الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين يبدأ الإصلاح؟

فينوس فائق

2008 / 9 / 28
المجتمع المدني


في الوقت الذي نبحث فيه عن تعريف للإصلاح، نضطر أن نعرف الفساد، حتى نفهم الإصلاح و نبحث عن سبل تحقيقه. لأن الخوض في موضوع الإصلاح يعني إصطدامنا بحقيقة أن هناك ظاهرة إسمها الفساد.. عليه فلو أن الفساد هو ظاهرة، فإن الإصلاح مشروع.. و بالتالي يصبح الإصلاح ضرورياً عندما يبدأ الفساد ينهش جسد النظامين السياسي و الإداري، و يمتد لينال من الواقع الإجتماعي..
يبدأ الإصلاح من النقطة التي نبدأ فيها الحديث عنه، مجرد الحديث عنه هو عبارة عن وجود إرادة لتغيير واقع. فحين أتحدث عن خلل في النظام الحكومي، و أقترح البدائل، معنى ذلك أنني أشارك في تفكير ربما جماعي بهدف التغيير، و بالتالي أكون قد بدأت أشارك في عملية التغيير..
المصلحون على مر التأريخ لم يكن يهمهم تغيير نظام حكم، بقدر إهتمامهم المشاركة في تغيير روح و آلية الحكم و الإدارة، و في جميع المجالات، الإجتماعية منها والإقتصادية، الدينية، الإدارية و حتى داخل الحياة الثقافية.
فمجرد الحديث عن الإصلاح يحتاج إلى أرضية و مقدمة لفهم معنى الفساد، فلو لم نفهم معنى الفساد، أو إن لم نكتشف الفساد و كل سماته و تبعاته و مخاطره ، لن نكتسف أهمية الإصلاح. و بالتالي الفساد كمفهوم و كممارسة يهدد المجتمع في جميع المجالات، لأن رسوخ مفهوم الفساد و تجذره في الحياة اليومية، يساعد على تحوله إلى ثقافة و يؤمن به الأجيال القادمة، سيكون هو الحالة العادية و كل محاولة للإصلاح سيكون بمثابة هدم واقع فتحوا أعينهم عليه..
من غير الممكن الحديث عن الإصلاح على ناصيات الشوارع و في المقاهي و أمام المتاجر.. الحديث عن الإصلاح يحتاج إلى عقول نشطة لتستوعبها و ضمائر مضيئة تفكر بها، و إلى قاعدة شعبية تؤمن بها.. رغم أن الفساد يولد عشوائياً إلا أن الإصلاح يحتاج إلى تخطيط و تنظيم و قانون و دولة تؤمن بها..
فعندما نتحدث عن الفساد كظاهرة تعاني منها جميع المجالات في المجتمع، نتحدث كتحصيل حاصل عن نظام إداري يواجه إنتقاداً لاذعاً بسبب الفساد المتفشي في جسد الحكومة. و يكون أمام وظيفة تأريخية عليه أن يؤديها، خصوصاً إذا كان يدعي الديمقراطية، لأنه من غير الممكن أن تولد إرادة حقيقية للإصلاح بدون وجود أجواء ديمقراطية.. لذا فإن ولادة الإصلاح بدون أجواء ديمقراطية تكون ولادة عسيرة و إجهاض في أغلب الأحيان..
و إن ما يجعل الفساد يتحول من خطير إلى أخطر، عندما يتحول من ممارسة على مستوى أفراد، إلى ممارسة جماعية و إتفاق على إفساد ماموجود و تحويله إلى واقع مفروض و عادي.. هنا عندما يتم الحديث عن الفساد يخرج عن كونه حديث عن شخص واحد يمارس الإصلاح، ليتحول إلى حديث عن نظام إداري و سياسي ينتج الفساد و يمهد الأرضية لتفشي الفساد في كل المجالات، أو على الأقل يغض العين عن ما يجري من فساد، حتى لا يفتح ابواب قوانين الإصلاح على نفسه.. هنا يبدأ يجب أن نفكر في تغيير النظام، ليس بمعنى إسقاطه و إنما إجباره على أن يؤمن بضرورة الإصلاح و ذلك من خلال تغيير و إصلاح الأفراد الذين يمارسون الفساد بالإستفادة من مراكزهم و صلاحياتهم الحكومية داخل دائرة النظام السياسي و الحكومي..
* كاتبة كوردية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين