الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام هل هو دين و دولة أم دولة تحت ستار الدين؟

أسعد أسعد

2008 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في قصيدة "سلو قلبي" مَدَحَ أحمد شوقي النبي محمد و دولته العربية التي أقامها تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" حتي إمتلكت إمرة الأرض فقال فيها هذه الأبيات الخالدة:
وكان بيانه للهدي سبلا *** و كانت خيله للحق غابا
وعلمنا بناء المجد حتى *** أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
ومانيل المطالب بالتمني *** و لكن تؤخذ الدنيا غلابا
و كأني بالشاعر العظيم قد إستوحي أبياته هذه من آيات القرآن التي تحض علي الحرب و القتال و الجهاد و التي أشهرها ما جاء في سورة الأنفال (60 و 61)
وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ
وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم
و أيضا ما جاء قي سورة التوبة (5 و 29)
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
و اليوم تتردد علي أفواه مشايخ الإسلام عبارة كثيرا ما يراد بها تثبيت مركزهم في الدولة العربية أو تعزيز مكانتهم لدي الحاكم الذين يأتمرون بأمره فيصرخون في وجه كل من ينادي بالعلمانية و فصل الدين عن الدولة رافعين شعار "الإسلام دين و دولة" فيغلقون بهذه العبارة كل باب للإصلاح في وجه كل مفكر يسعي لرقي بلده و رفاهيتها فيجد فيها سيف التكفير جاهزا مسلطا علي رقبة من يجرؤ علي نقد الشريعة أو الحكم المتأسلم الذي فرضه النبي محمد علي بدو الجزيرة العربية منذ 1400 سنة مضت و الذي يفرضه الآن الحاكم الدكتاتوري و هو يصنع من الإسلام حبلا يشنق به كل معارضيه.
و قد يظن القارئ إنني أدّعي إن مشايخ الإسلام يكذبون بعبارتهم المطاطة هذه إلا إنني ما قصدت من هذه المقال إلا أن أبين للقارئ العزيز إن مقولة "الإسلام دين و دولة" إنما هي عبارة مبهمة يصعب علي الإنسان أن يتصور من وجهة نظر دينية كيف يمكن أن تكون صحيحة؟ فمن يوم خرج النبي محمد بدعوته في الجزيرة العربية إلي أن ورثها عنه خلفاؤه الأربعة فقد كشرت الدولة العربية عن نياتها الحقيقية و إنكشفت أهدافها في قيام المملكة العربية معلنة بذلك سيادة الدولة التي أسموها الإسلامية و ظهرت أطماعها في التوسع الإمبراطوري الذي بلغ حدود الصين شرقا و الأندلس غربا. فالعبارة المبهمة تنجلي في الإجابة علي التساؤل البسيط مَن يخدم مَن؟ هل يخدم الدين الدولة بمعني إن الدين أداة و وسيلة لإقامة الدولة أم أن الدولة هدفها هو نشر الدين و تثبيته؟
و من تتبع التاريخ الشخصي للنبي محمد نستطيع أن نري أن الإسلام الذي أسسه لم يكن هو الغاية و لا معرفة الله كانت هدفا بل كان هو الوسيلة التي بها أمكنه السيطرة علي قريش و بقية القبائل العربية ثم كل الجزيرة العربية شاهرا السيف الذي أسماه الإسلام الذي لم يكن للدين فيه أي نصيب بل إن الغزو و القتل و السلب و النهب و الإحتلال كان هو الهدف و الغاية أما الدين و الله و الرسالة و ما إليه فكان الوسيلة التي إستخدمها النبي محمد في إرساء ملكه .
و الذي يقرأ التاريخ العربي لشبه الجزيرة في زمان ظهور النبي محمد يجد إن العرب و قريش علي وجه التحديد كان لهم باع كبير في معرفة الله و التوحيد و خاصة بالنصرانية أو التحنف أو التحنث, فلماذا رفضت قريش دعوة النبي محمد حين بدأها في مكة؟ هل كان هذا الرفض دينيا أم سياسيا؟ و بعبارة أخري هل رفضت قريش الله أم رفضت محمدا أن يترأس عليها؟
فإن الذي يراجع التاريخ ليدرس أديان العرب قبل الإسلام سيجد إسم الله منتشر في عباداتهم و أدعياتهم و أشعارهم و أسمائهم , فالكثير منهم إسمه عبد الله (فإسم النبي نفسه محمد إبن عبد الله) و كان من بين أسماءهم أيضا عبد الرحمن. و لم تكن الوثنية العربية وثنية إلحادية خالصة (كالفرعونية أو اليونانية أو الرومانية القديمة) بل كانت في غالبيتها وثنية وساطة المعبودات بين العابدين و بين الله . فداخل الكعبة ذاتها لم يكن بها سوي صور أنبياء اليهودية إلي جانب صور المسيح و العذراء مريم من دون أوثان العرب, أما تماثيل الآلهة الوثنية فكانت خارج الكعبة. و نحن نقرأ عن الآيات التي ألقيت إلي النبي محمد ثم رفعت بعد أن تلاها علي مسامع قريش "...تلك الغرانيق العلي و إن شفاعتهن لترتجي" أي أن الأوثان كانت للشفاعة و ليست للعبادة الخالصة و قد سجد العرب حين سمعوا هذه الآيات التي الغيت فيما بعد بدعوي إن الشيطان هو الذي أوحي بها.
و المعروف في التاريخ إن القس ورقة إبن نوفل و محمد إبن عبد الله و خديجة بنت خويلد هم أبناء عمومة , و حين سمعت السيدة خديجة عن إهتمام الراهب بحيرا بمحمد و إعداده للنبوة فأسرعت و تزوجته بمباركة القس ورقة فقد كان الجميع أبيونيي المذهب و هو أحد شيع النصرانية المنتشرة في الجزيرة العربية. و كان النبي محمد يتعبد في غار حراء و يتتلمذ علي يد القس ورقة و ينهل من تعاليمه التي كان يستقيها من إنجيل العبرانيين و باقي الأناجيل المنحولة التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية, و كان تأثير القس ورقة ظاهرا في تعاليم النبي محمد حتي أنه قيل "ما لبث ورقة أن مات و فتر الوحي" و السؤآل هنا هو لماذا رفضت قريش محمد إبن عبد الله و لم ترفض ورقة إبن نوفل؟ و السبب البسيط هو إن قريش لم ترفض دينا كانت أغلبيتها تعتنقه بل رفضت نظاما كان فيه محمد ملكا و رئيسا.
فحين أسس النبي محمد مملكة العرب التي جعل عاصمتها يثرب فقد أقامها مؤسسا إياها علي ثلاثة ركائز و هي:
1 – أنه هو محمد ابن عبد الله القرشي نبي مرسل من عند الله إلي قومه العرب فله عليهم حق الطاعة و الخضوع في كل ما يسنه و يشرعه لهم و أن يصدقوه في كل ما يقول لهم أنه كلام من عند الله (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول), و الخضوع له سيكافأ بغنائم من كنوز الروم و الفرس و سبي قبائل اليهود و النصاري و كل من لا يخضع من بقية القبائل العربية لسلطة النبي محمد فهو كافر حتي لو آمن بتوحيد الله من دون أن يقبل رئاسة النبي محمد و سلطانه , أما من قُتِل أو أُستشهد في جهاد الكفار فإلي الجنة و حور العين و الولدان المخلدون. و كان شعار دعوة النبي محمد للعرب هي "لا إله إلا الله محمد رسول الله" , مشركا إسمه "محمد" مع إسم الله بينما هو يدعوهم إلي التوحيد لله و أن لا شريك له. فكان هذا أحد أسباب رفض قريش لهذه الدعوة التي رأوا فيها خضوعا لشخص محمد إبن عبد الله أكثر منها خضوعا لذات لله.
2 – إن كتابا من عند الله قد أنزل عليه – أي علي النبي محمد - بواسطة من كان يعتقد أنه ملاك – كما علمته ذلك زوجته السيدة خديجة بنت خويلد - و هو قد أسماه جبريل , و قد دُعي هذا الوحي قرآن منزّل فيه الشرائع المُنَظِّمة لهذه المملكة و الشروط التي ينبغي أن تتوفر في من ينضم أو يُضم تحت لواءها (و أساسها الخضوع للنبي محمد) و كذلك قواعد السلوك الأخلاقي و الديني و السياسي لأفراد المملكة , و جاءت تشريعات القرآن مطابقة لنهج البيئة البدوية و خاصة في التصريح للبدوي بالإستمتاع بما ملكت أيمانه من النساء السبايا و الجواري و العبيد المشترين من أسواق النخاسة, و الحث علي الغزو و القتال تحت تشريع الجهاد في سبيل الله. كما علمهم ذلك الكتاب إسلوب المراوغة الكلامية بما فيه من الناسخ و المنسوخ أي تبديل الكلام و الرجوع عنه و أيضا إسلوب التقية أي الكذب و الخدعة ليس في الحرب فقط بل أيضا في العلاقات العائلية و الإجتماعية. و قد رفضت قريش هذا القرآن الذي سيحول علاقاتها التجارية السلمية مع جيرانها من العرب و الفرس و الروم من علاقات سلمية و إنتفاع و مصالح مشتركة و تجارة إلي علاقة حرب و غزو و سلب و نهب.
3 – إن عقيدة هذه المملكة أو دينها أسماها النبي محمد "الإسلام" الذي إدّعي القرآن أنه كان دين جميع الأنبياء من قبل و إن جميع الرسالات التي أتي بها هؤلاء الأنبياء – من آدم إلي يسوع المسيح مرورا بنوح و إبراهيم و موسي و داود - قد حرّفها البشر و زوروها و ليس فقط تجاهلوها و لم يتبعوها , فجاء النبي محمد بالإسلام مصححا لها , فاتهم الإسلام النصاري بأنهم الضالين و اليهود بأنهم المغضوب عليهم و وصفهم جميعا بالمشركين بالله غير الموحدين , و عليه وجبت معاداتهم و إذلالهم في بلاد الإسلام أو إجلائهم عنها. و جعل النبي محمد الدخول في هذا الدين أمرا لا خيار فيه سوي الإذلال أو السيف أما الخروج منه أو العدول عنه فالقتل باستباحة الدم و العرض و المال. و قد رفضت قريش هذا الدين الذي يفرض عليها أن تتخلي عن حرية تفكيرها و إرادتها و دراسات أدباءها و شعراءها و مدارسهم الفلسفية و الفكرية التوحيدية منهم و غير التوحيدية , و عن المذاهب التي كانوا يتحاججون فيما بينهم عنها بأشعارهم و مقولاتهم و منطقهم الحر.
و قد أخضع النبي محمد جميع القبائل في شبه الجزيرة العربية تحت سلطانه و قيادته مؤسسا بذلك دولة العرب مارا بعدة مراحل قبل أن تكتمل له المملكة قبل وفاته. فحين أقنعته زوجته خديجة بنت خويلد أنه نبي هذه الأمة لم يلبث أن بدأ الدعوة إلي التوحيد و رفض الأصنام بين أهل مكة الذين لما تبينوا رغبته في الرئاسة عليهم رفضوا دعوته فحاول أن ينشر دعوته في الطائف فرفضوه أيضا و لما ماتت زوجته خديجة قرر الهجرة من مكة حيث كان يعيش إلي يثرب التي كانت تضمر المنافسة التجارية الشديدة لمكة فقبلوه و رحبوا به و هناك و ضع أسس العمل العسكري الذي إبتدأه بسرايا التحرش بقوافل تجارة قريش ثم السطو عليها و نهبها – حتي يكسب عيشه هو و أتباعه – (كما جاء في الحديث الصحيح "جُعِلَ رزقي تحت سيفي – أو رمحي") فجرذلك إلي معارك و غزوات هُزِم في بعضها و نجح في البعض الآخر حتي تم له فتح مكة ذاتها فدانت له الجزيرة العربية عدا الجيوب التي كان يسيطر عليها النبي مسيلمة الذي دعاه النبي محمد بالكذاب و التي سيطر عليها في ما بعد أبو بكر الخليفة الأول للنبي محمد بغزو تلك القبائل و إخضاعها بعد أن قتل النبي مسيلمة.
و في سبيل توطيد مملكته طارد النبي محمد قبائل اليهود و قضي عليهم و كذلك قبائل النصاري أصحاب دين النصرانية (و هي هرطقة خارجة عن المسيحية تدعو إلي عبادة المسيح من دون الله و إلي إتخاذ أحبارهم و رهبانهم أربابا) الذي كان منتشرا في الجزيرة العربية و قتل و شرد كل من رفض أن ينطوي تحت لواء دولة دين الإسلام . ثم مهد لإنتشار الدولة و إقامة الإمبراطورية العربية فبعث برسائل إلي أباطرة الممالك و حكام و ملوك الدول المحيطة بالجزيرة العربية التي أهمها بيظنطة و فارس و اليمن و الحبشة و مصر و الشام يدعو الجميع إلي الخضوع للإسلام و له شخصيا و قبوله نبيا مفوضا من عند الله فكانت الردود التي تلقاها بالرفض هي أساس التوسع العربي و خروج جيوش المسلمين من الجزيرة العربية طالبين للغنائم و السبايا و الجزية و العبيد و خيرات الأمم المحيطة بالجزيرة العربية. و السؤال هنا هو لماذا بعث النبي محمد برسائله إلي الملوك و الأباطرة – إلا أذا كان يعتبر نفسه ملكا مثلهم و يطالبهم بخضوعهم السياسي و العسكري إليه – لأنه إذا كانت دعوة النبي محمد دعوة نبوية لاهوتية عن مذهب جديد في عبادة الله الواحد لكان النبي قد وجّه رسائله إلي الأساقفة و البطاركة و الكنائس و الرؤساء الدينيين داعيا إياهم إلي مذهبه الجديد و ربما أيضا إلي مناظرته فيما أتي به من تعاليم لاهوتية. و قد إحتوت رسائله علي عبارات سياسية مثل "إسلم تسلم" و أيضا "تصيروا منا لكم ما لنا و عليكم ما علينا" . أما العبارات الدينية مثل "ولا نشرك به أحدا" فكانت هذه مبدأ و مذهب معظم بلاد الإمبراطورية الرومانية (المتعددة المذاهب), فلم يكن فيها جديد. و لم يكن موقف الفرس الخشن من رسل النبي محمد إلا لأنهم رأوا فيه ملكا مناوئا لإمبراطوريتهم و ليس داعية فكريا أو دينيا لأن مملكة الفرس إنتشرت فيها الأديان المختلفة بدون أو بقليل من القلاقل.
و الواقع إن هذا التحول في علاقة القبائل العربية تحت لواء دولة الإسلام مع جيرانها الفرس و الروم كان غير مألوف, فالقبائل العربية كانت تمتهن التجارة و لها معاهدات و إرتباطات قوية مع كلا الإمبراطوريتين فكانت القوافل العربية تحمل التجارة بين جنوب الجزيرة و شمالها و بين شرقها و غربها و لا تتدخل في خلافات و معارك الطرفين , كما أنه لم يكن في الجزيرة العربية أي شئ يدعو إلي مهاجمتها و إحتلالها من قبل أي قوات أجنبية فلم يكن علي أرضها ما يثير طمع أيا من جيرانها فلم يحدث أن تعرضت لأي هجوم أجنبي, و كانت معاركها الداخلية عربية – عربية لا تعني شيئا لأي من الإمبراطوريتين. لذلك كان خروج القوات العربية لغزو جيرانها شيئا غير متوقع و غير مبال به من قِبَل القوتين المتناحرتين لإنشغالهما بعضهما ببعض و لسؤ تقديرهما للقوة القتالية للعرب و الخطأ في تقييم أسباب الغزو و خاصة في جو تسوده المنافع التجارية بينهم و بين العرب , أما نظرتهم الحربية للقبائل العربية فلم تعدو كونهم جماعات بدائية ليس لها أي تكتيك أو خبرة عسكرية و كل ما يملكونه هو الخيل و السيف و الرمح و القسي. و قد بدأ هجوم العرب علي جيرانهم حين أنهك الفرس و الروم بعضهم بعضا و تدهورت حالة الإمبراطوريتين جدا فتمكن العرب من كليهما و غنموا إيوان كسري و كنوز الروم و كفوا أنفسهم مشقة حمل التجارة بينهما.
فالتاريخ الإسلامي العربي قائم علي المعارك و الغزوات التي قادها النبي محمد أو من بعث بهم في حياته , ثم قام أبوبكر من بعده بسفك دماء عشرات الألوف من القبائل العربية التي إرتدت عن الخضوع للدولة الإسلامية عقب موت النبي محمد ثم قاد عمر ابن الخطاب فتوحات فارس و الشام و مصر و شمال أفريقيا ثم إقتتل المسلمون – بعضهم بعضا - فصارت الحرب بين معاوية ابن ابي سفيان و علي ابن ابي طالب و انقسم المسلمون إلي شيعة أهل البيت و سنة النبي محمد.
و قد قامت الدولة العربية الإسلامية الأولي علي قتل و سفك دم قادتها أنفسهم , فإن النبي محمد نفسه مات مسموما بعد بضعة سنين من جراء السم الذي دسته له في طعامه إمرأة يهودية و يشاع إن خليفته أبو بكر مات مسموما أيضا (و إن كان لا يوجد تأكيد قاطع علي هذا القول) أما بقية الخلفاء : عمر ابن الخطاب , عثمان ابن عفان و علي ابن أبي طالب فقد قتلهم المسلمون –عدا عمر فقد قتله مشرك - بالسيف , و بعد ذلك يطالعنا التاريخ بمهازل و وحشية إنتقال السلطة في الدولة الأموية و العباسية و الفاطمية و حتي الدولة الأخيرة أي العثمانية التركية.
و رغم إتساع الإمبراطورية العربية فلم تقم للجزيرة العربية قائمة و لم تُعرف لها أي حضارة لا في عهد النبي محمد و لا بعده سوي الشعر و اللغة و لم يعرف سكانها سوي الرعي و التجارة , و يحاول العرب أن ينسبوا لأنفسهم حضارة جنوب اليمن و شمال الجزيرة – قبل الإسلام – و هي الحضارات التي قضت عليها جيوش المسلمين . و إتخذت الإميراطورية الإسلامية لها عواصم غير مكة و غير يثرب فكانت دمشق للأمويين و بغداد للعباسيين و القاهرة للفاطميين و القسطنطينية للعثمانيين . و لم تكن للجزيرة العربية أي نتاج حضاري إلا ما إغتصبته الإمبراطورية الأموية من حضارة الشام و الفينيقيين , و العباسية من حضارة ما بين النهرين , و الفاطمية من ما تبقي من الحضارة المصرية المنهارة. و مهما كان شكل الدولة العربية فقد كان الدين هو الوسيلة التي سيطر بها العرب علي البلاد التي غزوها.
و اليوم يا قارئي العزيز قد يتساءل البعض هل الإسلام دين و دولة؟ لكن السؤآل الذي يدوي اليوم أكثر من أي يوم مضي ما هو هذا الدين الذي أشرك محمدا مع الله في العبادة و الخضوع له مع الله و كسّرت شرائعه جميع الشرائع التي أعطاها الله لموسي و ناقضت تعاليمه جميع تعاليم محبة المسيح و إنجيله؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترمب يغازل المانحين اليهود بالورقة الفلسطينية ويطلق سلسلة من


.. حلمي النمنم: فكر الإخوان مثل -الكشري- | #حديث_العرب




.. 40-Ali-Imran


.. 41-Ali-Imran




.. 42-Ali-Imran