الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم بين 1929 و 2008 / 1

مصطفى العوزي

2008 / 10 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كثر في الاونة الاخيرة الحديث عن الازمة المالية التي يعيشها العالم و عن تبيعاتها الاجتماعية و السياسية و حتى الثقافية منها ، و في كل مرة يطيل علينا فيها محلل اقتصادي الا و يشبع من لغة التحذير الصارمة التي تحذر من ويلات الازمة العالمية القادمة و التي لن يسلم منها الا من رحم ربك ، غير ان ما يطمئن البعض سواء المحللين او رجال الاعمال هو العودة الى التاريخ ، و بالضبط سنة 1929 حيث انطلقت الازمة المالية من قلب أم البورصات ويل ستريت لتعم باقي بقاع العالم ، و كما هو معروف عن العام سام أنه مصدر لكل شيئ فان الازمة بدورها تكون دوما في خانة الصادرات الى الدول اعالم اذا ما حطت على رؤوس الامريكان ، غير ان الفرق بين أزمة 1929 و أزمة 2008 أو حتى لنكون غير متسرعين نقول بداية أزمة 2008 ، هو ان العالم في تلك الحقبة ( 1929 ) كان عدد سكانه قيلا ، و هو ما تضاعف الان بشكل يتجاوز الضعف في أحسن الاحوال ، كما أن المبادلات التجارية بين الدول كانت جد محدودة بحكم ان الفترة كانت مرحلة هدنة بين حربين كونيتين مدمرتين ( 1914-1918 ) و ( 1939-1945 ) ، أي الحرب العالمية الاولى و الحرب العالمية الثانية ، ولم يكون هناك لا اتحاد أوروبي و لا منظمة دول جنوب شرق أسيا و لا منظمة اميركا الشمالية ، كما ان اقتصاد السوق كما هو حاصل الان لم يكون له أي وجود ، و كان العالم ساعتها لم يعرف ظهور شبح كبير و ضخم اسمه العولة ، اما الان فان الموازن انقلبت و الاحوال تبدلت بشكل كبير ، فظهور الاتحاد الأوروبي جعل الدول الاوروبية و الدول المحيطة بها أكثر ارتباطا و اكثر تعاملا على المستوى الاقتصادي و غير من نمط المعاملة التقليدي الذي كان سائد ابان فترة الازمة الأولى ، فالمغرب مثلا و منه باقي دول المغرب العربي كانت مبادلتها في تلك الفترة محصورة في المواد الاولية من طاقة و معاذن فضلا عن بعض البضائع القليلة و المحدودة و التي لم تكون سوى لتبقي المزان التجاري لهذه الدول في عجز مستمر ، غير أنه الان أصبحت دول شمال افرقيا تصدر الكثير من المنتجات الصناعية كالملابس و التي تصنع هنا في فروع الشريكات العالمية الكبرى ، ليتم نقلها بعد ذلك الى الدول الاروبية وباقي دول العالم ، كما ان عائدات هذه الدول أصبحت تعتمد بشكل كبير على مداخل السياحة ( تونس و المغرب ) ، و تحويلات المهاجرين المقيمين بالخارج ( المغرب و الجزائر و تونس ) ، لدى فان الازمة ستكون أعمق من سابقاتها و بالاخص في هذه الدول التي هي في الاصل تعيش أزمات متعددة ، و خلافا لما يصرح به وزير المالية المغرب الذي قال بأن المغرب محمي في جزء كبير من رياح الازمة المالية العالمية ، فان الامر لا يعدو ان يكون حقن المواطن بمخدر منوم لا غير ، فالحاصل في هذه الايام هو ان موسم عبور استثنائي تعيشه موانئ المملكة الشمالية ، العمال المغاربة المقيمين بالخارج و باسبانيا على وجه الخصوص بدؤا في شد حقائبهم الى الوطن المغرب في انتظار ان يلتحق بهم باقي المهاجرين ممن اسلمو امرهم لله تعالى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا