الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقومات التخلف

شريف عشرى

2008 / 9 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ أن لُعِن الإنسان وطُرِد من ملكوت الله على إثر إرتكابه الخطية الأولى كان من رحمة الله به وحبه له أنه لم يقضِ عليه للأبد بل أعطى له فرصة أخرى للعيش إلى أن ينفذ الله مخططه الأزلى لرفع خطايا آدم وذريته بموجب عمل الرب يسوع على الصليب ... وفى كل الأحوال نرى أن ما كان وراء إفساد مناخ شركة التعايش بين الله و آدم هو إبليس الحاقد أساسا على الإنسان ، فكل هم إبليس أن يفسد جو ومناخ السعادة لدى الإنسان حتى لو أن تلك السعادة قد تأخذ أى صورة أو شكل من الأشكال و التى من بينها اللعب والمرح والسمر والفن بصوره وفروعه و كذلك الإبداع فى شتى مجالاته ..فالحق أن كل هذه الأشكال قد أوحى بها الله نفسه للإنسان كى يرفه من خلالها عن نفسه إبان الفترة الصعبة التى يعيشها الإنسان الأرض تلك الأرض الملعونة والتى سبب لعنتها خطايا الإنسان نفسه فلا عجب أن يرى الإنسان على تلك الأرض ما يصيبها من كوارث طبيعية (زلازل-براكين-أعاصير-مجاعات...الخ) ولم لا وهى الأرض الملعونة بلعنة الخطية خصوصا مع كون الخطية متوارثة بين بنى الإنسان من جيل إلى جيل ولا عجب أيضا أن يعترى الإنسان وينتابه كم وافر من الصراع الداخلى النفسى والذى من أعراضه الإكتئاب والغم والحزن ...الخ من أعراض نفسيه تصيب الإنسان فقط لمجرد أنه يحيا على تلك الأرض الملعونة والمصبوغة بالخطية ...الكثير منا ينسى أو يتناسى أننا جميعا نعيش على الأرض (الدنيا من دنو وهو عكس الإرتقاء والعلو )وليس فى الملكوت السماوى لذا لابد لنا جميعا من تقبل تلك المآسى وبصدر رحب فهى أمر واقع وعلينا جميعا التعامل معه لا الهروب منه والتعامل مع كل تلك المصائب لا يكون سوى بالتعرف على أصل منشأ الإنسان أى من أين جاء ثم إلى أين المصير وقد ساعدنا الرب الإله على الخوض فى هذا الأمر من خلال كتبه ورسله وأخيرا جاءت طمئنته لنا جميعا بمجىء عصر النعمة على إثر صلب المسيح وقيامته وإنتصاره لنا على كل من الخطية والموت!
إلا أن إبليس مازالت له خطته أيضا فى إفساد جو الطمأنينة هذا من خلال التشكيك والضرب بقوة على هذا المخرج ولا سيما أنه قد إستعان بأناس فى هذا المضمار وأعوان كى يسهلوا له مهمة إفساد الأمن والسلام الداخلى الذى قد يحصل عليه الإنسان ومجانا بمجرد قبول عمل الرب يسوع على الصليب ...من ناحية أخرى كما قلت سابقا أن هناك بعض الوسائل التى منها اللعب (شطرنج-النرد-الكوتشينة...)و كذلك الفنون (رسم -نحت-زخرفة-تصوير-موسيقى-مسرح-شعر...)كل تلك الوسائل تستغل أساسا من قبل الإنسان نفسه للترويح عن نفسه والإرتقاء بمستوى ذوقه العام وهى بالطبع أمور حميدة إذا ما إستخدمت فى الإتجاه السليم الذى معه تحقق الهدف من وجودها (إمتاع الإنسان والترويح عن نفسه دون أذى أو ضرر لغيره ) وبصورة مُثلى ينبغى ان تكون بعيدة كل البعد عن إيلاج الإنسان فى جرم أو معصية فى حق الله.وتلك هى القاعدة العامة أو هكذا ينبغى أن تكون ...أما أن ياتى محمد وبوعز شيطانى إبليسى لكى يخرج علينا بمثل تلك الاحاديث التى تحرم كل شىء -حتى الحياة نفسها- وتقضى على كل تقدم للإنسانية فى فن أو حتى فى لعب فهذا ضرب من الخرافة والتهريج وإن دل إنما يدل على أنه شخصية مريضة تنطوى على مركبات نقص عميقة وتعقيدات رهيبة فضلا عن أنه يدل على أن إبليس أيضا يقف وراء هذا الشخص المعقد والهدف واضح ألا وهو سد أى طريق وقفل أى باب قد يُدخِل على الإنسان أى نوع من أنواع السرور أو البهجة أو حتى الترويح على النفس !! حتى ولو كان من خلال موسيقى أو اللعب أو الرسم أو أى وسيلة أخرى من تلك الوسائل المبهجة والتى ترتقى بالنفس الإنسانية وذوقها العام وتعلو وتبتعد بها عن مصائب وكوارث ولعنات تلك الأرض الملعونة الكئيبة المثقلة بالخطايا !
فهو من حرم الموسيقى وهو أيضا من حرم الرسم وهو من حرم حتى اللهو واللعب المباح الغير مؤذى! وأسوق لكم أيها الأعزاء لكم كان مدى حزنى عندما كنت طفلا صغيرا فى الرابعة من عمرى وكنت أعشق لعبة الشطرنج بل وأهزم من يفوقوننى فى العمر والخبرة فى تلك اللعبة- لكم كان مدى حزنى عندما فوجئت بأحدهم يبلغنى أن هذه اللعبة حرام شرعا مستدلا بواقعة عن عمر بن الخطاب وبأحاديث أيضا تحرم النردشير وما على شاكلته من ألعاب والحجة أنها فقط تلهى عن ذكر الله و أن الوقت المنقضى فى ممارسة أى لعبة من هذه الألعاب ينبغى أن يوجه إما للصلاة أو الى التمتمة بالأذكار (وطبعا أدركت أخيرا أن الأذكار مجرد وسيلة من وسائل تغييب العقل وتحييد الفكر لدى أى مسلم كى يظل دائما خاضعا قابعا لسطوة و فقه أأمة الضلالة الذين من مصلحتهم أن يظل هذا العقل مغيب وميت ) وبالفعل كانت النتيجة الحتمية أننى هجرت تلك اللعبة الراقية التى إن كنت إستمريت فيها لكنت أحد عظماء العالم فى تلك اللعبة خصوصا أننى بدأت فى ممارستها فى سن صغيرة !والسؤال هو: لمصلحة من تم تحريم الفن بأنواعه المختلفة وتحريم اللعب حتى تلك الألعاب التى تنمى الذكاء وتصبغ النفس بقيم عليا مثل الصبر وطول الأناة والتخطيط والتوقع ..الخ من الأمور التى قد لا يكتسبها الفرد من أى مصدر آخر سوى تلك الألعاب أو حتى تلك الفنون (مسرح-شعر - سينما..) ...صدقونى أننى لم أجد جوابا على هذا السؤال سوى أن المصلحة فى النهاية تصب فى إتجاهين يدعم كلا منهما الآخر : أما الأول يتمثل فى أن تحقيق مصلحة أأمة الضلالة وفقهاء الظلمة بداية من محمد ومرورا بعصابته(صحابته) ووصولا لأفاقى العصر الذى نعيش فيه تلك المصلحة لا تتأتى سوى بالعمل على تحييد العقل وطمسه وأبسط الطرق هو منع وتحريم أى شكل من أشكال الفنون أو الممارسات أو الألعاب التى قد ترتقى بهذا العقل حيث أن إرتقاء هذا العقل فيه تهديد لسطوة هؤلاء بل فيه فناءهم على الأمد البعيد . أما الإتجاه الثانى يتمثل فى أن تحقيق مصلحة إبليس نفسه الذى لا يرضى بأى بهجة أو سرور تدخل النفس الإنسانية حتى لو كانت من خلال ممارسة أحد الفنون أو الألعاب فليس عسيرا على إبليس أن يستخدم مثل هؤلاء الحمقى الجهلة -وعلى رأسهم محمد ذاته وصحابته - لكى يحقق مآربه ومقاصده ولا سيما أنه قد نجح بالفعل فى هذا المضمار فكم من تخلف قد إنتاب البشرية عامة و الأمة العربية خاصة ! تخلفا وتراجعا قد أتى على الأخضر واليابس وأوقف بالفعل تقدمها ورقيها والفضل الأول يرجع لتلك التعاليم المحمدية المتخلفة والبالية و التى مصدرها الأول إبليس عدو الإنسانية وعدو تقدمها وعدو رقيها الروحى والنفسى والمادى والحضارى. وليصير نائبه بالوكالة (محمد بن آمنة) أحد المصادر الأساسية التى يعزى إليها تخلف المسلمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال