الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقة المتبادلة حجر الأساس في البناء الديمقراطي

سلام خماط

2008 / 9 / 26
المجتمع المدني


المجتمع العراقي كان ولازال أسير الولاءات المتمركزة على القومية او الطائفية او العشيرة او المذهب وهذه الو لاءات قد ألقت بظلالها على معترك
الحياة وشكلت حالة من التضادات على السلوكية العامة للمجتمع ,حتى أصبحت سمت التخندق جزءا من السياقات العامة للمجتمع من خلال البحث عن الماضي وعقده المزمنة ,من هنا يجب علينا السعي نحو حياة يحترم فيها التعايش السلمي بين الجميع ,تعايش يقوم على أساس المواطنة والشراكة الحقيقية ,لذا نجد ان السياسيين او أصحاب القرار يقفون عند مفترق طرق في استيعاب التعامل مع المجتمع وبالتالي فان الحكومة لا يمكن ان تكون لها مصداقية الا عندما تتبنى حل مشاكل الشعب ولو بشكل تدريجي واقصد هنا المشاكل الرئيسية التي أصبحت مستعصية كمشكلة الكهرباء على وجه الخصوص ,لذا يتوجب على الحكومة إحداث تغيرات جوهرية من خلال استيعاب الطاقات المتاحة لتوفير الحد الأدنى من سبل العيش الكريم للإنسان العراقي .ان التجارب العالمية تؤكد ان سقوط الأنظمة الشمولية يخلف وراءه جملة من التراكمات التي تؤدي إلى إخفاقات مستمرة على الفرد والمجتمع ,فقد قام النظام السابق بشن الحروب وقمع الحريات وإهمال متعمد للخدمات مما حمل الحكومات التي أعقبته بعد سقوطه المشين أعباء كبيرة جعلنهم غارقين في ركامها وتداعياتها مهما امتلك البلد من ثروات ,لان هذه الثروات سوف تستنزف في عمليات الاعمار وتوفير أساسيات حياة المواطن ,ناهيك عما تواجهه حكومة الوحدة الوطنية من مشاكل سياسية وتقاطعات بسبب حرية التعبير وممارسة الحقوق التي كفلها الدستور ,ومن هذه الحقوق تأسيس الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ,وعلى الرغم من الإخفاقات التي منيت بها العملية السياسية إلا أنها تعتبر من الظواهر الصحية ومن علامات الوعي السياسي شريطة أن تخرج عن نظامها الطبيعي الذي يتعرض لحقوق الغير ولا يتبنى إلغاء الأخر ,لكن لاننكر هنا ان بعض الوزراء أو موظفي الحكومة الكبار عملوا بقصد أو بدون قصد إلى الإساءة إلى الحكومة من خلال عدم الإيفاء بالوعود التي قطعوها للمواطنين مما أدى إلى خلق حالة من عدم الرضا انسحبت إلى التشكيك بصدقية هذا المسؤول وبالتالي فقدان ثقة المواطن بالحكومة .
من هنا نستطيع القول إن المرحلة السياسية التي يمر بها العراق اليوم تختلف عن المراحل السابقة لذا يجب علينا جميعا ان نتغلب على مسالة عدم الثقة والعمل على البحث عن الفرص المتاحة والمساعدة على الخلاص من هذه المشكلة ,لأنه لا يمكن التفكير بالوصول إلى خلق أرضية مناسبة للعمل الديمقراطي دون تحقيق الثقة بين المجتمع والحكومة(حكومة الوحدة الوطنية ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين