الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما هو الحل!

طارق قديس

2008 / 10 / 23
المجتمع المدني


الأزمة المالية العالمية أصبحت في هذه الأيام شغل الناس الشاغل، فقد لحست عقول الكبار والصغار معاً، وأصبح من لا يُفرِّقُ بين الألف وكوز الذرة في علم الاقتصاد فقيهاً ضليعاً في مجال حل المشاكل الاقتصادية، بل ويمسك بناصية الأسباب والنتائج بشكل مدهش، فنادراَ ما يخلو أي منزل أو مقهى من هؤلاء الفقهاء، ومن الحديث عن الأزمة المالية التي أطلت برأسها من الولايات المتحدة الأمريكية على سائر العالم، فتأثرت بها الدول الصناعية الكبرى تأثيراً كبيراً كدول الإتحاد الأوروبي، واليابان، وحتى الصين، ولكن بدرجة أقل من الآخرين.

أما عن خلاصة الأسباب المؤدية إلى الأزمة فقد تفاوتت من فردٍ إلى آخر، بحسب المعتقد الأيدولوجي لكل واحد، فقد رأى أنصار الرأسمالية أن السبب الرئيسي يكمن الحرية المفرطة التي يتمتع بها النظام الرأسمالي، والتي سمحت للمضاربين وأصحاب الضمائر السيئة بأن يقفزوا فوق القوانين الطبيعة، ويتلاعبوا بقانون العرض والطلب وفقاً لأهوائهم ومصالحهم، وبذلك يكون الخلل من وجهة نظرهم لا يكمن في الرأسمالية بحد ذاتها وإنما هو خارج عنها.

وعلى الجانب الآخر رأى أنصار النظام الاشتراكي الذين يقفون على الطرف الآخر من أنصار الرأسمالية أن السبب الرئيسي وراء ما حدث هو أن الحتمية التاريخية للنظام الرأسمالي لا بد وأن تصل بها إلى طريق مسدود، وأن كل ما حدث هو ناتجٌ طبيعي لجشع أصحاب رؤوس الأموال في الخارج، فالنظام الرأسمالي لا بد له بسبب بعده عن العدالة الاجتماعية أن يصل إلى هكذا أزمات، خاصة في ظل النظام العالمي الجديد.

وما بين الاثنين وقف طرفٌ ثالث حاول أن يشخص المشكلة من زاوي أخرى، فرأى أن قصة المضاربين ما كانت إلا الفتيل الذي أشعل الأزمة، وتراكم رؤوس الأموال في أيدي قلة من البشر ما هو إلا عامل ثانوي في بروز الأزمة .. وعليه لا بد أن يكون وراء ما جرى سبباً آخراً، وكان لهذا الطرف ما كان، فرأى أن السبب الرئيسي الوحيد ينحصر في سياسيات الرئيس جورج دبليو بوش الواحدة تلو الأخرى، وفي وصول الحزب الجهوري إلى الحكم، إذ أنه لا يمكن لأحد أن ينكر ما جرجرته حرب العراق منذ عام 2003 على العالم من ويلات، وعلى الاقتصاد الأمريكي من كوارث، فوصلت مديونية الخزينة الأمريكية في الوقت الراهن إلى أرقام فلكية بالمليارات بعد أن كان الاقتصاد الأمريكي يعيش حالة من الرخاء في ظل الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلنتون.

ومع أن الأكيد هو أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على الخروج من أزمتها الحالية إلا أن الحل الوحيد الذي يبدو لها فعلاً هو أن يعود الحكم إلى الحزب الديمقراطي لينقذ ما تبقى من عنفوان العم السام، وأن يحمل الشعلة دمٌ جديد بإمكانه أن يمحو كل الذكريات المريرة التي خلفتها السنوات الثماني الأخيرة في أذهان الأمريكيين.

ولعل آخر المفاجئات في سباق الرئاسة إلى البيت الأبيض - بعد استطلاعات الرأي - جاءت من الجمهوري كولن باول الذي لم يرَ حرجاً من إبداء دعمه للمرشح الديمقراطي، وكأنه اكتشف في خريف العمر أنه كان على خطأ، وأن الحل وحده للتغيير يكمن في شخص باراك أوباما، وهو ما زاد من ترجيح كفة المرشح الديمقراطي على حساب المرشح الجمهوري بشكل واضح في إشارة إلى قربنا من فصلٍ آخر من فصول النظام العالمي الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية