الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة العقل في الإسلام

مستخدم العقل

2008 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دائماً مانسمع مَن يقول إن الإسلام يحترم العقل وأنه يقوم على المنطق، ولكننا في المقابل نجد أن هناك العديد من الآيات القرآنية التي تدل على أن الشرك بالله هو أسوأ الأعمال طرا وأن الله لايغفر أن يشرك به ومنها على سبيل المثال الآية 48 من سورة النساء التي تقول (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) وكذلك الآية 116 من سورة النساء التي تقول (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا). وكذلك هناك العديد من الآيات الأخرى التي تتوعد المنافقين بعذاب مشابه لعذاب المشركين (أو أشد) ومنها على سبيل المثال الآية 138 من سورة النساء التي تقول (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) وكذلك الآية 140 من سورة النساء التي تقول (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) والآية 145 من سورة النساء التي تقول (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا). وهنا يحقّ لأي شخصٍ أن يتساءل حول مصير أي شخص وجد عقله مقتنعاً بعبادة شيء ما من دون الله وبالتالي فهو مقتنع بما يفعله، فهو لايعبد شيئا آخر لكي يعاند الله مثلا، بل لأنه يؤمن بذلك الشيء، فإذا لم يستطع ذلك الشخص أن يقنع نفسه بعبادة الله – لسبب أو لآخر – ورأى أن عبادة صنم أو نجم أو قمر هي أكثر نفعاً له فهو لم يفعل ذلك إلا لأنه مقتنع بذلك. فإذا لم يستطع عقل ذلك الشخص أن يقتنع بأحقية الله في العبادة سيتبقى له خيارين لاثالث لهما:
• إما أن يطيع عقله ويستمر في عبادة مايراه مناسبا (فيكون من المشركين)
• أو ينافق نفسه ويعبد الله خوفا وطمعا (فيكون من المنافقين)

فطبقاً للقرآن نجد أن الله سيعاقب مَن يكفر به، وكذلك سيعاقب من يؤمن به عن دون اقتناع. بل لقد وصل الأمر الى أن الله سيعاقب مَن يفكر (مجرد التفكير) في التساؤل حول أحقية الله في العبادة وذلك من واقع الآية 284 من سورة البقرة التي تقول (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ). بل أن الله لايكتفي بتعذيب مَن لايستطيع أن يُقنع نفسه بأحقيته بالعبادة بل يتوعّد أيضاً بتعذيب أزواجهم والمعبودات التي كانوا يعبدونها وذلك من واقع الآية 17 من سورة الفرقان التي تقول (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ) وكذلك الآية 22 من سورة الصافات التي تقول (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ).

وبناءاً على جميع الآيات المذكورة عاليه فإنه لو كان هناك شخص يعبد تمثالاً مثلاً ثم درس الإسلام ووجد في النهاية أنه لايوجد فارق كبير بين عبادته لتمثال وعبادته لفكرة هلامية تسمّى الله ففضّل الركون الى عبادة التمثال، حينئذٍ يهدده الله بأن يعذّبه هو وزوجته والتمثال الذي كان يعبده، أما إذا قرّر ذلك الشخص أن يعبد الله (بالرغم من عدم اقتناع عقله بذلك) فإن الله سيعذبه أيضاً لكونه ينافقه وبسبب مايخفيه في نفسه من عدم اقتناع به. فإذا كان لاإكراه في الدين وإذا كان الله يقول إنه قد خلق لنا عقولاً لنفكر بها وحين استخدم أحدنا عقله وجد أنه لايستطيع أن يؤمن بالله فإن الله سيعذّبه على شيء لايستطيع أن يقنع عقله به وذلك لأن الله سيعاقب من يكفر به وكذلك سيعاقب من يؤمن به عن دون اقتناع. فالحل الوحيد لتلك المشكلة (طبقاً للمنطق القرآني الإسلامي) هو أن تقتنع بالإيمان بالله، أي بمعنى آخر أن تجد طريقة سحرية ما لإجبار عقلك (أو قلبك) على الإيمان بالله. أما إذا تساءل شخص عن ماهية تلك الطريقة السحرية فالإجابة أنه لا أحد يعرفها لأن هذه هي مشكلته وحده. هل أدركت الآن مأساة العقل في الإسلام؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان