الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة المادية بالايمان والدين

هادي العلي

2008 / 10 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في مقال كتبه الأستاذ قوجمان في موقع الحوار المتمدن صياغة فذة ومثالية سألجأ إلى اعتمادها في تأكيد فكرتي حول قدرة الإدراك وشكلي الإدراك التي يتميز بها الإنسان وهي الإدراك وعيا والإدراك وحيا , ولا اقصد بذلك الرد على الأستاذ قوجمان ولكني ابتغي إيضاح رأيي المتواضع الذي طرحته في مقالاتي السابقة والتي نشرتها في موقع الحوار المتمدن, و أشير فيها إلى موضوعية الإيمان وحاجة الإنسان إلى الدين منذ نشأته وضرورة أن لا تصطدم قوى اليسار مع طرحه ..يقول الأستاذ قوجمان؛
بهذه المناسبة وعلى ذكر نشوء الكون لابد من الإشارة إلى ما يحدث اليوم في عالمنا. فقد توصل العلماء الى ان هذا الكون الذي نعرفه نشأ فيما سمي الصدمة الكبرى (Big Bang) وان هذه الصدمة وقعت قبل ١٧ مليار سنة. وقد شاعت على هذا الاساس فكرة ان للكون بداية وكأنه خلق من لا شيء فكان ذلك حجة للذين يعتقدون بالخلق، اي ان الكون نشأ نتيجة لقوة خارجة عنه هي التي خلقته من لا شيء. ولكن التجربة العلمية التي يعمل العلماء اليوم على اجرائها تدل على خلاف ذلك. يقوم العلماء اليوم باجراء تجربة مصغرة للصدمة الكبرى في نفق طوله ٢٧ كيلومترا على الحدود السويسرية الفرنسية ويعدوننا باجرائها في اليوم العاشر من الشهر الجاري. ولكن هذه التجربة التي يقومون باجرائها لا تجرى كصورة مصغرة لخلق كون جديد من فراغ بل تجري على تحقيق تصادم مواد جديدة تنطلق بسرعة الضوء لتصطدم وتشكل صورة من الصدمة الكبرى. وهذا يعني ان الصدمة الكبرى لم تكن خلق كون من لا شيء بل كانت صدمة شكل من الكون لا نعرفه او يعرفه العلماء الذين يقومون بهذه التجربة وان على الانسان ان يطور علمه لهذا الشكل من الكائنات الذي نشأ عنه الكون. وهذه التجربة سواء نجحت ام فشلت ينفي نظرية الخلق ونظرية وجود قوة خارج الكون قامت بخلق الكون وتستطيع ان تنهيه بنفس طريقة خلقه. انتهى نص الاستاذ قوجمان....هنا أود أن أشير إلى أن المشكلة الأساسية ليس فقط بوجود نهاية للكون لكي يكون لها خالق فحتى في عدم نهائية الكون يمكن أن يكون هناك خالق ...إن مفهوم الكون إذا كان يعني الوجود فان وجود شكل آخر للكون أي للوجود لا يدل حتما أن هذا الشكل هو مادي وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون هذا الشكل لا نهائي كما هي ألماده أي يكون في حالة تغيير مستمر إذ يحتمل أن يكون غير مادي وبالتالي ليس متغير, ألا أن ذلك لا يمنع أن يكون مطلقا, ومفهوم المطلق هو ليس مطابق لمفهوم اللانهائي ,فالمطلق سمه نوعيه وليس كميه لهذا ينعدم المكان والزمان في المطلق ولا ينعدم في لانهائية المادة, إن فرضية وجود الخالق هي لا زالت فرضية رغم تقدم العلوم إلا إنها تتخذ منطقا جديدا وفق مفاهيم فلسفيه حديثه ومن هذه المفاهيم هي التمييز بين اللانهائي والمطلق فاللانهائي مقولة للكم إما المطلق فلا علاقة لها بالكم وإنما هي تعبير عن سمة نوعية, من هذا نستنتج إن نظرية الخالق لا تعني الوالد أو الصانع فالوالد يقتضي أن ينشأ الوليد من نسجته وقوامه , بينما المادة حسب الفرضية ليست بالضرورة كذلك فهو إذن ليس والد,إما بخصوص الصانع فان الصنع يقتضي الوعي وبما أن الوعي هو ظاهرة خاضعة للجدل فهو خاص بالمادة وبالتحديد خاص بالإنسان, وبما أن الله المفترض ليس ماده ولا إنسان فهو لا يمكن أن يكون واعي ,والحال إن الخالق المطلق لا يولد ولا يصنع وإنما يخلق ,وان عملية الخلق هي عملية لم يتوصل وعينا إلى اكتشاف ماهيتها, لذلك هي تبقى جزء من الفرضية التي يلتجأ إليها الإنسان في قدرته الإدراكية, فهي ليست ناتجة عن وعي الانسان وإنما عن تخيل وافتراض يلجأ اليه الدماغ في قدرة الادراك والذي يصح ان نطلق عليه وحي...أما طبيعة هذا الوحي فهي حتما طبيعة سكسونية غير خاضعة للجدل المادي وهو مصدر الإيمان والدين . إن قوى اليسار بالوقت الذي ليس من الضروري لها الصدام مع الإيمان والدين فهي مدعوة إلى التصدي للأفكار المناقضة للعلم والتي يحاول أصحابها استغلال حاجة الإنسان إلى الإيمان والدين بسبب موضوعية الايمان ذاته, ..فينتقلون هؤلاء الأصحاب إلى خطوة ربط المقدس بالموجودات المادية والبشرية بغية إضفاء القدسية عليها وبالتالي انتحال صفاتها لغايات يستغلون بها المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا


.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط




.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي


.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز




.. مظاهرة في اليمن دعما للمرحلة الرابعة من التصعيد