الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الغرض من ارسال بعض المرضى العراقيين للعلاج في إيران

سلام الامير

2008 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعد العراق من الدول الجيدة في مجال الطب ويحتضن مجموعة اطباء من الطبقة الاولى ممن يشهد لهم مجال تخصصهم انهم عمالقة في مهنتهم لكن ظروف العراق القاسية التي مرت عليه وما زالت مستمرة اخرت وصول بعض التقنيات الطبية الحديثة للبلاد وأكثر هذه الظروف قساوة هو الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق في عهد حكم النظام السابق من بداية تسعينيات القرن الماضي لغاية نيسان 2003 وبعد ذلك جاءت فترة الإرهاب وتضييق الخناق وملاحقة واغتيال كبار الاطباء العراقيين إضافة الى الإرهاب الخفي وهو الفساد الاداري والذي انتشر في كافة مؤسسات الدولة ووصل الى القادة الكبار والساسة والمسؤوليين في الدولة
كل هذه العوامل والظروف القاسية تركت اثرا سلبيا على الواقع الخدمي الطبي لكنها لم تؤثر على تفوق الاطباء أو تقلل من مهاراتهم العالية ,

منذ بدايات السنة الحالية وبعد التحسن الامني الملحوظ وانحسار اعمال العنف الطائفي إلا ما ندر بدء الواقع الطبي الخدماتي يتعافى وتعود له الحياة تدريجيا واخذت بعض المستشفيات الحكومية تستعيد جزءا كبيرا من الخدمات الضرورية والاساسية لكنها ما زالت لم ترقى إلى المستوى المطلوب وما زالت تعاني النقص ,

الاحزاب والقوى السياسية الجديدة التي تقاسمت الحكم في العراق اهتمت ببناء مدارس دينية وجامعات إسلامية ومؤسسات تبليغية وقد انتشرت هذه كانتشار الجراد في اغلب مناطق البلاد لكنها لم تهتم بالجانب الصحي ولم تنشئ مستشفيات اهلية أو أو على الاقل تعطي إي اهتمام للجانب الطبي مع إن بناء مستشفى افضل من الاستيلاء على املاك الدولة وجعلها مقرات لمؤسساتهم ومدارسهم الوهمية وان الشعب بحاجة فعلية إلى الطبابة أكثر منه إلى الدورات التبلغية والجامعات الإسلامية الغير معترف بها دوليا
وحتى دول الائتلاف المتواجدة جنودها على ارض العراق والتي شاركت في تحريره من نظام الظلم والتخلف لم يقوموا بانشاء إي مستشفى كبير ومتطور بحيث يغني المرضى العراقيين عن السفر خارج البلد للعلاج في الحالات الخطرة
لكن عدم اهتمام الاحزاب والقوى السياسية بالجانب الطبي وتطويره في العراق لا يعني انهم اغفلوا ذلك بل عدم الاهتمام بهذا القطاع يكاد يكون مقصودا بمعنى انهم استغلوا هذا الجانب وحاجة كثير من المرضى للعلاج خارج البلاد والعوز وهنا يأتي دور إن تلعب بعض الاحزاب السياسية لعبتها الحزبية وتقوم بمكرمة ارسال بعض المرضى للعلاج خارج العراق خصوصا إلى إيران وبمساعدة بعض رجال الدين ايضا ومن المعلوم إن احد مراجع الدين الكبار في العراق قد بنى مستشفى كبيرا وحديثا جدا ومزود باحدث الاجهزة الطبية في إيران وبكوادر ايرانية ويقوم مكتبه في العراق بالتعاون مع مكاتب بعض الاحزاب الاسلاموييه بارسال المرضى العراقيين للعلاج مجانا هناك علما إن هذا المستشفى لم يكتمل بناءه كليا فقط يستقبل حالات مرضى العيون في الوقت الحاضر مع إن الاطباء الإيرانيين ليسوا بالمستوى الجيد فاغلب حالات العلاج لم تنجح هناك
فما هو الغرض من ارسال المرضى إلى إيران اليس الاولى بهذه الاحزاب والزعامات الدينية إن تؤسس هذه المستشفيات في العراق إذا كان الغرض هو مساعدة المرضى العراقيين اليس الاولى إن تدعم مستشفياتنا وتجلب لها التقنيات الحديثة إذا كان الغرض هو المساعدة لوجه الله اما إذا كانت الاغراض سياسية فذاك امرأ آخر
وبما اننا على ابواب الانتخابات فقد تضاعفت إعداد من يرسلون إلى إيران للعلاج ويبدو إن الاطلاعات الإيرانية قد شدت احزمتها وتهيأت للانتخابات العراقية وان عليها إن تضمن بقاء اعوانها في سدة الحكم والمناصب المهمة في الدولة لضمان تنفيذ رغبات الولي الفقيه وان احد عوامل التعبئة الانتخابية هو استغلال المرضى المعوزعيين وعلاجهم مجانا وبالتالي تحشية ادمغتهم بالافكار الثورية وتجنيدهم لمصلحة تصدير الثورة الإيرانية إلى العراق
مع إن إيران لم تخسر على المرضى فلسا واحدا من اموالها وإنما هذه أموال العراقيين المسروقة وثرواته المنهوبة وآثاره المهربة وكما يقال في المثل المشهور كل واشبع من لحم ثورك
يبقى إن نسأل هل يمكن أعمار مستشفياتنا وتطويرها وحمايتها من التدخل السياسي وبناء مستشفيات جديدة حكومية أو اهلية خاصة في العراق كما ان اغلب مدن العراق ألآن آمنة ويمكن بناء مراكز طبية كبيرة ومتطورة فيها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال