الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة علمانية وأفرادها متدينون

نشأت المصري

2008 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن هناك تطرف آخر ينتظر الشعب المصري وهو هجوم شرس من العلمانية,, يريد أو ينادي بأنك مسلم بينك وبين نفسك في بيتك , مسيحي أيضاً كذلك,,, وهكذا باقي الأديان.
أي علاج الداء بدواء أكثر خطورة من نفس الداء,, بمعني! المنادي هنا يوجب المنادى عليه بترك عباءة التدين في قلبه أو في منزله ,, ومن يخالف هذا لا ينتمي إلينا, أي أن الإنسان يجب أن يكون وجهان مسيحي أو مسلم في قلبه وأمام الآخرين علماني قلباً وقالباً.
هذا الفكر ربما يتناسب مع أشخاص هامشيين في علاقاتهم بالكنيسة أو الجامع,, ولكنه لا يتناسب إطلاقاًً مع أفراد منتمون كليتاً للكنيسة أو الجامع, فإذا ناديناهم من خلال هذا المبدأ يعتبرون أن في هذا إنكار لإيمانهم,, مما يزيد من تقوقع المتدينين في الكنائس والجوامع لتنتشر بينهم أفكار الكراهية والتعصب ,, فبدل من أن تكون فئتان متصارعتان يظهر الصراع العلماني الثالث لهذه الفئة , وبما أن الشعب المصري متدين إذا يعتبر العولمة أو العلمانية نوع من أنواع الكفر أو إنكار الإيمان.

لنناقش الموضوع من وجهة نظر رجالات الأديان والمنتمون لبيوت الصلاة:
• العمل الجاد بدون هوادة في دعوة الناس للدين ,, وممارسة كل طقوسه ,,لأنها الطريق للحياة الأبدية.
• بناء بيوت للصلاة ودعوة الناس إليها وتذكيرهم بميعاد هذه الصلوات سواء بواسطة الآذان في الجوامع والأجراس في الكنائس.
• أن يخصص لكل دين مجموعة من الرعاة والرتب الدينية لترتيب وتدبير الحياة الروحية للمؤمنين , ورعايتهم اجتماعيا,, وزيادة ثقافتهم دينياً,, ويجب أن يكون لهؤلاء الرعاة ملابس تميزهم عن باقي المجتمع,, حتى يتسنى لكل عابر سبيل اللجوء إليهم في أي مكان وفي أي زمان في مشكلات مقلقة لحياته الروحية.
• استعمال كل ما يوحي للآخرين بدينه أو عقيدته, ويفتخر بها ويتباهى بها.
• العمل على استعمال كل أدوات العلم والأبحاث العلمية في نشر الكلمة ,, وتعاليم الأديان .
• أشياء أخرى لا يسعفني تفكيري في سردها.
كل ما سبق وغيره أوجد نوع من أنواع التشاحن والصراع بين أصحاب الأديان ,, والذي نتج عنه كراهية وأحقاد ,, حتى تطاول الأمر إلى التكفير والقتل والإرهاب, ونتج عنه انعزال مجتمعي وتقوقع ديني,, واستهداف دولي من الدول التي تروج الإرهاب والوهابية وتنادي بتوحيد العالم تحت مسمى ديني وخلافه .
لهذا ظهرت مجموعة أخرى تنادي بتقليص أسباب الصراع على أن تكون أقل حدة وأقل وقع على قلوب الآخرين,, بأن تجعل تدينك في بيتك أو في قلبك,, مبدأ جديد ولكن يرفضه الكثيرين,, صعب أن يطبق في بلد متدينة مثل مصر,,أفرادها السبعون مليون يعتبرون أنفسهم مبشرين بأديانهم, لهذا فقد وضعت هذه المجموعة من العلمانيين, نفسها في صراع جديد ضد المتدينين بكافة أديانهم, لتصبح حصيلة من ينتمون إليها بالنسبة للمجتمع المصري تقريباً صفر,, وكل من يدعون أنهم منتمون إليها لمصلحة مستقبلية ,, حيث أن جذور الأديان متغلغلة في كل أوصالهم ومتحكمة في مشاعرهم التي يحاولون أن يظهروها عكس هذا.
عليه وجب على هذه المجموعات المتطلعة إلى مستقبل أفضل لمصر ,,أن تنادي بعلمانية الدولة ,, وهذا فعلاً ما يعملون من أجله مجاهدين ,, وكل مثقف ومتدين تدين حقيقي لا يبغي أن يكون للدولة صفة دينية, وأن تنادي جميع مجتمع الأفراد متدينين وخلافه بكل انتماءاتهم ومعتقداهم,,وتثقيفهم وليس عزلهم وإحلال آخرين مكانهم,, لهذا :
• وجب احترام الدستور الذي يكفل للجميع الحق في اختيار دينه ,, والدعوة إليه ولكن دون قهر أو جبر أو إغراء.
• وجب احترام الأديان والمتدينين وتشجيعهم على العمل الاجتماعي ,, وقبول أفكارهم التي من شأنها مستقبل أفضل لمصر ,, حتى نقلل من القوقعة الدينية للخروج إلى المجتمع بأفكارهم وتطلعاتهم وألفاظهم وملابسهم وكل ما يميزهم ,, ونلتقي بهم وندعم تدينهم ,, ونوطد علاقاتهم ببعضهم البعض ,, ونحل لهم مشاكلهم الناتجة عن التشدد والتعصب ,, أي نقرب عناصر المجتمع في محبة وألفة ووئام.
• نعمل على تقليل حدة تغيير الدين ,, وحق الرجوع لديانته الأصلية بواسطة لقاءات واجتماعات تحوى كل عناصر المجتمع حتى نوطد فكر قبول الآخر واحترامه بالرغم عن الاختلافات العقائدية بينهم .
• أي أننا ندعم المحبة بين عناصر المجتمع من مسيحيين ومسلمين ,,شرط أن تكون محبة حقيقة وليس قبلات غاشة
• أن ننادي بتخصيص أجزاء متساوية في وسائل الإعلام لكل الأديان , ولا ننادي بعدم وجود الصفحات الدينية في الإعلام ,,لأن الأخيرة سوف تؤدي إلى عدم التواصل بين المجتمع و الإعلام, شرط الحيادية التامة بين الأديان
• أن ننادي وندعو المستثمرين بفتح مشاريع وفرص عمل للشباب ,,أن يوظف فيها جميع أفراد المجتمع من مسيحيين ومسلمين وغيرهم حتى يحدث اللقاء والتعارف والتفاعل فيقل حدة التطرف.
• أن ننادي وندعو ونبلور مشاكل المجتمع ونضع حلول عملية لها ,, ونطالب السلطة بتطبيقها ,,, كمشكلة زيادة السكان والإسكان والصحة والتعليم وخلافه .
• أن نشجع الرأي والرأي الأخر في حوارياتنا حتى نجد نقطة اللقاء .
• أن نشجع التدين الظاهري والمستتر حتى نستقطب فئات المتدينين فيلتقون ويتحابون لينتمي الجميع في النهاية إلى مصر.
• نعمل على نبذ الإرهاب والإرهابيين وملاحقتهم وتقديمهم إلى العدالة وأن نطالب العدالة بتطبيق القانون وليس المجالس العرفية,, وأن نطالب المجتمع بعدم إيواء أي فرد مطلوب للعدالة بأي نوع من أنواع الفتن الطائفية ,, وأن نثقف الشعب بأهداف الإسلام السياسي وكشفها والإبلاغ عن عناصره التي تضر المجتمع مصر.
• أن ننادي جميع الوزارات بتطبيق قانون يجعل مكاتب الحكومة للعمل فقط ,, وليس لتصفية الحسابات مسلم مع مسيحي ومسيحي مع مسلم,أو تخصص للدعوى الدينية, حتى تقل فرص الشكوى من التمييز الديني في مكاتب الحكومة, والمدارس والمستشفيات
• أن نوطد الانتماء لمصر وندعمه ,, وندعم الديموقراطية الحقيقية, بأن نضع صورة علم مصر في المكاتب الحكومية وفي الشوارع والأماكن العامة مكان صورة رئيس البلاد أو على الأقل كلاهما معاً .
• لنصل في النهاية إلى تجنيد الوعاظ في الجوامع والخدام في الكنائس ,, فنعمل جميعا من أجل حب مصر وطنا الذي يعيش فينا ونحن فيه.

فتكون مصر دولة علمانية وسكانها متدينون تدين حقيقي ,, يدعمون أواصل المحبة نابذين التفرقة والكراهية.
لعلي أرى مصر بهذه الصورة في يوم من الأيام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah