الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!

بشير زعبيه

2008 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(( إذا كان هناك كثيرون يعرفون ما تشهده مدينة طرابلس اللبنانية وعاصمة لبنان الثانية من حوادث الاقتتال اليومي والتهديد المستمر لحياة وأمن أبنائها . فإن قليلين يعرفون بالمقابل ، أن تلك الأحداث ما هي إلا نتائج لمسببات لا يعلمها الكثيرون ففي حين يدور الحديث بين المتفائلين عن إمكانية استمرار مضي الخطة الأمنية في بيروت قدما باتجاه التطبيق العملي على الأرض ، مما يزرع نوعا من الأمن والطمأنينة للمواطن اللبناني الذي فقد هذين العنصرين على امتداد سنوات سيطر فيها شبح الحرب والخراب والعنف الدموي بين الأشقاء , فإن التفجير وتصعيد الاقتتال يأخذان في طرابلس اتجاها عكسيا بشكل لا يستطيع المواطن أمامه إلا أن يعيد وضع يده على قلبه ويتجرع المزيد من الصبر ودعوات المعزين بالعافية .. إذن لماذا طرابلس ؟ ولماذا مسلسل الاقتتال والدم ؟

هل هي اللعنة الطائفية ، أم لعنة السياسة ؟ هل هي حرب هيمنة واحتواء ؟ وإذا كانت كذلك فمن يحاول احتواء من ؟

هذا حوار مع اثنين من أهم الأطراف المسؤولة عما يحدث في طرابلس:

- الطرف الأول : تاريخ بداية هذا الصراع في طرابلس يرجع إلى عام 1976 بين منطقة بعل محسن والتبانة ، ، وكانت هناك قوى خارجية تغطي الطرف الآخر.. أن الصراع في طرابلس هو سياسي في الجوهر ، وليس طائفيا كما يروج له أو يصوره البعض . . أن الصراع في طرابلس هو سياسي في الجوهر ، وليس طائفيا كما يروج له أو يصوره البعض . في رأينا أن أهم نقطة في مشروع الحل هي وجود قوة قادرة وأكبر من أي طرف مسلح في المدينة وتـكون شرعية , نــحن وافقنا على إنزال الجيش ..

الطرف الثاني : نحن نرى أنه لا بعد للقتال في طرابلس اللهم إلا تمزيق وحدة المدينة.. إن طرابلس التي تضم مختلف الطوائف والفئات لم يقم بينها صراع طائفي في الحقيقة أو مذهبي.. ان عدوان الطرف الآخر علينا يؤكد قراره بإثارة الفتنة في المدينة ولكننا لن ننجر إلى صراع داخلي وسينتهي الأمر بإذن الله بتوحيد طرابلس .. إن كانت العدالة تتحقق بنزول الجيش اللبناني فليكن ذلك أينما وجدت الدولة.. ونحن وضعنا للخطة الأمنية برنامجا لتطبيقها ، و عرضناه على الطرف الآخر ، ونرجو أن نتعاون جميعا على ذلك ، ونحن لا نخاف من الجيش اللبناني لأننا نعتبرهم أولادنا وأخوتنا.. نحن المعتدى علينا دائما ونرجو أن يقف هذا العدوان لأننا لسنا على استعداد لأن نؤجج نار حرب بين أهل البلد الواحد وبين المواطنين )) .

هل يصدق القاريء الكريم أن هذا الحوار بمقدمته هو ملخص لحديثين أجريتهما منذ ربع قرن تقريبا مع طرفي الصراع في مدينة طرابلس وهما وقتها (علي عيد) المسئول الأول في الحزب العربي الديموقراطي و الشيخ (سعيد شعبان) رئيس حركة التوحيد الاسلامي .. ربع قرن تغير العالم خلالها كثيرا .. حتى الجغرافيا تغيرت في أماكن ما .. وبعضهم تحدث عن نهاية التاريخ .. ولم تزل فتننا كما هي بمدنها ووجوهها ومفرداتها ورصاصها ونعوش ضحاياها .. حتى الحديث عنها يمكن أن تعيده بعد ربع قرن ..كما هو..

يا الهي .. كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah