الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخلف الفكري الحلقة (1) لا سلطان على العقل إلا العقل ذاتهُ

إبتهال بليبل

2008 / 10 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يوماً ، قالها الدكتور أحمد عكاشة " الكل يبحث عن مهربه الخاص ، المشاكل متنوعة والمعاناة أشكال وألوان ، لكن مجتمعنا مازال حتى الآن لا يستطيع الاتفاق على حلول ، وأبشع ما يصيب الإنسان إحساسه بالعجز ، ولا أظن أننا عاجزون بالرغم من إحساس البعض بذلك أو بعضه " ....
مازلنا نبحث عن إجابة لسؤال دفعته الظروف لكي يطفو على السطح مثل كل مرة .. لماذا همومنا مختلفة ؟ لماذا هي دائما ، مصيرية ؟؟؟ لماذا ننفرد بفوضى من نوع خاص ؟؟ لماذا لم يستطيع مجتمعنا حتى الآن أن يتبنى جماعيا قضية واحدة من القضايا ، على الرغم من أن هذه القضية أو تلك الجميع يعلم بها ومعروضة عليه ، فالجميع يعاني ، لكن الحلول دائما منفردة ولا تأتي على الجميع ؟؟؟
الجميع يشكو ، ولا اعتراض للشكوى ، فحتماً إن ما نشكو منه هو نتاج أحداث على مر السنين ، أن عملية التحدث عن واقع أزماتنا ما هو ألا محاولة البحث عن الغموض ، فكل قضية تحتاج منا أن نعود بها إلى الجذور ، كما ، وأن رصد واقع المجتمع ، يحتاج إلى تحليل لعين فاحصة تنظر إلى المستقبل ، أي إلى كل ما هو قادم من جراء هذا الحدث ، أو تأثير هذه القضية ...
الفرد العربي يتميز بأن هناك أشياء تحد من نشاطه العقلي ، فمقولة طه حسين " لا سلطان على العقل إلا العقل ذاته " غير متوفرة لديه ، فنجد عقله عاطل عن العمل في أكثر الأحيان ، وإذا ما برزت على الساحة أي قضية أو دراسة ، نجد مجتهدي هذه القضية يحاولون إيصال الفكرة بطرق ملتوية ، أي بمعنى ذكر حالات متشابهة للوصول إلى الغاية الأصلية التي يبتغونها ، وأكيد إن كثرة المحاذير ، لها سبب كبير في الحد من انطلاقه ، فالعقل الذي يمتلكهُ الفرد العربي فيه مناطق محرمة الوصول إليها ، وبذلك هو يحدد مسيرتهُ منذ البداية ، للوصول إلى نتيجة حتمية لهذا التحديد ، بأن هناك أمور هي مبهمة ومهملة فيتولد نوع من الجهل بها وبذلك يكون التخلف ويزداد ، والتخلف يعوق أي تطوير فكري ، ويحد من تواجده ...
حقيقةً ، أنا لا أريد التحدث عن التخلف التكنولوجي أو الصناعي ، بل أكرس مفهومي على التخلف الفكري الذي هو أساس ما نحن فيه اليوم ، الفكر هو أساس محنتنا ، في الدين والسياسة والاقتصاد وووو ، ولو حاولنا الوقوف إلى قضية الدين ، لوجدنا مدى أصابتنا بالتخلف الفكري ، فهو يطفوا على سطح الدين بطريقة ملفته للانتباه ، ولا أريد من أي قاري المحاولة في مجادلتي بهذا الأمر ، لأنني سوف أتحدث عنه بتفاصيل أدق وأعمق ، فالدين هو أخلاق ونحن جميعا نعلم بذلك ، لكن هل لي بمعرفة كم فرد يؤمن بذلك ، وكم منا يحقق ذلك ؟؟ حتما الإجابة الحقيقية هي ضمور هذه الفكرة ( الدين أخلاق ) ، فالغالبية يسيرون على منهاج ديني مجرد من أي إنسانية وأخلاق ، وأنا هنا لا أعمم ، فلكل قاعدة شواذ ، ولكن هذه المجموعة قد أثرت وتأثرت بهذه الفكرة وهي ليكن الدين بعيدا على نشاط العقل ، علما أن الدين وبالذات الإسلامي ، وحسب ما ذكر في القرآن الكريم ، بأننا محاسبون بالربح أو الخسارة ، أذن الله سبحانه وتعالى جعل من الربح والخسارة قانوناً وميزاناً لإعمالنا ، وطبعا هذا يحتاج إلى عقل دارك لتلك الأمور ، ويحتاج إلى وضع موازين للأمور ، ولكن ماذا حدث ويحدث ؟؟ يلجأ المسلم ( الفرد العربي ) إلى أبعاد العقل في مسألة الدين وتطبيقهُ ، ربما هذا مثالاً لا يخدم موضوعي في طريقة إيصال الفكرة إلى القاري ، ولكن حتما هناك من يفهم ما أود إيصاله ، ولا ننسى الأخلاق وتواجدها ، أين هي ؟؟ أين أيها المسلمون ؟؟؟ سنكون على موعد قريب من سلسلة الدين والفكر والأخلاق ، لأني اليوم فقط أرغب بوضع مقدمة لفكرة الموضوع ..
وأما ، السياسة ، فنحن رغم معايشتنا لواقعها ألا أننا لا نفقهها ولا نفهم الغاية منها ، ولو طرح علينا التفكير فيها بدقة ، نجد أنفسنا نبتعد عن ذلك ، محاولين السير فقط ، ضمن الإشاعات والأقوال دون اللجوء إلى تنشيط العقل ومعرفة مكامن الغايات والحقائق ..
ولكن ، بالمقابل هناك ، فئات من ( الفرد العربي ) نفعية رغم أنها لا تستند على فكر أصيل ، فلو حاولنا تفحص الأمور من جذورها لآي فعل أو خطة أو حركة ، لكنا قد فسحنا المجال لتنشيط عقولنا ، بدلا من رفض لمجرد الرفض دون معرفة السبب ، وأن تعرفنا على السبب فيكون سطحي ومنساق ضمن جماعات أخرى هي من قررت اتخاذه وليس نحن ...
ولو حصل أن تفحصنا الأمور من جذورها لوصلنا إلى قناعة تامة وأيمان كبير بها ، وهذا ما نجده في أكثر علمائنا مثل ( الخوارزمي وابن الأثير ، وابن رشد ، وغيرهم الكثيرين )،والذين اتهموا بكثير من الاتهامات لا لشيا سوى لأنهم حكموا العقل قبل أي شي ، بينما نجد أنفسنا اليوم ولسنا نحن،بل الغرب هم من يستندون على أفكارهم .
اليوم نحن متخلفون لعقود كثيرة والسبب أننا بدأ بالرجوع إلى الأسطورة بينما العالم اتخذ من العقل مسار له ولتقدمهُ ، وجب علينا الفصل بين الأسطورة والعقل ، أنا لا أحاول التخلي عن الأسطورة ولكن أن تعلوا فوق العقل فتلك هي المعضلة الكبيرة التي نعاني منها ، السذاجة التي يمتلكها الفرد العربي هي السبب في كل ما نحن فيه اليوم ...
فحضارة العربي هي أساس الفكر وهو أول من اجتهد بفكره ، بينما لم يكن للغرب أي وضوح لأمرهم بذلك ، لكننا ابتعادنا عن ذلك ، لنهب الفرصة لغيرنا في الاعتماد على حضارتنا والاستناد عليها ، وكأننا غير معنيين بها ، على الرغم من رفض الفلاسفة والمفكرين بوجود حضارة عربية أو غربية ، لأنهم يعتقدون بأن الحضارة هي متعددة المستويات الجغرافية ...
إذن فالهوية التي يبحث عنها الفرد ، هي أزمة أساسها فكري ، ولكي نكون على دراية بمحتوى هذا الموضوع سأطرحه في مراحل وسيكون محور حلقتنا التالية عن هوية الفرد وكيفية البحث عنها ، لأنني أعتبرها بذور ما نحن فيه اليوم ولما أيضا لها دور كبير من الناحية الدينية والسياسية ، فإلى الملتقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص