الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية الدينية في السياسة السورية

محمد كليبي

2008 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت أعتقد , ولفترة طويلة من عمري الفكري والثقافي ، أنّ النظام الحاكم في الجمهورية العربية السورية , هو نظام علماني بكل ما تعني الكلمة من معنى , نظام قائم ومرتكز على مبدأ الفصل بين الدولة والدين .
وكان ذلك الاعتقاد مستندا الى معرفتي المتواضعة , والتي زادت وضوحا بمرور الزمن وسعة القراءة والاطلاع , بحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحكم ويتحكم في الشعب السوري منذ ما يقارب الخمسين عاما متواصلة , وبأيدولوجيته القومية الاشتراكية المعروفة .
ولكن هذا الاعتقاد زال وامحى منذ وعيت الحقائق السياسية والأيدولوجية لذلك النظام , والبعيدة كل البعد عن أيدولوجية البعث , التي على الرغم من أنها أيدولوجية ( عنصرية ) قائمة على النظرية النازية , نظرية ( النقاء العرقي ) , وأيدولوجية دكتاتورية انقلابية .., الا أنها بالتأكيد ليست أيدولوجية طائفية بالمعنى الديني للطائفية , وان كانت طائفية بالمعنى القومي أو العرقي .
وهكذا تأكد لي بما لا يدع مجال للشك , بأن النظام الحاكم والمتحكم في سوريا هو نظام ذو طابع طائفي , بالمعنى الديني , وذلك استنادا الى الحقائق التالية :
الأولى :
أن الأسرة الحاكمة والمتحكمة في الشعب السوري , أسرة الأسد , تنتمي الى الطائفة العلوية الشيعية , وهي طائفة أقلية في سوريا ذات الغالبية السنية , والتي تتركز في محافظتي الساحل , اللاذقية وطرطوس . وهذا كواقع ليس مما يعيبها . لكن ما يعيب هو المضي في الحكم وفق العقلية الطائفية لتلك الأسرة وتلك الطائفة في السيطرة على زمام الأمر في سوريا , والسيطرة على مقدرات الشعب السوري .
الثانية :
أن القضاء على تنضيم الاخوان المسلمين - وبالقوة العسكرية - في أوائل الثمانينات من القرن العشرين كان بدوافع طائفية وليس لاعتبارات سياسية كما زعم النظام وقتها . وأعتقد أن المسألة هذه ستتضح أكثر بتحليل تلك الاحداث في المستقبل , وعقب تغيير النظم الحالي .
الثالثة :
التحالف المشبوه مع نظام الملالي , النظام ( الشيعي ) الثيوقراطي في ايران . وهو تحالف يرتكز - مهما ادعى النظام السوري - على الانتماء الطائفي الشيعي للأسرة العلوية الحاكمة في سوريا و النظام الشيعي الاثنى عشري في ايران .
ومن المعروف أن هذا التحالف نشأ أساسا ضد النظام العراقي الصدامي ( السني ) السابق, وان كانت الخلافات البعثية بين الاسد الاب وصدام حسين هي الظاهرة على السطح حينها .
أليس من المستغرب أن يتحالف النظام السوري , المدعي والمتبني للفكر القومي العربي , مع الخطر الايراني الموجه أولا وآحرا ضد العرب ؟
الرابعة :
التحالف الغريب والعجيب بين النظام السوري وحزب الله اللبناني , والدعم اللامحدود لذلك الحزب , سياسيا وعسكريا , على حساب الاستقرار السياسي والاجتماعي للشعب اللبناني .
الخامسة :
وآخر - حتى الساعة طبعا - تلك الحقائق , وهي الدافع لكتابة هذا المقال , تتعلق ( بانتفاضة ) النظام السوري ضد الطائفة السنية السلفية في طرابلس شمال لبنان , وذلك مناصرة للطائفة العلوية في المنطقة , بعد الاحداث الدامية , المؤسفة , بين الطائفتين . وقد تمثلت تلك الانتفاضة للنظام السوري في هذه القضية بحشد عشرة آلاف جندي من القوات الخاصة السورية على الحدود اللبنانية المحاذية لطرابلس في ( اشارة سياسية ) تقول للبنانيين : ان لم تحترموا اخواننا العلويين فاننا سنتقدم لعمل اللازم . وذلك بعد مطالبة ( بصيغة الأمر ؟؟ ) الأسد الابن للرئيس اللبناني ميشيل سليمان بارسال قوات لبنانية للتدخل ضد السلفيين . والذي , كما يبدو لم يحقق رضى النظام السوري بصورة كاملة , أي بضرب السلفيين في طرابلس وتأديبهم لتطاولهم على الاسياد العلويين, من وجهة نظر النظام السوري طبعا , ما دفع ذلك النظام لحشد تلك القوات ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah