الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الجزء الذي لم يكتمل من نصب الحريه
سرى العميدي
2008 / 10 / 20المجتمع المدني
بين الامس واليوم امنيات مؤجله وتطلعات الى الغد الضائع الذي نحلم به بكل مراره والم تتوارى لنا شعلة الاحرار الملتهبه بنضالهم وتحديهم للاستبداد والظلم لتعيد لذاكرتنا امجادنا التي ستبقى متصدره سطور التاريخ نقف لها خاشعين متعطشين وتملئ قلوبنا غصه من اجل استعادة حقنا المشروع الذي انتهش منا وهي الحريه
عندما نتحدث عن نصب الحريه فاننا لانتحدث عن نصب صمم فقط ليوضع في احد شوارع بغداد انما نتحدث عن تاريخ ومسيرة شعب بكل ماسيه وهمومه وتحدياته فهو ملحمه عراقيه حديثه الصياغه قديمة المعنى فهو اشبه بلافته تشرح فيها لكل زائر يزور العراق من هو هذا الشعب وكم عانى من اجل ان يعيش وكم ضحى ولايزال يضحي من اجل هذا الوطن وكيف يتحلى ابنائه بالصبر والعزيمه في دحر الايام السوداء وان الشمس لن تغيب به ابدا مهما حاول الطامعون
نصب الحريه استطاع ان يرافق حكومات متعدده وسياسات مختلفه دون ان يفقد قيمته الجماليه والوطنيه لانه لم يمثل سياسه أي حاكم بقدر ماكان يعبر عن الانسان العراقي بماضيه وحاضره ومستقبله لذلك كان ومايزال وسيبقى هذا النصب فخرا واملا للاجيال القادمه ليعرفهم ما يجهلونه في تاريخهم
تبتدأ القصه في نصب الحريه بسلسله من الصراعات والتحديات والانفعالات المشحونه بالغضب والثوران لتعيدنا الى تاريخنا الذي يتضمن كل هذه الصور الاليمه الذي يحتفظ بها ماضينا القديم والمشاهد الحزينه التي تعبر عن واقع مرير عشناه
ثم يأتي جزء التغيير في النصب المتمثل في الجندي الذي يفتح زنزانته بقوه وعزيمه شديده ليغير هذا الواقع الذي لابد من تغييره لينقل القصه من طابعها الثائر الغاضب المتألم الى طابع اخر وهو عصر السلام والرخاء والحريه الذي ولدته المأسي والمعاناة التي كانت سببا رئيسيا في هذا التغيير الجذري
الا اننا نلاحظ وعبر سنين عشناها مع هذا النصب ان الجزء الذي يلي عصر التغيير لا يدوم طويلا فسرعان ما نصل الى هذا الجزء تتقلب الاحداث لتعود القصه تتكرر من جديد فنعيش ماسيها مره اخرى ونتطلع الى ذلك الجندي الذي سيحرر العراق مره اخرى من قبضة الظلم والاستبداد
فأي حريه اليوم ننتظر في وطن يتدخل به الغرباء من كل صوب وتستباح به الاصوات الحره الثائره في كل زمان ومكان وطن تصفع به الاحلام الجميله لتحولها الى واقع مرير فرض علينا ان نتقبله شئنا ام ابينا
كأن جواد سليم ارادنا ان نحلم دائما بالحريه الذي صورها لنا في جداريته وان لانقطع الامل في اليوم الذي سنحظى بها فهذا العمل العملاق لايمكن ان يكون وهم فلابد ان تنتهي القصه يوما ما في نصب الحريه
فمتى يا ترى سنشهد النهايه الابديه لجميع اجزاء نصب الحريه لتكتمل معانيه من جديد بصوره ثابته بعيدا عن التحولات والتكرار المتزايد لهذه القصه العراقيه المؤلمه الت لاتزال تعيشها الاجيال
نصب الحريه سيبقى شامخا و شاهدا على ما نطمح اليه ذلك الهاجس والحلم الدفين الذي يرافق مسيرة هذا البلد المعطاء المتعطش للحريه المسلوبه
كم نضالنا من اجلها وكم سنناضل وكم فقدنا من اجلها وكم سنفقد الا انها لاتزال حاضره امامنا في كل خطوه نخطوها في طريق الاستقلال انها الحريه ستبقى شمعه يستمد نورها من نصب الحريه لنحقق بنورها ما حلمنا به دائما وضحينا من اجله بالغالي والنفيس الحريه والاستقلال عن كل ظالم وجبروت في وطننا لياتي عصر الازدهار والسلام لهذه الارض الخالده
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل
.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو
.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين
.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض
.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا