الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الفتوى ... صناعة الموت

جمال المظفر

2008 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العالم العربي امام ازمة حقيقية وكارثية تهدد مستقبلهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الا وهي صناعة ( الفتوى ) والتي باتت تعمد الارهاب وتدعمه بنصوصها المحرضة على القتل وهدر دماء بني البشر والاستحواذ على الاموال بدعوى استخدامها لمشاريع تخدم الاسلام فيما تذهب الى جماعات اوجهات تروج للجهاد والذي يقوم على قتل المدنيين شيوخا ونساءا واطفالا من خلال تكفيرهم واباحة دمائهم لا الى الجهاد ضد الكفر كما يدعون ، فهم يتركون قوات الاحتلال ويصبون جام غضبهم على الحلقات الاشد ضعفا الا وهم المدنيون ، هذه الفئة التي لاتحمل السلاح ولاتتقاطع معهم في اي شئ سوى الفكر التكفيري الذي يتبناه بعض المتشددين ...
ففي كل يوم نصحو على فتوى جديدة مدمرة تفتح ابوابا مشرعة على الارهاب الذي بات سمة العصر الحديث ، فبدلا من نشر تعاليم تدعو الى المحبة والتسامح والتصالح ونبذ العنف وتسوية الخلافات بالطرق السلمية يزيد المتطرفون النار حطبا ويزرعون الافئدة بالحقد والضغينة ويؤسسون لمناطق خلاف عميقة بين المجتمعات العربية والغربية حتى بات العربي في نظر الغرب ارهابي يجب الحذر منه ولذلك باتت الرقابة على العربي تشتد يوما بعد يوم ، وربما تجلب اللحى والالتزام الديني الشبهات لصاحبها حتى لو لم يتبن مشروعا متطرفا او ارهابيا ..
اخر الفتاوى الحداثوية تلك التي اصدرها الداعية السعودي ابن اللحيدان بقتل الاعلاميين العاملين في الفضائيات وهي دعوة صريحة للقتل العمد واباحة دماء من يعملون في هذا المجال ، ولاندري بأي منطق اصدر هذا العالم فتواه في القرن الواحد والعشرين قرن التطور والانفتاح على العالم ، ومن هو الذي نصبه قاضيا ومشرعا لكي يحدد من يهدر دمه دون محاكمة قانونية لنرجع الى عصر المحاكم الشرعية التي تنفذ فتاوى رجالات الدين ...
اما الملفت للانتباه هو سكوت حكومات تلك الدول عن مثل تلك الفتاوى الظلامية التي اساءت للاسلام وبات العالم ينظر له كدين ثأر وانتقام واستباحة لحقوق الاخرين لما يقدم عليه دهاقنة الشر الذين يتلفعون بالعباءات واللحى ...
فتاوى التكفير تصدر يوميا من هذا العالم او ذاك وتحرض على القتل والتمثيل ، تكفير هذه الفئة لانهم رافضة واخرى ضد الشباب لانهم متمدنون ويلبسون الشورتات او لانهم يحلقون لحاهم ولايطلقونها لتلامس بطونهم ، وتسفك دماء النساء لانهن متحررات ولايلبسن الحجاب ويقدن السيارات واخرى للاعلاميين لانهم يسيرون بالضد من ثقافتهم القائمة على القتل والتعذيب والوحشية ...
اي فتاوى تلك التي سمحت بقتل اكثر من عشرين طفلا يلعبون كرة القدم في منطقة بغداد الجديدة بتفجير انتحاري نفذه احد الارهابيين المندسين تحت عباءة الدين ، هل لانهم يركضون وراء الكرة ولايركضون وراء دينهم ، ام انهم يتعلمون ثقافة غريبة عن الاسلام ، ثقافة رياضية منفتحة تدعو الى الوئام والتلاحم والصداقة والالفة والسلام ...!!
بالامس اقدم الارهابيون والموالون لدهاقنة الشر وبعد ايام من فتوى الداعية بن اللحيدان على قتل اربعة من الاعلاميين العاملين في قناة الشرقية الذين كانوا يؤدون واجبهم في برنامج فطوركم علينة وفي شهر رمضان المبارك الذي حرمت فيه دماء المسلمين و كذلك قتل الاعلامية اطوار بهجت التي كانت تغطي احداث تفجير سامراء وغيرها من الاعمال التي يندى لها الجبين ...
لماذا لاتقدم الحكومات العربية على تعقب هؤلاء الظلاميين وتقديمهم للعدالة لنشرهم قيم الارهاب وتغذية العقول بمفاهيم خاطئة محرضة بدعوى مخالفتها لتعاليم الاسلام في الوقت الذي باتوا يشكلون خطرا على بلدانهم التي يصدرون منها الارهاب بالاضافة الى البلدان الاخرى التي ابتليت بهم وبفتاواهم ....
صناعة الفتوى اصبحت خطرا يهدد الشعوب وخصوصا العربية منها ، بحيث ان اولي الامر باتوا يتحكمون في مصائر تابعيهم ومقلديهم بعد غسل عقولهم ، ما ان يؤشر له بأن يرمي نفسه في النهر الا والقاها دون ان يفكر ولو للحظة واحدة لماذا يلقي بالنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق في التهلكة ...
ليس الاعلاميون وحدهم المستهدفين ، بل حتى العلمانيين هم على قائمة الاغتيالات لانهم يدعون الى نظام مدني متحرر ومتطور لايعود للوراء الى عصر صناعة الموت والجريمة او ممارسة افعال وشعائر بعيدة عن الاسلام وثقافته التي تدعو الى التسامح وضرورة فصل الدين عن الدولة ...
تجنيد الانتحاريات وتفجير انفسهن وسط تجمعات المدنيين الابرياء دليل على الانحطاط الذي وصل اليه هؤلاء وبطلان فتاواهم وباتت الاموال التي تدفع لاعمال خيرية او دينية تستخدم لتمويل الارهاب وجعله يمتد افقيا على مستوى الوطن العربي والعالم ...
وبعد هذا العالم اجمع مطالب بان يقف بوجه دعاة الظلالة والظلام والقتل وسفك دماء الابرياء الذين لاذنب لهم سوى امتعاضهم من تلك الفتاوى الظلامية التي تعيدهم الى الخلف لالاف السنين وكأننا مازلنا نعيش في زمن الناقة والبعير ونتباهى بالسيف وحز الرؤوس والسبايا والزيجات المتعددة التي اصبحت زنى شرعيا يمارس تحت عباءة الفتاوى الضالة ، وليت دعاة هذه الزيجات يزوجون بناتهم او اخواتهم لبني البشر مثلما يفعلون مع المغلوبات على امرهن ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa