الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية مملكة الصمت ، باستثناء صوت الفتاوى !!!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2008 / 9 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أبرزت بعض من وسائل الاعلام العالمية والعربية ، بسخرية وباستهزاء ، موضوع الفتاوى الصادرة ممن يسمون " علماء الدين" في السعودية حول قتل اصحاب الفضائيات واعدام الفأرة ميكي ماوس واخيرا فتوى الداعية السعودي الشيخ محمد الهبدان بعدم جواز خروج المرأة من دارها دون مرافقة محرم وارتداء النقاب ذي العين الواحدة!!!!
على اثر ذلك بثت بعض الفضائيات ومنها بي بي سي العربية حوارات فحواها : ان السلطة الحاكمة في السعودية تمثل التيار "الليبرالي " بوجه علماء الدين الذين يمثلون التيار المتشدد، على اعتبار ان سلطة "العلماء" منفصلة عن الدولة.
ما يثير الانتباه هنا وبالاخص لمن يتابع اخبار مملكة الصمت هذه ،ويطلع على ماضيها ،مسألة الليبرالية ! والتشدد !
ان تأريخ هذه السلطة الحاكمة يظهر بوضوح مدى الدور الذي لعبته في نشر الافكار الارهابية الاسلامية ، ليس في السعودية فحسب ، بل في مختلف الدول المسماة بالاسلامية ، فملايين الدولارات التي كانت تنهال على الجامع الازهر في مصر في القرن الماضي لاستخدامها في محاربة الشيوعية ، وفتح المئات من المدارس الدينية المتطرفة في باكستان ، والمؤازرة المادية السخية للفصائل الاسلامية الافغانية ابان الاحتلال السوفيتي لهذا البلد ،وجعل مؤلفات سيد قطب ،عراف التيار السلامي الاصولي، منهاجا يدرس في المدارس السعودية في الثمانينات من القرن الماضي والمتضمنة افكارا تقول بصريح العبارة : من لم يكن مسلما فهو كافر، اي يجب قتله ، وبناء آلاف المساجد في شتى انحاء العالم من اجل تجنيد الشباب وغسل ادمغتهم ، كل ذلك لم يكن سوى قطرة في بحر لما قامت به الحكومة السعودية من دعم للتيارات والافكار الارهابية . الآن وقد انقلب السحر على الساحر واصبحت السعودية نفسها ساحة للصراع الدموي بين هذه التيارات والحكومة السعودية ، بدأت تتعال اصوات من شكل آخر ، من داخل السعودية ومن خارجها ، ومن ذات المحتوى السابق ، تدعو الى قتل اصحاب الفضائيات واعدام الفأرة ميكي ماوس و و و......! . فيما يتعلق بميكي ماوس فان حجة هذا " العالم " الديني بقتل الفارة هي كونها من الحيوانات " النجسة " والتي لا يجب ان تصبح قدوة للاطفال . سخرية هذا المنطق تظهر حين يرى الناس ويقرأون ويسمعون باستمرار التجارب التي تجرى على الفئران لاكتشاف ادوية علاجية للانسان وهو ان دل على شيء فانما يدل على التقارب الفسلجي العميق بين الانسان والفئران ومنهم هذا الشيخ المفتي.
اما حقوق الانسان التي تدعي به امريكا ، فهي في السعودية كانت وما زالت في خبر كان دون ان تجلب انتباه هؤلاء الدعاة!
كل ذلك يشير ببساطة الى مدى سخرية المنطق القائل بوجود ما يسمى بالتيار الليبرالي داخل السلطة في السعودية .
ان السيف الاسلامي الصدأ الذي يرفرف في علم هذه الدولة لهو اوضح دليل على الحكم الدموي هناك وعلى ما يعانيه سكان هذه المنطقة من العالم من ظلم واستبداد وقمع يصل الى حد الاعدام بقطع الرقاب في الساحات العامة وامام الملأ بصورة وحشية لا تليق الا بمجرمين من امثال هؤلاء ، هذا ناهيك عن ما تعانيه المرأة من اشد المظالم والحرمان ، فهي محرومة حتى من بطاقة تثبت كيانها كانسان وذلك بحرمانها من امتلاك البطاقة الشخصية ومن قيادة السيارة ، والآن جاء دور النقاب ذي العين الواحدة، فاية ليبرالية يتحدثون عنها !!!
ان التضيق على الناس في حياتهم اليومية بات الشغل الشاغل لهؤلاء " العلماء " وحكومتهم.
سكان هذه البقعة من العالم وبالاخص العمال والكادحون ،من سعوديين و اجانب مقميين ، نساءً ورجال ،هم اولى ضحايا سياسات وممارسات هذه الدولة و" علماءها " ، لقد بات الخلاص من هذا الكابوس يراود فكر كل انسان تواق للحرية والمساواة وبالاخص داخل السعودية وذلك في عالم يسير شاء هؤلاء أم ابوا ، نحو التحرر والمساواة والعدالة الاجتماعية ، عندها لا يكون مكان لهذه الافكار والمماراسات سوى في مزابل التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah