الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كامل شياع بعد 60 يوماً

انتصار الميالي

2008 / 10 / 16
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الثقافة...أصل الكلمة ومعناها بالعربية هو :تقويم اعوجاج الرمح ليستوي ويعتدل وذلك باستخدام أداة من خشب أو حديد( أي أن هناك مادة طبيعية موجودة مسبقاً) والثقافة تطويع لها ليكون في الامكان استخدامها الاستخدام الامثل. ويقال ...ثقف الرمح أي ( قومه وسواه) ولهذا سمى الشعراء الرمح بـ (المثقف) وقياساً على ذلك..يقال ثُقفَ الولد أي هذبه وعلمه ،ثم استخدمت كلمة (ثقافة) لتدل على الحذق والفطنة والمهارة وتوسيع معنى الثقافة من الحذق والفطنة والمهارة ليشمل العلوم والمعارف والفنون والآداب وشؤون الحياة التي يُطلب الحذق فيها..
عندما فجعنا وفجعت الأوساط الثقافية برحيل كامل شياع.. المثقف الملتزم والباحث المتنور الفكر والمبادىء والمناضل الجسور الذي غادر غربته عائداً إلى أحضان الوطن لينخرط في هذا الدرب وهو يعرف أنه يعرض نفسه لعنف خصومه من القوى الظلامية والإرهابية التي فجرت حقدها بأياديها ألاثمة الملطخة بدماء الشرفاء من المثقفين والمبدعين والكتاب والكوادر العلمية...
كامل... أكثر من ستون يوماً وأنا لا اعرف كيف اكتب لك وفيك...(60) يوماً وسطوري وقلمي عاجزة عن التعبير...
كامل...عدت مضحياً ومخاطراً بأغلى ما تملك وهي روحك من أجل تقويم المسيرة الثقافية في البلاد،أنت ومن يؤمنون معك بثقافة حقيقية، بعد سنوات من البعد الثقافي الذي ورثه النظام الدكتاتوري البائد...
كامل...لأنك قلماً يقّومْ السطور بحروفه النبيلة والصادقة والعنيدة وسط هذا الجو الذي يحتدم بثقافة العنف، قتلوك وهم يقصدون قتلك أنت.
قتلوك..وهم يدركون أنهم اغتالوا علماً من أعلام الثقافة، وسراجاً ينير أروقة الثقافة والأدب، وسطراً وحلماً لم يكتمل بعد.....!
كامل... العائد من غربة الأوطان حاملاً مشروع الثورة الثقافية الحقيقية التي جاءت لتزيل ما خلفه النظام الدكتاتوري البائد، جاء ليبني نظاماً ثقافياً وليصنع جيلاً واعياً ومحصناً بالثقافة وعلوم الأدب والمعرفة.
كان يكتب بثورة..بجرأة...بشجاعة...بتحدٍ.. بكل ما يملكه من كلمات صادقة..لكنه لم يكن يكتب ليشكل عدواناً على أحد، لكنهم كانوا يرونه عدواً لهم، عدواً لأفكارهم الظلامية وعقولهم الإرهابية وأفكارهم الشيفونية.
قتلوه..وقتلوا معه الآف السطور التي لم تكتمل بعد...قتلوه وقتلوا ألف حلم وحلم ينتظر التحقيق...قتلوه فقط...
لكنهم لن يقتلوا..... ألف قلم وقلم كتب ويكتب وسيظل يكتب حتى يكتمل مشروعه الذي ضحى من أجله، ما عرفوا أنه لم يمت، بل انه يعيش بين سطور رفاقه ،كاملاً لم يمت بل ارتفع قمراً ساطعاً ينير لنا ظلمة الليل الطويل، لم يمت كامل...بل انه ولد من جديد في ملايين السطور التي كتبها رفاق دربه وأصدقاءه وقرائه ومحبيه، والتي تحمل صدق كلمته،وشجاعتها، لقد ترك وراءه زرعاً لا يموت،بل ينبت وينبت كل يوم.
لا أشعر بأن سطوري قادرة على وصف كامل..أو عن إيفاءها لحقه، لكنها قادرة أن تكون جزءاً من السطور التي كتبت فيه ولهُ.
هنيئاً لك وأنت تعتلي صهوة الشهادة بشرف ...ونم قرير العين، لأن رفاقك في الدرب وأصدقاءك في سرب الثقافة يعاهدونك على مواصلة المسير من أجل بناء ثقافة عصرية وحضارية تواكب العصر وتبني عراقاً يعود إلى مصاف الدولة المتقدمة ثقافياً..
وليعش كامل في نفوسنا...كما سيعيش في شارع المتنبي..وبين أروقة الثقافة والأدب
وسيبقى حافزاُ لأصحابه الذين سيحملون القلم ويكتبون الكلمة الصادقة وفاءاً لقضيته....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي