الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا قائد تخلفكم

عادل ندا

2008 / 9 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحوار: رسائل متبادلة بين كيانين عاقلين أو أكثر.
الرسالة: محتوى، وشكل، وفحوى، بمعنى (قوة معنوية تحتية فاعلة محددة الإتجاه). الحوار يهدف الى الجماع بمعنى الإجماع (على الحد الأدنى من التفاهم). الحوار لن يجدى إلا إذا بدأنا أحيانا من نقطة الصفر، بمعنى أنا صح وقد أكون مخطئا وأنت صح أيضا وقد تكون مخطئا (هذا فى لحظة أى خلاف). الحوار لا يمكن أن يدور بين مطلقات ثابته متناقضة. نتحدث عن المطلقات والحديث لا يعنى حوار. عدم قبول نسبية الأفكار هو اللا حوار. الحوار يستلزم كحد أدنى أن نعترف بنسبية الأفكار، ونسبيتنا ونسبية الواقع، كنسبية الأرض التى نعيش عليها. كل الثوابت تصبح نسبية، بمعنى فرضية تحت البحث، فى الحوار. الحوار يستلزم الإستناد الى أرضية مادية صلبة، تنبع منها وتتفاعل معها الأفكار. لا يمكن الحوار لا فى الغيبيات ولا فى المشاعر (لأنها تميل الى الإطلاق). أهلاوى ولا زملكاوى؟ صلب المسيح أم لم يصلب؟ نضطر هنا فى الحوار (عند محاولة الحوار) الى إستخدام أساليب شبه علمية Simi-scientific وليست علمية. فالعلم ثوابت نسبية محسوبة بأكبر قدر ممكن من الدقة والتقنين. الأساليب والأفكار النصف علمية Simi-scientific أحيانا تشكل خطورة عظيمة على المجتمع وعلى الصحة النفسية، وفيها إدمان.
إذا قررنا اللا حوار وفى اللا حوار (أو ما يطلق عليه حوار الطرشان) سيقول المتحاورون "أنا قائد تخلفكم" أتبعونى. فى حوار الطرشان نقول: "أنا الصح المطلق وأنت تعيش فى الضلال!". إستهلال وختام بالإهانة ثم نبحث عن دليل للإثبات. خبط الرؤوس بالجدران.
بالحب أبلعلك الزلط وبالكراهية أتمنالك الغلط. كل بيوتنا من زجاج. ببساطة لدينا جميعا أخطاء. بالتكابر والتضخم الذاتى المحشو بالخزعبلات والخرافات والأفكار الغير علمية نتقاتل، بدلا من أن نتفاهم بالحوار.
الحوار ثقافة وتربية على ممارسة الحوار.

ما إجتمعنا وأجمعنا عليه، هو الحقيقة النسبية. وهو ما يطبق (علينا جميعا) الى ان يثبت العكس او المغاير بأى شكل من الأشكال. والمسألة إتفاق. والإتفاق دائما مفتوح وقابل للتعديل.
علميا، الحقيقة بالنسبة للبشر زمانا ومكانا وموقفا ظرفيا، إجماع أو شبه إجماع، بمعنى نسبية.
المسألة ليست فرض راى. ولا بد أن نجمع على هذا.
ولا يصح غير هذا، لأنه لا يصح إلا الصحيح الظرفى بالإتفاق.

فى الدولة المدنية والمجتمع المدنى الحر لا يهم، بماذا تؤمن. المهم ماذا تفعل. وهل هو مفيد أم ضار؟ ولا ضرر ولا ضرار.
الفعل هو الذى يحدد أساسا كينونتك الإجتماعية. لا ما تؤمن به، أو جنسك أو عرقك، أو ما تمتلكه أو...... الخ، من أساليب وأنواع التمييز.
أنتهت مرحلة الدولة البوليسية أو العسكرية، أو الدينية المغلفة بهما والتى تستخدم اساليبهما فى بسط النفوز. أنتهت بسبب الإرتقاء، إرتقاء الإنسان. لقد تخطى الوعى البشرى فى هذه المرحلة والمقبلة أكثر، و بلا رجعة مرحلة الإستغلال أو الإجبار. ومن يفكر فى ذلك متخلف بكل المقاييس الإنسانية. ولن يسمح له أساسا لأنه عدوان وإعتداء.
"أنا قائد تخلفكم"
هذا ما سيقوله ويقوله كل البشر وصفا لما نطرحه من متخلفات. أقل وصف لما يطرح فى الساحة من أفكار هدامة والتى ستؤدى الى إستمرار ما نعانى منه من تخلف وصراع. "أنا قائد تخلفكم"
هو ما يوصف به، الفكر الأمريكى القهرى السائد والمتخلف. والفكر الصهيونى الظالم والمتخلف، وأيضا بعض أفكارنا جميعا التخلفية. والمسألة آراء.
هذا هو حوارى الداخلى بين الذاتى والموضوعى طالما غاب الحوار.
إجتماعيا: سببان للتخلف، القفز الى الإستنتاج بالتفكير السحرى، والتربية على الفساد والإفساد. تربيتان مفسدتان للبناء السيكلوجى النفسى للإنسان. لأنهما يدعمان الفقر والعجز والإقصاء، لا على المستوى الإقتصادى فقط، بل على كل المستويات بما فيها السياسة الدولية. كيف تواجه التخلف بإستخدام منظومة التخلف وأساليبه اللا منطقية الإدعائية نفسها؟ لا يجوز. إغلاق العقول وفى المقابل، أن تصبحوا عجول وبهائم تتصارع على الكلأ. نحن بما نطرحه نربى أجيالنا الجديدة على ذلك.
فى الحقيقة، نحن لسنا بهائم. نحن البشر، لسنا ولا نقبل ان نكون تابعين أو مرتزقة أو عبيد أو حيوانات.
نحن، بمعنى كل البشر.
وثقافة القهر لن تدوم.
اريد تحرير فلسطين والقدس والأرض كلها. وتحريرها فى رأيى رهن بتحرير البشر أجمعين.
الصهيونية عدو الإنسان وللإنسان أعداء كثيرون.
التخلف أيضا عدونا جميعا.
وستستمر المسرحية الى أن يعى الإنسان.
وبدرجة وعيه ستكون مكاسب الإنسان.
الهدف بسيط ومحدد. تحرير الإنسان.
إستغلال الإنسان لضعف أخيه الإنسان. هل يجوز؟
بالطبع لا يجوز.
وسيستمر الصراع اللا إنسانى.
نعيش النسبية ونستلهم ما يجب ان يفعل بالعلم والقراءة. وليس امامنا إختيار آخر. هناك عيوب خطيرة عند البشر أجمعين. بالقراءة والعلم نصلح من أنفسنا.
تخلف، الا نقرأ ونعلم. ربما يكون ما أخالفهم أنا أو غيرى، أكثر منى علما وأكثر قراءة. فالساحة مفتوحة ولم تقم القيامة بعد وعلمها عند الله الذى، لا يمكن أن نتخيله.
علينا جميعا بلا إستثناء أن نختار.
وكل المشكلات يمكن حلها.
الحكومات التى تتحكم فيها رؤوس الأموال أكثر فأكثر، تتجاوز تجاوزات تسقطها فى نظر، ومن نظر، رجل الشارع، الإنسان، والمسألة طبعا نسبية.
هام جدا تحديد الهدف والسير بكل قوة فى إتجاه تحقيقه.
والمطلوب هو قوة الدفع فى أصح إتجاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولكسفاغن على خطى كوداك؟| الأخبار


.. هل ينجح الرئيس الأميركي القادم في إنهاء حروب العالم؟ | #بزنس




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الخسائر التي تكبدها الجيش خلال الحر


.. نافذة من أمريكا.. أيام قليلة قبل تحديد هوية الساكن الجديد لل




.. مواجهة قوية في قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية