدوي هو المتستر الذي من تقاليده التستر على الاخطاء ... وعندي ان الفساد يسري فيه بالخفاء ..
فانا كنت اخاف ان لايقبل (( الحوار المتمدن )) ما اكتب بلغه الشعب .. لغة الشارع .. لغة السوق ... لغة المقهى .. بلغة (( حكمة الشعب )) فولكلور الشعب ... لغة صاحب العربه التي يجرّها الحمار ... واني اتمنى ان اكتب (( عندما يتكلم حمار العربه )) ؟! ... فمرّة" تألمت لحال حمار يجر عربه سقط اعياء" وصاحبه يوسعه ضربا" بالعصى يريده ان يقوم .. فامسكت يد صاحب العربه هذا "وصرخت به : الا تخشى الله ... اليست في قلبك رحمه .. ان الحمار يموت والعصى لن تعيد له الحياة ... فهمس لي الحمار – وهو يحتضر - انك لن تجعل من صاحب الحمار انسانا" ... فالعصىتخلق حمارا" .. ولا تخلق انسانا" ..... ارث لحالكم ولا ترثي لحالي انا الحمار .. فانتم رفعتم مرتبة الحمار الى مرتبة ( الاستاد ) فانتم تتداولون هذا الاصطلاح للحمار ؟! ... فاذا كان صاحبي يضربني بعصا واحده ... فانتم العراقيون يتم ضربكم يوميا" بانواع عديده من العصي ... فانا الحمار عندما اموت فما هي الاّ موتة" واحده ... وقد انتقل بعدها الى العالمالآخر ؟! واذا لم يكن لي عالم آخر ؟! فالموت وحده العدم فيه راحة اختفاء الاحساس .... اما انتم العراقيون فان العصي تلهب ظهوركم في الدنيا ! .. وفي الآخره حيث ينتظركم الحساب العسير ..
كنت اخاف ان لا يرضى (( الحوار المتمدن )) ان اكتب بلغة الشعب الفطريه ... وعندي هي اللغه الاكاديميه الحقيقيه ... كنت اخشى ان اصف البعض (( بالحراميه ))... والشارع يستعملها بشكل اعتيادي ... حتى قرأت للاخ هادي الحسيني في موقعه على الحوار المتمدن ... موضوعه يصف فيه الهجوم الذي تعرّض له النائب الشجاع المخلص لوطني الصريح في افكاره الواضح في مبادئه الاستاذ الالوسي ... من قبل , من وصفهم الاستاذ هادي , بكلاب البرلمان (( والحراميه )) ..... هذا ما شجعني انطرح عنوان موضوعي هذا (( منظمات المجتمع المدني ... بين الانانيه والحراميه ))..
لقد تعجب واستغرب احد رؤساء المنظمات مستفسرا" :: من اين تاتي بعض هذه المنظمات او بعضها بهذه الاموال الضخمه لاقامة مثل هذه المؤتمرات المكلفه والالوف من اللافتات المنتشره في كل بغداد ذات الشعارات السخيفه الغامضه ... الشبيهه بشعارات مجلس محافظة بغداد الملفته للتساؤل والعالية الثمن... هي منظمات قليلة العدد توجه دعواتها فقط لمنظمات الفواتح والجري وراء اللقمه والعشرة آلاف دينار .. ولا نعرف كم تسجل في حسابات الصرف ... وهذا مبدأ (( الحراميه )) المتعارف عليه ؟!.... يقول صاحبي : في حين اننا منظمات نشطه وفاعله نصرف من جيوبنا ولكن بالكاد نستطيع ان ننشر اعلانا" ؟!
اجبت صاحبي اعتقد اننا سبق ان صنفنا هذه المنظمات ... فنحن كنا نحضر ونناقش في قصر المؤتمرات وتحت اشراف وقيادة قيادة قوات الائتلاف ... ومع كل منظمات المجتمع الغير حكوميه ... نناقش جميع امور هذه المنظمات , حتى تم انضاج وفرز اصناف هذه المنظمات كما يلي :
1- منظمات تدعمها قوات ومخابرات الاحتلال بعد ان انتقت منهم المنظمات الاكثرهم صياحا" والاكثرهم استعدادا" للانقياد للعماله .. وهم الاكثر غباء" وجهلا" وضعفا" في الاحساس الوطني ... وسبق وان اشرت لاسماء هذه المنظمات ورؤساءها في صحيفتنا (( البيئه والحياة )) ... التي استحوذت على اسمها (( وزارة البيئه )) ( خوب ما نزعل احد !!؟) .. وهذه المنظمات هي استخباريه لا تقوم باية نشاطات تخدم الشعب العراقي !.. بل كل ما يريده وبتوجيه المحتل ..
2- منظمات تتبع الكتل والمحاصصات السياسيه في معضمها دينيه .. او مذهبيه .. او عنصريه .. وهذه المنظمات هي التي وزع عليها البرلمان عشرات او مئات الملايين من الدنانير ... بغية الصرف على مناسباتهم الدينيه والمذهبيه والعنصريه ...
3- ثم دخلت ايران الميدان فاخذت تصرف على منظمات لتخدم شعاراتها ... ووقعت تحت حبائل الوكلاء والمنظمات الساعيه وراء الدولار والسفر واسباب اخرى ... فاضروا بايران ..
4- بقت المنظمات الحقيقيه ذات البرامج العلميه المبنيه على مشاكل ومصلحت الشعب ... والتي تعتمد في مواردها على التمويل الذاتي .. فهي قويه في برامجها ضعيفه في امكانياتها الماديه .. الشجاعه في الدفاع عن حقوق الشعب والوطن ... وبسبب قوتها وكفاءتها وعلمها في شؤن المنظمات وعلوم المجتمع .. فقد اصبحت هدفا" لانتحال وسرقة نشاطاتها وبرامجها ... فهي منظمات يحاربها الجميع ويهدفون الى القضاء عليها ... سواء من الدوله واجهزتها ... ومن المنظمات العميله ..
5- وظهرت الآن منظمات الانانيه والرده وهي منافقه (لوكيه ) .. اغراها بريق خطط التنميه , كما اغرت الشركات الاجنبيه ... وصحوة هذه المنظمات مبنيه على اساس اناني .. ودافع ( الحراميه ) .. فقد بين لي بعض رؤساء المنظمات الي انسلخت عن منظمات اصيله مخلصه .. قال لقد اخطئنا باتباع طريق العمل المخلص .. فخسرنا الكثير من المشاريع سبقنا اليها المرتبطين بجهات ائتلافيه او حزبيه او اي من الكتل ... فمثل هذه المنظمات المرتده هي منظمات خاسره واخذت تلجىء الى اساليب غير اخلاقيه ... فقد روى لي احد رؤساء المنظمات الحقيقيه قال سبق ان حصلنا على تميل من منظمه دوليه لاقامة متنزه وملعب للاطفال بمبلغ (10) عشرة آلاف دولار ... فما كان من احد الاعضاء ان طلب ان نضع بعض الملاعيب للاطفال في حديقة المنظمه .. ونتقاسم المبلغ ما بيننا .. وكان رأيا" غريبا" ادى الى ابعاده عن المشروع .. قال اقمنا المشروع واضفنا للمبلغ (3) ثلاثة آلاف دولار من تبرعات وقروض من الاعضاء .. والمشروع هو من انجح المشاريع ... وكانت منظمات قد اشارت بان هذا المشروع ناخذ عليه مائة الف دولار ... وعند تدهور الوضع الامني : قامت القوات الامريكيه – الجهد المدني – وصورت المشروع وقدمت عطاء بعض المقاولين معها بمبلغ ( 200) مائتا الف دولار وصورته في غفلة من المنظمه الاصليه وقبضوا المبلغ وغادروا .. والمنظمه الاصليه في طريقها لاقامة الشكوى لدى السفير الامريكي ومفوضية النزاهه ..

فالانانيه و( الحراميه ) هما المرض الذي بدأ يقتل منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه .. فالى اين تسير :-
أ‌- ستنمو وتتوسع وتقوى المنظمات العميله التابعه لقيادة الائئتلاف .. وبعد عشرة سنين او اكثر .. ومنها سيكون رؤساء الدوله ووزرائها وغيرهم .. من هذه المنظمات ... مثل كوريا الجنوبيه ..
ب‌- المنظمات الدينيه ومنظمات المحاصصات ستموت وتفقد مصداقيتها اذ سيستشري بينها صراع (( الانانيه – والحراميه )) ..
ت‌- المنظمات الفاعله المخلصه ستموت وتضمحل وتتلاشى ... لانه سوف لن يكون بمقدورها الصمود بوجه كل هؤلاء ا لاعداء ..
ث‌- منظمات الانانيه والردّه المنافقه ... هي اصلا" منتهيه وستزول سريعا" من الميدان ..

سيخلوا الميدان العراقي من الديمقراطيه الحقيقيه وستتعدد الاساليب والتفنن لكي يتم حكم الشعب وقيادته من قبل الحاكم المتبوع والمحكوم التابع ... تحقيقا" لمبدء (( الامتياز))الذي جاء به (( كولبرت )) وزير مالية نابليون الثالث في القرن السابع عشر .. الذي يقضي بتقسيم العالم الى دول متبوعه ... ودول تابعه ... وان لاتخرج الدول التابعه عن طوع الدول المتبوعه .. .. وارجو من الله ان يعم الخير والسلام وا لد=صدق وسلامة النوايا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023