الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الايمان والدين في خندقين متقابلين

هادي العلي

2008 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان مسالة الايمان مسألة خاصه بالانسان دون الكائنات الحيوانيه الاخرى وتعود الى قدرة الادراك عنده, فبسبب تمتعه بقدرة الادراك تلك, يميل الى تعليل كل ما يصادف في حياته من ظواهر واشياء ,فان لم يحتويها في وعيه كمعلومة او معرفه فانه يميل الى تخيّلها افتراضا, ومن اعظم المسائل التي افترضها الانسان هي مسألة الخالق لتعليل الوجود وبالتالي ما يوحيه ذلك من تقديس له ,ان عملية الادراك وعيا هي عملية جدليه في نمو المعرفه وكذا افتراضات الانسان التي تدخل في المعرفه عبر حركة تراكم المعلومات في الممارسه الحياتيه ,الا تلك الافتراضيه العظمى بوجود الخالق, فهي تبقى خارج ادراكه وعيا ,أي انها كمفهوم ليست معرفة بذاتها الا انها مفهوم مفترض في قدرة الادراك , فهي ادراك ايحائي , لذلك ان الادراك وحيا هو الشكل الاخر للادراك , أي ان للانسان ادراك وعيا وادراك وحيا ,لذلك يفهم الانسان ان الخالق لا يدخل في وعيه فهو قدرة واحيه له فقط وبالتالي فان وجود الانسان ذاته وكذلك الموجودات كلها هي نتيجة لوحيه , ان الفلسفه التي عموما عبرّت عن تلك القدرة العظمى فوصفتها بالوعي سوف تعجز حتما عن التوصل الى نتيجة ايهما اسبق بالوجود الوعي ام الماده , لذلك ان مفهوم الوحي يتطابق مع افتراضية الانسان وهو العاجز عن ادراك الخالق وعيا.
ان مسالة الايمان بالله خالق الوجود وما يضفيه هذا الايمان من قدسية له اتخذت منحيين في حياة الانسان وفي سعيه من اجل العيش في جميع الحقب والمراحل التاريخيه لتطور المجتمعات ,فاما ان يكون المنحى رافعا للاصلاح واما يكون منحى داعما للاستغلال ,فالانسان المتميز بالوعي ذات النزعه الغريزيه يدخل في صراعات مختلفه كالصراع الطبقي والصراع بين كتل الاقوام الاجتماعيه والصراع بين القديم والجديد..الخ فيوظف ذلك الايمان في المجتمع وفق طبيعة الصراع ومستوى تطوره, أي ان الصراعات هي التي تحدد الموقف وليس الايمان بذاته ,لذلك استخدم الدين كوسيلة تقدمية احيانا ووسيلة معوقة للتقدم احيانا اخرى فهو يمكن ان يكون افيونا للشعوب ويمكن ان يكون حافزا لها في النهوض , وقد عرف تاريخ البشريه نماذج كثيره في استخدامات الدين تلك , فلا غرابة ان تاتي الاداره الامريكيه في مرحلة سقوط الراسماليه العالميه لاستخدام الدين في التشبث بالبقاء كما استخدمها الاقطاع في وقته..فالدين سلاح ذو حدين ومعنى ذلك ان قوى التقدم والنهوض هي الاخرى قادره على استخدام الدين في حركة الاصلاح وتحقيق الهزيمه في قوى الاستغلال,ان ما يميز بين الاستخدامين للدين هو ازدهار الاساطيروالخرافات المفترضه في خندق الاستغلال مقابل ازدهار المعرفه والعلوم في الخندق الاخر; لذلك تبرز اهمية تاويل النصوص والوقائع والاحداث التاريخيه لتكون في خدمة الانسانيه مقابل ما تفعله الشرائح الطفيليه في تاويلاتها,لقد اثبتت التجربه الماضيه قصور قوى التغيير والتقدم والنهوض بمختلف تياراتها الوطنيه والقوميه واليساريه عجزا في مجابهة قوى الاستغلال في ميدان الدين والايمان , ان الدين والايمان هي ظاهرة موضوعيه لذلك فهي حاجة دائمة للانسان الى جانب الحاجات الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال