الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة العداء والعنصرية

نشأت المصري

2008 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد دخلت هذه السياسة من أول أن عرف الإنسان الخطية أي أن هذه السياسة ناتج من نواتج المعصية.
فنجد أن قايين ناصب أخيه هابيل العداء وقتله بسبب أن الله قبل قرابين هابيل لأنها وفق إرادة الله فكانت سبب مسرة الله ولم يقبل قرابين قايين لأنها لم توافق إرادة الله ,,, وبالرغم أن الله حذر قايين من الخطية ولكن لإصرار داخله ولكم العداء الموجود داخله لم يسمع صوت الله بل سمع نفسه وعدائه لأخيه فقتله.
وجاءت الشرائع السماوية لتحدد العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان فحرمت الكراهية والعداء وجرمت القتل ,,, ولكن الإنسان هو كما هو يرغب في العداء ,, بل يضع فلسفات عالمية لتجعل هناك عنصرية ومقومات للعداء , لدرجة أن حكومات تبنت هذه السياسة في فرض الدكتاتورية وتنفيذها بالقوة والسطوة ,, بل بالقتل والسجن والتعذيب حتى تفنى الإنسانية وتبقى الحكومات ,, حتى تنمحي الأديان وتبقى العنصرية والقهر والظلم.
لدرجة أن الإنسان أصبح لا يصدق المحبة ولا يثق في الأيدي الممدودة بالمحبة ,,, لأن المناخ العام للبشر هو العداء والعنصرية والمنافع الخاصة وتحضرني تجربة خاصة في هذا الشأن:
لقد تصادف أن استدعاني أحد الأثرياء في الفصل بينه وبين شخص كان منتفع يدير إحدى مشروعاته ,,,وتقدير التعويض المناسب لهذا الشخص لكي يترك المشروع ويذهب إلى حال سبيله ,,, وهذا الثري مسلم الديانة وأيضاً هذا الشخص مسلم الديانة أيضاً ,, ولأني والحمد لله موضع ثقة لدى الطرفين كلفت بهذا وبدون أي مقابل مادي أو خلافه لمجرد قول كلمة الحق.
فقد قدرت مدى الخسارة التي سوف يتحملها هذا الشخص فيما أعرف أن أقدر ,, والأشياء التي تقبل الفصال والمشاورة والاجتهاد الشخصي فقد استعنت بأحد الأشخاص المسلمين اللذين لهم سمعة حسنة في الحكم بين الناس وإعلاء الحق ,,, وكتبنا تقريراً بذلك متضمناًً الخسائر ووضعنا المبلغ المناسب للترضية ,,, وما أن سمع هذا الثري المبلغ حتى أخرج ما بداخله من عداء وعنصرية واتهمني بالعمالة للشخص الفقير ,, والحقد الدفين الذي في قلوب المسيحيين تجاه الأثرياء المسلمين,, وأعرب عن خطأه في اختياري لهذه المهمة .
ولكني وضعت في قلبي أن لا أعاديه كما فعل بل أقنعه بالحجة والعلم والحق ,, ولكنه رفض تماماً دفاعي عن هذا المظلوم الذي من نفس جنسه ومن نفس دينه ,, وفي نهاية الأمر ولأني توقعت هذا وشاركت هذا الشخص المسلم المشهود له بالحق والعزوة ,,, فقد قبل الوضع ودفع التعويض ,, ولكن مازال قلبه لا يقبل التعويض ويظهر أنه كان يريد أن يسطو على حق أخيه المسلم وكان يريد أن أساعده في هذا,,,ولكني ناصرت الحق مهما تكن النتائج ,,, وقابلت كم الإهانات الموجهة لي بكم من المحبة ,, ولكنه لم يصدق محبتي حتى شاء القدر وعرف الحقيقة بأن لا يربطني بهذا المظلوم سوى رباط المودة والمحبة فقط دون مقابل ,, فأرسل لي وأعتذر عما بدر منه .
هذه القصة وقصص أخرى كثيرة تضعنا أمام سؤال ربما يكون مهما من وجهة نظري:
العداء والعنصرية ثقافة مجتمعية في مصر أم أنها اتجاهات النظام السياسي ؟
فتجد أن المصريين يبحثون عن وسائل وأسباب تمكنهم من العداء والعنصرية بعضهم لبعض منها :
• تجد في مصر عداء قائم بين مشجعي فريق معين ومشجعي فريق أخر ويمكن أن يتحول هذا العداء إلى قتال وإصابات بدلاً من أن نبحث عن أخطائنا وتقويمها بتشجيع اللعبة الحلوة ,, والمنافسة الشريفة والنقد البناء وقبول رأي الأخر المختلف معي في الاتجاه,, بل نبحث عن العداء والعدوانية دون النظر للإنسانية.
• القبليات الريفية والقبليات العائلية في مصر مشكلة من أخطر المشاكل.
• وأيضاً كان هناك تمييز عنصري بين هواة فن الفنانة أم كلثوم والفنانة أسمهان مثلاً ,, والفنان عبد الحليم حافظ والفنان فريد الأطرش ,,وهؤلاء يكرهون الآخرين بدون أسباب سوى البحث عن تفرقة عنصرية .
• وداخل الكنائس تجد من ينتمي إلى فلان ومن ينتمي إلى أخر ,, وهذا يتبع ذاك والأخر يتبع أخر ,, ولقد حذر الكتاب المقدس من هذه الظاهرة الخطيرة بقول معلمنا بولس الرسول في الرسالة الأولى لأهل كورونثوس الإصحاح الثالث: انه متى قال واحد أنا لبولس و أخر أنا لابلوس أفلستم جسديين,,, فمن هو بولس و من هو ابلوس بل خادمان أمنتم بواسطتهما و كما أعطى الرب لكل واحد,,,6 أنا غرست و ابلوس سقى لكن الله كان ينمي,,هذا بالإضافة إلى تبعية قوم لطائفة يعادون قوم أخر ينتمي إلى طائفة أخرى دون المحبة والتي أوصى بها الكتاب المقدس.
• وأيضا في الجوامع من يتبع أفكار الوهابية والسلفية ومن يتبع أفكار الاعتدال والموازنة ,, وهذا سني وهذا شيعي وذاك بهاءي الكل يناصب الكل العداء.
• عنصرية وكراهية وعداء بين المسيحي والمسلم بوجه عام ,, هذا لا يقبل ذاك لمجرد أنه مسيحي أو مسلم.
• الفتن الطائفية أبرزت على السطح فئة من العلمانيين والمثقفين وضعوا على عاتقهم محو العنصرية بعنصرية جديدة أطرافها العلمانيين من جهة والمتدينين من جهة أخرى.
• عنصرية بين العمال وفئات المجتمع من أصحاب المهن والمتعلمين.
• عنصرية بين أصحاب المهنة الواحدة ,,وعلى سبيل المثال وليس الحصر,, تجد أطباء في المستشفيات يناصبون العداء لأطباء أصحاب العيادات الخاصة ,,, لأن أصحاب العيادات الخاصة يتهمون أطباء المستشفيات بالحداثة وعدم الخبرة ,, وأطباء المستشفيات يقولون أن العيادات ليس بها إمكانيات وتقنيان وأجهزة .
• هناك عنصرية حزبية على المستوى السياسي وتبني أفكار الحزب الحاكم حتى ولو خطأ.
وكثير من الاختلافات التي تؤدي وفي مصر فقط إلى التناحر والعداء ,,وتقسيم المجتمع إلى أغلبية مستبدة وأقليات مضطهدة,,, لأن الشعب المصري العنصري يناصر الأغلبية حتى ولو ضد مبادئه ,,أي أنه يبحث عن المنفعة فقط,, وكأننا نبحث على ما ينغص حياتنا فبدلاً من التنافس البناء وقبول الرأي والعمل على تجاوز المعوقات ,,,نضع أمامنا وبمساندة النظام القائم أسباب وأسباب لتمادي العنصرية والفتن الطائفية..
لهذا يتجلى أمامنا الرد على السؤال سابق الذكر :
العداء والعنصرية ثقافة سيئة يجب أن تقاوم من كل فئات الشعب ,, والنظام الفاسد هو المسئول الأول والمستفيد الأوحد من نشر ثقافة الفتن الطائفية والعنصرية المجتمعية
أي أنها ثقافة بغيضة يتبناها النظام
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah