الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاختلاف...رؤية هلال العيد إنموذجاً......!

ناصرعمران الموسوي

2008 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل كل شيء،لستُ في باب التركيز علىالوحدة الاسلامية أو منتصراً لرؤية الاسلام السياسي او المرجعي، فانا _واعوذ بالله من كلمة أنا_كما يرددها الاخرون لي رؤيتي الخاصة ،وما ساقني لكتابة هذه المقدمة هو ذاته ما احاول الكتابة عنه ، فما إنفك مروجي الفكر السياسي الديني يرددون انهم قادرين على استيعاب الراي الاخر ،وان الديمقراطية والتي تعني النظر الى الاخر بعيون احترام الراي ،وثقافة الاختلاف واحترام وجهات النظر مهما اختلف في شكلها ومضمونها عما ينظر اليه من وجه نظرهم ،ولطالما اوهموا الكثيرين بان ثقافة الاختلاف هي من صميم ارائهم وقد استدلوا باحاديث دينية واقوال لانبياء كي يدعموا وجهات نظرهم _وفي كثير منها بشكل قسري لرؤية المعنى وفق وجهات نظرهم الخاصه ،ولان الرؤية ضمن اطارالحوار المكتبي والاعلامي المشذب والمنقى والذي يرتدي جلابيب الرونقه والبهجة والوقار هو غير ما تظهره الحقائق فقد اثبت الذين يحسبون انفسهم ضمن الخط الديني انهم اقصر من ان يرون الامور بمنظار العين المجردة وليس المكرسكوب ،فتهاوى حوارهم امام قضية هي مزيج من الرؤية الفلكية والدينية والعرفية الا وهي (رؤية الهلال ) والمسألة برمتها اثبتت ضحالة المتشبثين والمحسوبين على الفكر الديني بل انهم لم يستطيعوا استيعاب بعضهم للبعض الاخر ‘وهي في حقيقتها تتمثل بتعدد الاراء ، فرؤية الهلال تستند الى القاعدة الشرعية (من شهد منكم الهلال فليصمه ) وبذات الامر يتم الافطار ،والرؤية هنا محل اختلاف فهي اما الرؤية العينية حسب مايرى البعض او عن طريق اجهزة خاصة وهو رأي البعض الاخر وايا تكن فهي وجهة نظر المفروض انها تحضى بالاحترام والتقدير والالزام لمن يراها ملزمة ،وتداعت االرؤية الشرعية بتداعي المساحة المكانية واختلافها مما يعني اختلاف في مساحات الرؤية ،وقد اشارت المراجع الى رؤية مهمه وهي قاعدة (الافق الواحد) و(تعدد الافق ) فمن يرى بان الافق واحد فان مشاهدة او رؤية الهلال في منطقة اوبلد مقاربة للبلد الاخر فان ذلك يعني ان الرؤية تثبت ويتم بعد ذلك الاعلان عن اليوم الاول من ايام العيد اما من يرى بان المسالة خاضعه لتعدد الافاق فان الرؤية لاتتم الا عبر رؤية الهلال في البلد او المنطقة بالحدود و المساحة المكانية ،الا ان ما لاحظناه في رؤية هلال العيد اثار الضجة ذاتها فانهال هؤلاء على أُلائك ،وراح فريق ينعت الاخر بالكفر وعدم الصحة ، في حين انها لاتعدو ان تكون اختلاف رؤية ووجه نظر ،وإن كان لها اعتمادات فلكية ، واياً من ظهر الى جانبه الحق والصحيح او اعتقد ذلك من وجهة نظره ،الا انها كشفت نقاط مهمة على كل المستويات وهي ؛ ان ثقافة الاستبداد بالرأي ليست قرينة السياسي وحده وانما تنسحب الى مناصري السياسي والحاكم والعالم الديني ومقلديه والمذهب الديني واتباعه ويتسع ليشمل الديانات والاثنيات بحيث يتداعى المجتمع الاجتماعي والسياسي والديني الى مجتمعات طبقية او فئات ساعية همها الانتصار لما تؤمن به على حساب الاخر يعشعش في اذهانها فكرة الخطأ والصواب والحق والباطل وهذه الثنائية تنسحب ايضاً الى التربية الاسرية بل وحتى البيئوية، قد يكون ايجاد فكرة وقيادة على راس الهرم شيئا مهما لكن ان تتخلق تلك الفكرة وتفرض سيطرتها وتحقق استبدادها فذالك امر غير مقبول ولا منطقي،وإن العبره والدرس المهم الذي نحصل عليه في مسالة( رؤية الهلال) واعلان العيد وهي الاشياء المهمه عقائديا ،ان ثقافة الاختلاف معدومة وفق النظرة الدينية السياسية والمراجعية والاجتماعية التي تسير على غرارها،ومثل هكذا ثقافات ورؤى لايمكن باي حال من الاحوال ان تستوعب الاخر وتؤمن به ان الاخر بالنسبة لها هو المخطىء والباطل بل الملحد والكافر ، ان ارتداء عباءة المحاسب ومنح صفات الاهية وكانما هو متوكل من الخالق والاله انما هي ا فكار بعيد عن بناء الانسان اولا والمجتمع ثانيا والدولة المنبثقة من هما ثالثا ،اننا هنا ليس في باب المهاجمة والتخطيء وانما في وضع الاشارة والعمل على استيعاب الدرس والتعمق في هدف الاديان جميعا التي تنظر للانسان كقيمة وكمقدس ،دون المعتقدات والتعاليم فالمعتقدات والتعاليم هي في بناء انسان وتشذيب مجتمع يندفع نحو بناء مراحل متقدمة باتجاه رؤية اكثر تقاربا وانسجاما مع واقع الرؤية الانسانية ،ان النظرة المقدسة والفكرة الوحيدة التي لاتجد لها آخرإن انسانية الانسان هي الاعتبار والمقدس هي صنعت الاله التي من خلالها اراد الوصول الى هدفه ومبتغاه في رؤية العدالة والمساوات ،اما ان تستحيل مثل هكذا ثقافات باتجاه بناء مجتمعات وحكومات فان ما نشاهده من صور الدموية والتفجير والقتل هي المحصله ولا اعتقد بان الله الرحمن الرحيم يرى ذلك ان العقليات المريضة التي ترى في الانسان صنيعها ووقود رؤيتها الظلامية والتكفيرية ومحاولة العودة الى مجاهل التاريخ ،هي من يوسم حياتنا بالسواد والشقاء ،وهي من تدفع مجتمعاتنا الى الفناء وتولد الكراهية ،لناخذ من تجربة الهلال نبراسا لثقافة اختلاف تحترم وجهات واراء ومعتقدات الذين يؤمنون بها ونحترمهم ،بدل ان نكيل الاتهام والتقصير والتكفير ويجب ان نركز على مشتركات الاديان الرئيسية وليس البحث عن مناطق الاختلاف التي في كثير منها صناعة حدث اورؤية مغرض او دخيل ان نزاهة الدين ومنظوماته العقائدية تقف باجلاله على انه مطهر للنفوس وباني للانسان وليس العكس ،دعونا ننظر الى رؤية خاصة بنا نحن من نصنع حياتنا بهدى معتقداتنا السوية نحن من نصنع قوانين تنظيماتنا ومعتقداتنا ونجعلهاعامل رقيب معنوي دعونا نخطأ بدون قصد لنتعلم الصح ومن كل ذلك سترون إننا نزدهروتزدهر ارضنا وتزدهر مجتمعاتنا سنكون بخير وسنكون في المقدمه وهذا اكيد ،اذا كان العمل شعارنا والرؤية الانسانية ديدننا في البناء المجتمعي وثقافة الاختلاف ديدننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم