الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة

بشير زعبيه

2008 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس في المنطقة متسعا لحروب أكثر..على الأقل اليوم .. كل أنواع الحروب دارت هنا أو مرت من هنا .. حروب مع الخارج وحروب في الداخل وأخرى بين بين .. حروب خضناها وأخرى أجلناها و لا زال في المنطقة حروب تخاض.. من حروب التحرير الى حروب التخريب .. ومن حروب المصير الى حروب الهامش ..المعلنة منها والمستترة .. من حروب القوم الى حروب الطائفة .. من عصر السيف الى عصر الليزر والفضاء .. لا أعتقد أن بلدا عربيا خلا تاريخه من مشهد حرب كانت أرضه لها مستقرا أو ممرا .. انتصارات وانكسارات وأيضا بين بين , كل ما خلفته تلك الحروب .. لم يعد في المنطقة والمنطق متسعا لافتعال الحروب وان غلفت بأسباب الدين .. لاوقت الآن لحرب ضد أنفسنا , ولا يمكن أن أسمي الخوض اليوم في خلاف مفتعل أو صحيح بين شيعة وسنة الا شكلا لهذه الحرب أو فتنة بمسمى أكثر تهذيبا .. ولا بد أنني أعني هذه التداعيات التي أنتجها حوار أجرته صحيفة مصرية مؤخرا مع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأعلن فيه موقفا مكررا مما اعتبره " غزو الشيعة للمجتمع السني " وهو ما أثار جدلا واسعا وردود فعل مختلفة في صفوف المفكرين والكتاب والشخصيات الدينية من المذهبين الشيعي والسني .. ومن المؤكد أن هواجس الشيخ القرضاوي تلك قد جاءت على خلفية قراءات وتحليلات ترى اختراقا شيعيا ان صح التعبير قد حدث في ديار السنة مشيرين في ذلك الى منطقة شمال أفريقيا , ويربط أصحاب هذه التحليلات هذا المستجد بظاهرة حزب الله اللبناني وقبله الحالة التي أفرزتها الثورة الايرانية عام 1978.
وتراوحت الردود على موقف الشيخ القرضاوي بين مؤيد ومنتقد وأراء أخرى محايدة .. وجاء أبرز وأحد الأصوات في صف المنتقدين من ايران في بيان ردت به وكالة (مهر) الايرانية على رأي القرضاوي , وحمل البيان على موقفه واصفا اياه بـ " عصبية جاهلية ضد الشيعة " معتبرا أن "هذا التوجه نحو المذهب الشيعي يأتي ضمن معجزات أهل البيت عليهم السلام" فيما رأى الشيخ القرضاوي في هذا اعترافا بـ "تمدد" شيعي يؤكد تحذيراته , ووجد في ذلك مناسبة ليعلن تمسكه من جديد برأيه .. أما المؤيدين فقد نددوا بما اعتبروه " هجوما شرسا " على الشيخ القرضاوي , ولعل أبرز ما صدر في هذا الاتجاه هو بيان جبهة علماء الأزهر الذي أكد أن ما أعلنه القرضاوي هو"وقفة شجاعة في وجه المحاولات المستميتة للتمدد الشيعي والتلبيس علي عموم المسلمين باستخدام حرفة التدليس والمراوغة المعروفة باسم عقيدة ".
وتراوحت مواقف المحايدين بين من برر ما أعلنه الشيخ القرضاوي بأنه "زلة لسان" ومن رأى فيه "تقييم مبالغ فيه" وآخرين رأوا وجوب الدعوة الى " ضرورة التقريب بين الشيعة والسنة لمواجهة التحديات التي تحيط بالعالم الاسلامي" .
وأنا هنا في الوقت الذي لا أنكر فيه تأثير أداء حزب الله في خلق حالة تعاطف جماهيرية ملفتة معه على مستوى المنطقة وصلت حد الانبهار حتى لدى صفوف النخبة , الا أنني من الرافضين لتعميم حالة حزب الله لاعتقادي أنها ارتبطت بخصوصية محلية خاصة على مستوى البيئة السياسية أو على مستوى المعطيين الاجتماعي والعقائدي.. وأنا في سياق التعاطي مع تداعيات أراء الشيخ يوسف القرضاوي أجد نفسي من الذين يرون أن راهن المنطقة وراهن المسلمين لا يحتمل في هذا الوقت أي دعوة قد تقود لتصادم محتمل بين الشيعة والسنة مع احترامي لسعة علم الشيخ القرضاوي وغيرته على السنة التي أريدها غيرة على الاسلام برمته مما يستوجب الوعي بمخاطر ما قد تجره محاولات استغلال تصريحات الشيخ في توسيع شقة الاختلاف بين المذهبين والقفز بها الى موقع الفتنة سيعمل شيطان السياسة على تحويلها من فتنة مذهبية الى فتنة سياسية تختزل الشيعة في ايران والسنة في العرب لخدمة أجندة مكشوفة قد تقود المنطقة الى حرب جديدة ستقود بدورها الى نتائج يكون فيها العرب (فرق العملة) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في