الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب واسرائيل بعد الخمسين

علي الخياط

2008 / 10 / 23
المجتمع المدني


مازالت الشعوب والحكومات العربية لم تهضم النظام الديمقراطي والياته ،وفي الحياة الكريمة التي يجب توفرها الحكومات لابناء الشعب، فكم عدد المسجونين في ظل النظم العربية الآن، لمجرد أن لهم رأي يناهض ويخالف رأي الحكومة، كل شيء في بلداننا العربية يتم في الخفاء، فمن يعتقل اويغتال اويعدم خلف الكواليس، فحادث( القضاء والقدر)شماعة لذلك ولاعمالهم المخابراتية والامنية الاخرى، وآخرين يتم القبض عليه في ساعات متأخرة من الليل ولا يعرف احد ما التهمة الموجهة أليهم وأن كانوا مذنبين أو ابرياء وما عدد الأيام أو السنين الذي سوف يقضيها(المتهم) في السجن بسبب الظن او المكيدة او الشبهة، وهكذا تم تكميم الأفواه وقطعت الالسنة نتيجة للرعب المتواصل، فكيف نقول كلمة حق لرئيس اومسئول لا يعرف غير العنف والحلول الديكتاتورية،وهل يوجد لدينا في عموم وطننا العربي الكبير ،أي محاكمة اومسائلة لأي رئيس دولة اوحكومة بتهمة الفساد المالي اوسوء استعمال السلطة اواي تهمة اخرى،فيما نجد ان بيننا وبين الغرب فجوة شاسعة في هذا المجال من محاسبة الحكام ومتابعتهم قضائيا واعلاميا ،والسبب في ذلك تلك العقول التي تحكمنا و تعتبر البلد ارثا للحاكم يحق له ولأولاده النهب منه كيفما شاؤوا،ولنضرب مثلا عن (اليهود) ومدى جديتهم وديمقراطيتهم في مسائلة الحكام والمسئولين،وهم (اليهود)الحكام الحاليين للديار المقدسة في فلسطين، حين منحت الامم المتحدة البريطانيين انتداباً لحكم فلسطين بعد الحرب العالمية الاولى، وحينها وجدت الحكومات الغربية مسوغاً لتشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين ومحاولة تشكيل دولة لليهود في الاراضي المقدسة اليهودية، واشترك في تكوين هذه الدولة حكومات ورؤساء عرب، وخاصة حين فتحت الهجرة اليهودية للعرب الى فلسطين على ابوابها بعد تسهيل هجرتهم من قبل الحكومات العربية. وفي عام 1948، انتهى الانتداب البريطاني لفلسطين ، لتعلن اليهود رسمياً الاستقلال برعاية الولايات المتحدة التي اخذ نفوذها بالاتساع على حساب اوربا وبريطانيا المسيطرتين سابقا على العالم.
بعد اعلان دولة اسرائيل، هاجمت الجيوش العربية الاحتلال اليهودي مما دفع مئات الالاف من المواطنين العرب (الفلسطينيين) الى ترك منازلهم وبلدهم الاصلي اثر القتال الذي حصل على اراضيهم، واستقر العديد منهم في مخيمات اللاجئين في لبنان والاردن وسوريا.
وفي عام 1967 جرت حرب بين العرب والقوات الاسرائيلية واستمرت ستة ايام بخيبة امل كبيرة وهزيمة اخرى اثر خيانة احد القادة العرب وابلاغ الاسرائيليين بخطة الهجوم المعدة من قبل القوات العربية لتبسط القوات الاسرائيلية سيطرتها على القدس الشرقية والغربية وفي معظم الاماكن الاخرى التي كانت تحت السيطرة الفلسطينية.ولو عدنا الى موضوعنا الاصلي في مسائلة الحكام وديمقراطية ذلك ،نجد ان رئيس الوزراء الاسبق (بنيامين نتينياهو) وزعيم حزب (الليكود) المستقيل اتهم في 1999 باستغلال اموال احد رجال الاعمال لنفقاته الشخصية الخاصة، وحين سقط (نيتيناهو)من الكرسي طالب رجل الاعمال بالمبالغ المدفوعة سابقا، وكذلك كان (نينتياهو) متورطاً في فضيحة (ارييه درعي) زعيم حركة (شاس) الاسرائيلية، ووقوعه في فخ فساد الذمم، امام رئيس الوزراء ايهود باراك، اتهم ايضاً بالفساد ومن خلال استغلال تبرعات اليهود في الولايات المتحدة واوربا في ادارة حملته الانتخابية.
اما الرئيس الاسرائيلي (عيزر فايتسسمان) فقد اتهم بتلقي ما يقارب نصف مليون دولار من رجل اعمال يهودي فرنسي، مقابل خدمات تلقاها رجل الاعمال ومنها مخالفة للقانون، ودافع عيزرا عن نفسه قائلاً انه تلقى هذا المبلغ بصفة الصديق من رجل الاعمال هذا.
اما الرئيس (فايتسمان) هو اول رئيس في تاريخ اسرائيل يخضع لاستجواب في قضية رشوة واحتيال، بعد ان سبقه الى ذلك رئيس الوزراء (اسحق رابين) في قضية حساب بنكي مشترك مع زوجته في الولايات المتحدة، بعدها قدم رابين استقالته،واخيرا كشفت الصحافة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء اولمرت قد قبل رشوة من متعهد إنشاءات إسرائيلي بمبلغ نصف مليون دولار لكي يحيل عليه إنشاءات حكومية.
كأن هذا الفساد المالي غير كاف ، فقد انكشف فساد أخلاقي أيضا حيث قدم حاييم رامون استقالته كوزير للعدل لكي يدافع عن نفسه في قضية تحرش جنسي بإحدى الفتيات خلال حفل استقبال أقامته وزارة الدفاع.
وفي اليوم التالي كانت الشرطة الإسرائيلية تداهم مقر رئيس الدولة موشيه كساب للتحقيق معه في قضية اغتصابه لإحدى موظفات الرئاسة. انضم رئيس الوزراء الاسرائيلي(المستقيل) ايهود اولمرت إلى مجموعة الشخصيات التي تتعرض لفتح ملفات ترتبط بفضائح أخلاقية او مالية وقبوله رشوة من جهات مختلفة
فيما اكد مسؤولون بوزارة العدل الاسرائيلية ان النائب العام الاسرائيلي مناحم معزوز تلقى معلومات تتعلق ببيع الاسهم المسيطرة لبنك "ليومي" من المفتش المالي الاسرائيلي،وهكذا الكثير من الاتهامات والاستجوابات التي طالت اعلى الهرم الحاكم في دولة اسرائيل او الكيان الصهيوني او مهما كان اسمها ،ونتمنى ان نجد في حكوماتنا العربية القليل من (الحقيقة) في مسائلة الوزراء او المسئولين الفاسدين الذين تزكم الانوف رائحة الفساد المتفشي في جميع مفاصل حياتهم والذي لايخفى على احد؟ ونحن لمن المنتظرين ان يتم محاكمة رئيس او رئيس وزراء او وزير علنا امام الراي العام والاعلام،لعلنا نجد في ذلك عزاء لنا وللديمقراطية المسلوبة من شعوبنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق