الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو يسارا مقارعا أولى الناس بالدين جوهرا

هادي العلي

2008 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عاد ت سلطات الراسمالية المتنفذة لتحريك الفتن الطائفية أولا في ضرب الجبهة الداخلية للشعوب الفقيرة أو في استخدام الدين كرافع لها في صراعها مع شعوب أخرى أوفي تكريس هيمنتها الطبقية في إطار دولها ومجتمعاتها ذاتها وفي إطار عالمي, ويبدوا أن قلق الراسمالية الجشعة في مرحلتها البورصوية افقدها في سوق المضاربات حتى القيم الاولية التي صعدت بها للتغلب على الطبقات الاستغلالية القديمة كقيم العلمانية والديموقراطيه حتى بدت تلك الشعارات كاذبة مفضوحة , بالضبط كما استثمرت الطبقات القديمة في مراحل سابقه الدين أيضا في نشوء ممالكها الاقطاعيه... فها هي المجتمعات الراسماليه تعج بالنعرات الدينيه, فيبدوا أن ميزة الإدراك لدى الإنسان التي أبدعت له المقدس في وحي القوه المطلقة والإيمان بالله كقوة استغاثة وردع أخلاقي و للحساب والثواب في ما بعد الحياة..أضحت أسيرة نوازعه الغريزية في التسلط والتملك المجبولة بالعقل وإبداعاته وانجازات الإنسان كمخلوق عامل يراكم ويخلف لأجياله , فلماذا تنتحل تلك الطبقات موقع التبشير والإصلاح الديني ولا تقدم على ذلك جبهة القوى المناهضة للاستغلال الطبقي وإزالة الطبقات...في وقت تأكد أن الإنسان يخضع لنوازع عقليه وأخلاقيه وغريزيه في مستوى من التوازن في جميع مراحل تطوره مهما اختلفت المرحلة ومهما اختلفت إيديولوجيتها ..وان دلائل التجربة الإنسانية تؤكد بان التناقضات ألناشئه عن تلك النوازع سوف لن تنتهي إلى ابد الدهر فالتناقض والصراع هو سنة الحياة ة,إن اصدق الطبقات والشرائح والفئات هي تلك المتلائمة مع والداعية إلى إزالة الطبقات وإقامة العدل والازدهار .. وان أي دعوة أخرى صادرة من الطبقات المتنفذه والمتسلطة هي دعوات كاذبة حتما.أليس الإيمان هو انعكاس لقدرة الإدراك التي يتميز بها الإنسان دون الكائنات الحية الأخرى تلك القدرة التي فتحت عليه النظر إلى الوجود إما بجدلية الوعي في الرقي والازدهار وإما بسكسونية الوحي وحاكمتيه العليا في الفضيلة والقيم المثلى كمقصد أنساني للدين, ليس كإيمان فقط وإنما كمبادئ لسعادة المجتمع.. إن أولى الناس بالدين هو اليسار وان اقدر الناس على إعادة تأويل النصوص لكي تتماشى مع العصر ومع العدل.. من خلال الدعوة إلى فكر يسعى لتجاوز اليقينيان هم اليسار ، وان أنجع الناس على مقارعة المعني الجامد للنصوص التي لم تعد قادرة على الإجابة على تحديات العصر هو اليسار وان شرط ذلك كله هو شرعة اليسار المدنية وليس العلمانية والديموقراطيه الكاذبة لذوي الأموال والممتلكات ,فمبادئ اليسار هي التي يمكن الانطلاق منها مجدداً للتحرك الاجتماعي والسياسي، وبناء مجتمع التقدم الاجتماعي وإنجاز الثورة الصناعية والزراعية والعلمية والثقافية.. والبحث عن وسائل علمية، وعملية تؤسس لوعي ثوري جديد يكون قادراً على تفكيك للبنى الجامدة ، المتراكمة لعقود عديدة سابقه وتجاوزا للحالة الثقافية الدينية والسياسية والاجتماعية وصراعاتها المبنية على خلفيات ماضية تاريخية ونزاعات مذهبية بدواعي حقوق في إطار ضيق ومحدود يخدم شرائح وفئات معينة متطفلة من المجتمع وذريعة للاستبداد بتغليب شعارات دينية تحمل أبعاد متخلفة ، ما يجعل المجتمع يخرج من استبداد ويقع في آخر افضع منه ، بذريعة (توافق) تتجاهل الصراع الحقيقي في المجتمع ...إن تبرم اليسار واستعلائه أو خشيته من مقربات الحوار والجدال لفضح السياسات و الخرافات الدخيلة على الجوهر الإنساني للدين هو اكبر وأعظم دعما وإسنادا للرجعية والتخلف والاستغلال ليس لها مبرر عملي إلا افتراضا ووهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل


.. 52-An-Nisa




.. 53-An-Nisa


.. 54-An-Nisa




.. 56-An-Nisa