الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة التأريخ في العقل الشعبي

كاظم الحسن

2008 / 10 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العقل في الثقافة الشعبية يميل الى الاحكام الجاهزة والقصيرة والارتجالية التي لاتستدعي الميل للتحليل والتأويل وهي اقرب الى المقاربات الحسية في رصد وتفسير الاحداث من المقاربات التجريدية والفكرية.
ومن اكثر المذاهب شيوعاً هوالتفسير التأمري للتاريخ ويرى في ذلك سلسلة مستمرة طوال التاريخ وهي لن تتوقف وتكاد ان تكون ابدية ليس لها نهاية. ويعتقد بمثل هذه الافكار من يرى، جماعته هي الافضل وتتوقف على باقي الجماعات او الفئات وان اسباب الانحطاط والتدهور يعود الى قوى تتحكم في التاريخ تكون كلية القدرة في فرض سيناريو الاحداث بما يتناسب مع مصالحها. وحين تقر بهذا المبدأ تركن الى السلبية والعجز ورفض الاخر، وهو تعبير عن القصور وعدم القدرة على قراءة الاحداث وتحقيب المراحل السياسية والتاريخية على اساس مصالح قد تتفق في بعض الاحيان او تختلف. هكذا هو مسار الاحداث في اوروبا والعالم ولو اخذت شعوب العالم وقادته السياسيون بهذا المبدأ لما امكن الجمع بين دولة فرنسا وغيرها من الامم مثل المانيا فقد كانت الدولتان في حالة حرب مزمنة ونفس الشيء يقال، بين بريطانيا وفرنسا، فالحروب بينهما قد اهلكت الزرع والضرع وكذا الامر بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، فلقد انهكت الحرب الباردة الدولتين وكانت افغانستان اخر محطة دموية في الصراع بينهما، ايام الاتحاد السوفيتي السابق. ومن المثير للغرابة ان التفسير التآمري للتاريخ لا يقتصر على العوام من الناس بل يصل احياناً الى النخبة من المثقفين والكتاب والمفكرين وهذا يجعل من تفنيد مثل هكذا افكار في غاية الصعوبة. وينبع من التفسير الشعبي للتاريخ مذهب اخر يضع التأويل الجنسي في مقدمة العناصر الاكثر اهمية في خضم الاحداث لاسيما في وصم من يمتلكون مقاليد وزمام الامور في بلادهم. وهم هنا يتكلمون عن الجنس يصيغة المفعول به، وليس الفاعل للطعن بالسياسي او الاخر الذي يمثل العدو وما يتبع ذلك من النيل من اصله ونسبة ولذا يلجأ الكثير من الحكام الى خلق نسب وهمي مهم يرتبط بالمقدس لكي يعطيه شرعية في الحكم وكذلك لقطع الطريق امام اية دعوة للطعن في اصله ونسبه وحسبه، اما التفسير الغيبي للتاريخ فله بداية ونهاية تبدأ بالنص الذي يخص الجماعة التي ينتمي لها وتكون البداية هي المثلى او الفردوس المفقود الذي لن يتكرر على مر التاريخ وتكون الابصار شاخصة دائماً خارج التاريخ للبحث عن مخلص او منقذ يحمل اوزار التاريخ المؤلمة ويعيد مركزية التاريخ الى النقطة الاولى لكي تتحقق السعادة لبني البشر.
شويكون الشيطان هو العدو الازلي للانسان، وحين يختلط السياسي بالديني تكون اية قوة عظمى تتحكم بالتاريخ هي الشيطان نفسه ولابد من الاطاحة به قبل تحقيق مملكة السماء على الارض ويكون التفاهم والحوار مقطوعا لأنه لاتوجد مفاهيم مشتركة بين لغة سماوية واخرى دنيوية فيكون الصراع حامي الوطيس، ونفس الشيء حدث بين القوى العظمى حين فسرت التاريخ بالمطلق فتوهمت بنهاية الصراع الطبقي او انتصار الرأسمالية النهائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه