الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة الصراع الاجتماعي والفضيلة والتجديد

هادي العلي

2008 / 10 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مقالات سابقه متواضعه بينت وجهة نظري بخصوص امكانية استخدام الايمان و الدين في خندقي الصراع الاجتماعي المتقابله وامكانية ان يصب ذلك في خدمة الاصلاح او في خدمة استغلال الانسان لاخيه الانسان .
ان الايمان بالخالق المقدس او الله هو مصدر نشوء القيم الاخلاقيه في تاريخ الانسان الا ان لوعي الانسان بالممارسة دورا يلي ذلك في بناء منظومة قيم اخلاقية تنشأ مع عملية نشوء المعرفه في الصراع الاجتماعي الطبقي والكتلوي والصراعات الانسانيه الاخرى فتعطي للحياة معنى التمييز بين الفضيلة والرذيله الى جانب الانجازات التي يخلفها الانسان نتيجة دورة الوعي- العمل تلك الانجازات المتراكمه عبر تعاقب الاجيال ,كما ان للنزعه الغريزيه حصتها مع انشطة الوعي في الصراعات ..فيكون الانسان خاضعا لثلاث نوازع هي الغريزه والوعي والايمان ولا يستطيع التخلي او الاستغناء عن أي منها في مسيرته التاريخيه,ان اكتشاف القوانين الفلسفيه الجدليه للتطور التاريخي المادي الاجتماعي والتنبؤ بمآل المرحلة الراسماليه وحتمية انتصار الاشتراكيه لا يلغي حقيقة الطبيعه الانسانيه المركبه من قوى اساسيه قوامها الغريزة والمعرفه والاخلاق فتطور المجتمع الانساني نحو الاشتراكيه وافول او زوال الطبقات يبقي نار المعرفه متقده آخذة بها في حركة تجديد دائمه, لذلك فان أي فكر شمولي يصبح عقبة في طريق التجديد وبالتالي في طريق الاشتراكيه ,اذ ان عملية المعرفة هي نتاج لنشاطات الانسان الفرديه والاجتماعيه فلن يقوى تأطير المعرفه في الوقوف امام حركة التجديد المتعدده وبالتالي فان التعدديه هي ناموس الحياة حتى ضمن الخيار الواحد كالاشتراكي مثلا..كما ان هذه التعدديه تكون مثابة ضمان لتطور المسار وتجنبه مخاطر نشوء اشكال اخرى من الطبقات ناميه على قاعدة الشموليه او ما اصبح معروفا بالبيروقراطيه, ومن جانب اخر فان الايمان بالمقدس او الله جوابا دائما لتساؤلات الانسان الوجوديه منذ نشاته وبالقيم الاخلاقيه المرتبطه بهذا الايمان والناميه بالمعرفه هو رافع عظيم في تحقيق الطمانينه ومانع عن استغلال حاجة الانسان للقيم الروحيه من قبل شرائح الكهنوت الطفيليه التي تحاول مد المقدس الى ذوات ماديه او بشريه تعود اليها بالسطوة والهيمنة وتحرف الايمان عن معناها الوجودي والاخلاقي. لذلك فان واقع الحال لا يعفي دور قوى اليسار في التصدي الى مسالة الايمان والدين من وجهة نظر تقدميه فضلا عن اهتماماته الاخرى في الوعي والفعل الكفاحي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال