الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن المقيت

حياة البدري

2008 / 10 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تغيرت القيم ولم تعد هناك مبادئ، اللاهم كم عندك كم تساوي ومالربح المادي الذي سينجم عن أي خطوة يخطوها الإنسان؟ !!
لم يعد المرء يتحرك من أجل الآخر ويخدم الآخر ويحنو عليه ويحس به ويتحزب من أجل الصالح العام ومن أجل تغيير الأوضاع المأسواية التي تسير بالشعب نحو الانحطاط والفوارق الشاسعة وازدياد الفقر المدقع وانتشاره بشكل أوسع على كافة الخريطة المجتمعية...
فقد تغير المناضل، ذاك الإنسان الذي كنا نعرفه ذاك الإنسان الذي يضحي بالغالي والنفيس من أجل قضية الإنسان، قضية العيش الكريم للإنسانية جمعاء وحفظ ماء وجه الإنسان وكرامته الإنسانية وعدم معاملته معاملة لا إنسانية ...
فأين هم المناظلون وأين هم الحقوقيون وأين هم المثقفون ؟هل الكل تراجع إلى الوراء وهل الكل أخذ عطلة طويلة؟هل الكل شرب دواء النوم الطويل، أم الكل تعرض للإحباط والانكماش والتقوقع على النفس والاكتفاء بالتأمل؟ هل تم إخماد جذوة الغيرة على الوطن وعلى الإنسانية جمعاء لديهم ؟ فمن المسؤول عن انتشار هذا المرض العظال الذي لا ينفع معه دواء ومن الذي أوصلنا إلى هذه الهزيمة الشنعاء؟ ومن الذي اشتغل منذ زمن طويل في غفلة منا، لكي يوصلنا إلى هذه النتيجة المهدمة وإلى هذا الزمن المقيت الذي أصبح فيه المرء وحده ؟ !يتعارك مع الزمن وحده ويجري وحده وكأنه يدور في حلقة مغلقة، محملا بحجر سيزيف مرات ومرات ... فمتى كنا نؤمن أن يدا واحدا تصفق؟ ومتى كنا نؤمن أن امرءا وحده قادرا على تدليل الصعاب وتحقيق كل المطالب ؟...لوحده؟
فمن شتت الشمل ومن زرع التفرقة والشتات ومن أضعف الأحزاب ومن نخرها ووجهها الوجهة المعكوسة وجعلها تبحت عن تحافات لاعقلانية بالمرة، تحالفات ستزعج المناظلين الحقيقيين في قبورهم ...؟ فمن المسؤول عن هذا الزمن المقيت من ؟
ومن تسبب في انتشار الهلوسة واللاتفاهم بين أعضاء الجسد الواحد ومن كان له اليد في وضع بكتيريا الشتات والتفريخ والتكاثر اللاعقلاني واللانفعي للأحزاب؟ فقد أضحى الحزب ينقسم وينقسم... حتى بات يعاني من الضعف...
فمن أضعف ضغط الأحزاب وعمل على تغيير خريطتها السياسية وجعلها تتحالف مع أعداء الأمس والمستقبل مع أعداء أراقوا دم أبرزمناظليها وروادها...؟
وما الغرض من هذا الشتات والإضعاف وإلى أين يسير بنا أصحاب أفكار التقسيم والتفريخ؟؟ وإلى أي تجربة يدفعون بنا؟
الفقر؟ فقد أصبح معظم سكان هذا البلد يلتذع بلظاه ويعاني من ارتفاع المعيشة والغلاء الفاحش ...
الأمية فقد أصبحت الأمية الثقافية جد مخيمة ولم يعد العديد يهتم وأصبح الهم الأكبر هو مادة الحساب ، حساب كيف سيكيف ميزانية الشهر،ماء، كهرباء،طعام ،كريدي ثم الكريدي ... فأي هو الوقت للتثقيف وغسل الدماغ وتطويره ،أيضا لم تعد الدراسة بالكلية كما كانت ! تساعد الطالب على البحث والتفكير واستعمال "الجمجمة " بقدر ما أصبحت المقررات عبارة عن مخذات ووسادات يجب على الطالب ابتلاعها وإرجاعها يوم الامتحان، الشيء الذي ساهم في انتشار النقل بدل العقل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم تحديد سنوات الدراسة وسيادة نظام تدريسي، يخرج منه العديد من الطلبة بخفي حنين وكأنهم لم يمروا بالكلية ! والأكثر تعقيدا هو تحديد الدراسة العليا فقط في من يحصل على نقط جيدة أما ذاك الطالب الذي لم يسعفه الحظ وانتابته نوبات نفسية يوم الامتحان أو شيء من هذا القبيل... أولا يجيد فن النقل ولم يحصل درجات مطلوبة ورغم شغفه الكبير بالدراسة والبحث والتحصيل بالدراسات العليا ...فليس من حقه ...فيكفيه ذاك المستوى.
فإلى أين سيسير بنا هؤلاء، الذين رموا بنا إلى هذا الزمن المقيت، زمن المصالح والتكالب على المال والسلطة... زمن التفرج على الظلم وعلى الطفل والمرأة والشيخ...وهم يتعرضون للسرقة والضرب المبرح الجرح والاغتصاب من قبل لصوص ومعتدين لم يجدوا أمامهم سوى إخوانهم البؤساء...
نتمنى أن تكون هاته المرحلة مجرد مرحلة عابرة ومجرد حلم مزعج وكابوس عابر، سرعان ما نستيقظ منه ...وتعود المبادئ والقيم الحقيقية والغيرة الكبرى على بني البشر ويستيقظ ضمير المناظل والمثقف...والإنسان الحقيقي للوقوف ضد زحف هذا الزمن المقيت وويلاته...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!