الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون حتى فى الامور الدينية لا يتفقون

عبدالله مشختى

2008 / 10 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد الفنا منذ الصغر على ان عيد الفطر الذى يأتى بعد انتهاء شهر رمضان المبارك ويحتفل المسلمون بها بعد شهر من الطاعة والعبادة لله سبحانه وتعالى هى فقط 3 ايام ، ولكن الشئ الذى اثار عجب العراقيين هذه السنة ان عيد الفطر اصبح 5 ايام بدلا من 3 ايام ومرد ذلك يعود الى عدم اتفاق المراجع العلمية الدينية فى العراق على موعد محدد لتحديد انتهاء شهر رمضان ورؤية الهلال وكأن الفتاوى حتى بحلول العيد اصبحت على هوى وامزجة المراجع العلمية . حيث حددت هيئة علماء السنة يوم الثلاثاء اول ايام عيد الفطر بينما اختلفت المراجع العلمية للشيعة على موعدين مختلفين فى بلد واحد بل ومدينة واحدة ففى النجف الاشرف اعلنت المراجع التابعة للصدر عن يوم الاربعاء اول ايام عيد الفطر المبارك بينما اعلنت المرجعية العائدة للسيد السيستانى عن يوم الخميس كاول ايام عيد الفطر المبارك . الا يثير ذلك العجب لدى العراقيين الذين باتوا فى حيرة من امرهم كيف ومتى يبدأون بالاحتفال بالعيد الذين كانوا ينتظرونه طيلة ايام شهر رمضان .
لقد اثيرت هنا اسئلة كثيرة عن هذا الاختلاف فى امر يعود للامور الدينية وهى ثابتة منذ بدأ الرسالة المحمدية وحتى الان ، فاذا كان اختلاف العراقيين على امور كهذا تخص بالدين ، فكيف يتفقون فى الامور الدنيوية الاخرى كالمسيرة الديمقراطية للبلاد ومشاكل الدستور وقوانين النفط ومشكلة كركوك والانتخابات وغيرها من المشاكل المستعصية التى يعانى منها العراق اليوم ، ام ان الاتفاق على قضايا الدين فى العراق هى ايضا بحاجة للتوافقات الدينية كما هى التوافقات السياسية فى حل المشاكل المستعصية وكأن الدستور قد وضع فقط للتباهى كون العراق دولة دستورية ويتم تعطيل بنوده متى ما شائت وارادت الكتل السياسية العراقية وعنما لا تتماشى مع اهدافها وتوجهاتها السياسية . نقول الله يعين العراقيين فيما ابتلوا به من قوى سياسية ودينية كل من موقعه يظهر خصاله ونبله بانه الوحيد الذى يخدم العراق والبقية اعداء وخونة وعملاء ، اليس من الاولى بالمراجع الدينية ان تجتمع معا وتتدارس مثل هذه الامور التى تتعلق بالقضايا الدينية التى تخص الدين الاسلامى المراجع السنية والشيعية وكل المذاهب الاخرى الجعفرية والعلوية وغيرها من اجل تشكيل هيئة عليا تكون مختصة باصدار هذه القرارات والفتاوى التى تخص امور المواطنين الدينية ومناسباتهم ، لانه ليس من المنطق ان يكون هناك افطار فى حى معين من مدينة كالنجف مثلا وصيام ورمضان فى حى اخر ملاصق له وهكذا الحال بالنسبة لكل العراق .
فى هذا الوقت الذى ينادى الكل بانه لايوجد للاختلاف الطائفى مكان فى العراق ، فذا كان هذا الاختلاف يظهر فى واقع الدين الحنيف فكيف سيؤثر هذه الاختلافات فى نفوس الشعب من هذه الطوائف والمذاهب اليس هذا توجيها ضمنيا لانصار هذه المذاهب ليبقوا مختلفين فى كل الامور الدنوية الاخرى ، لهذا نجد اليوم هذه المحرقة المشتعلة والدائمة التى تحرق العراق والعراقيين فى اتونها عبر الاختلافات المذهبية والطائفية والعرقية التى اودت بحياة مليون انسان عراقى منذ 2003 وحتى الان وقبلا كانت ضحايا الدكتاتور كذا اكثر من مليون شاب عراقى نتيجة لفتاوى اصدرها الدكتاتور وباركه فى مسعاه العشرات من الائمة واصحاب العمائم فى حروبه ضد ايران والكويت والكرد ....والخ . لقد ان الاوان ليكف اصحاب الفتاوى المصنوعة واصحاب السياسة المخادعين ان يكفوا عن التلاعب بمصير الشعب العراقى ويدفعوهم الى المزيد من المعاناة من القتل والذبح والتشريد والتهجير والبؤس والفاقة والحرمان ومصادرة الاموال والاملاك ليضافوا الى معاناتهم معاناة اخرى اشد وطئة وايقاعا وهى حرب النفسية وحرب الاعصاب التى لازالت تمارس ضد العراقيين بكل الوانهم واطيافهم ومكوناتهم ، لتكفوا عن تقرير مصير الملايين من الشعب العراقى نيابة عنهم دعوهم ليقرروا بانفسهم ما يتطلب منهم حياتهم وتقدمهم وعليكم بمراجعة انفسكم وان تغيروا المسار الذى تسيرون عليه الى مسار اخر ، مسار تألف قلوب الشعب مع بعضهم لا لتفرقتهم ، مسار تحقيق الخير والرفاهية والتقارب والتالف والاخوة بينهم لا للتباعد بينهم ، مسار توفير الامن والامانة والطمأنينة لمستقبل اطفالهم لا لاثارة التناحر والقتل والذبح بينهم ، مسار توفير الحريات العامة لهم واجواء الديمقراطية لا اجواء الدكتاتوريات الكتل السياسية الكبيرة لهم ، مسار توفير الخبز والحياة الكريمة لهذا الشعب لا لامتصاص دمائهم وتبديد ثروات بلدهم واختلاس الملايين بل المليارات من ثرواتهم التى هى ملك لهم شرعا وقانونا وعرفا ،مسار الخير والتقدم والاعمار والتطور لا لابقائهم كانهم لازالوا يعيشون فى القرون الوسطى بدون ماء وكهرباء وخدمات صحية وتعليمية ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل