الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين يسير المسلمون حكاماً و شعوباً؟ بعد قتل وتهجير المسيحيين

محمد يسر سرميني

2008 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في ظل الإعلام المفتوح و القنوات الفضائية التي تنشر التطرف وتستضيف المتطرفين ومن ينشرون الفتاوى المتطرفة وفي ظل ما يتمتع به هؤلاء المتطرفون من حماية من قبل الحكام وعدم مسائلتهم ومحاكمتهم عن الفتاوى التي تهدر الدماء في الكثير من دول العالم إلى أين نسير في العالم الإسلامي؟
في هذا الوضع الذي يتحالف به الحكام مع المتطرفين والإرهابيين في العالم الإسلامي تحالف معلن وتحالف غير معلن ولكنه موجود فعليا على الأرض ماذا نتوقع من الأخر الذي نستحل دمه وماله وعرضه هل سيبقى مسالماً ومتسامحاً؟
لماذا لا نرى محاكمة واحدة لما يسمى بعلماء المسلمين عن الفتاوى التي تهدر الدماء وتحل الأموال والأعراض ما هذه الحصانة التي يتمتع بها علماء التكفير والقتل من قبل الأنظمة مهما كانت اتجاهاتها ومبادئها؟
قتل وتشريد المسيحيين و الطوائف الأخرى من المنطقة عنوان التسامح الإسلامي مهما قيل غير ذلك ولهذا لم نرى رغم كل القتل والخطف و التهجير الذي نراه ونسمع عنه للمسيحيين والطوائف الأخرى عالم إسلامي واحد يقدم برنامج أسبوعي في القنوات الفضائية الإسلامية يخصصه للدفاع عن المسيحيين والطوائف الأخرى لماذا إذا كان فعلاً يدين هذا العمل وهذا العمل هو فعلاً ضد تعاليم الإسلام؟
من العراق إلى أفغانستان مروراً بالسعودية إلى الجزائر ولن ننسى لبنان دماء المسيحيين والطوائف الأخرى غير الإسلامية تهدر وتستحل أموالهم وأعراضهم ولا مدافع ولا مناصر.
اعتقال بدون محاكمات للمسيحيين في بعض الدول ومحاكمات صورية في دول أخرى وقتل وتهجير في مكان ثالث لماذا هل قتلوا أو سرقوا أم يزعجكم ويغيظكم إنهم يتبعون المسيح يا دعاة التسامح!
و بعد كل هذا لا نرى من يدافع أو يساند المظلومين إلا من باب رفع العتب في الإجابة عن هذا السؤال أو ذاك أو بعض من يقومون بالزيارات تحت إسم الصلوات المشتركة والعيش المشترك والوحدة الوطنية حسبما يقولون للظهور بمظهر المتسامح مثل الذي يريد جمع الذئاب مع الغنم و أظن لا أحد يريد صلوات ودعوات مشتركة كل يصلي في المكان الذي يريد ويدعو بما يريد.
كل الذي يريده المسيحيين و الطوائف الأخرى أن يتوقف المسلمين عن أهانتهم وهدر دمائهم و استباحت أموالهم وأعراضهم وان يعاملوا كمواطنين لهم ما للآخرين وعليهم ما على الآخرين و أن يكون لهم الحق بجميع الوظائف والمناصب من البواب إلى رئاسة الدولة. .
و أن يحق لهم التبشير بدينهم والدعوة إليه أسوةً بالمسلمين أما أن نسمح للكل بالتبشير بديانتهم و دعوة الناس إلى دينهم أو منع الكل أليست هذه هي المساواة والعدالة المهم أن يكون هناك قانون واحد فوق الجميع ويحكم الجميع..
الم يفكر رجال الدين المسلمين والمثقفين التابعين لهم لمصلحة من تطهير المنطقة و إخلائها من غير المسلمين الم يروا إلى أين سيقودهم هذا ألا يرون هذه الكوارث المقبلة لا يوجد حياة بدون تنوع ديني وحضاري وثقافي وبيئي. .
إلغاء الأخر إلغاء للنفس ولن تستطيع في النهاية إلغاء الأخر مهما فعلت.
رغم كل الدكتاتوريات الدينية والقومية على مر العصور ظل التنوع هو الأصل والبقاء أما التفرد والتطهير الديني والعرقي هو الموت و الفناء..
تهديد وقتل و تعذيب و اختطاف وسجن للمسيحيين والطوائف الأخرى لماذا لماذا؟
إن الحكام الذين يدعمون ويتحالفون مع الأحزاب الإسلامية وعلماء التطرف سيأتي اليوم الذي يرون فيه كيف يغدر هؤلاء حتى بحلفائهم إن أي حزب إسلامي يعتبر زعيمه إله وأنه يجب أن يحكم وكل من يخالف هذا الكلام أو يقف في طريقه عقابه القتل و الذهاب إلى جهنم لأنه ضد الله ومشيئته أما من يسمون بعلماء المسلمين فيكفي أن تشاهدهم أو تسمعهم من فوق المنابر وفي الفضائيات لتعلم أنهم يظنون أنفسهم أنصاف آلهة لأنهم يريدون تغيير سنة الله بالكون وهي التنوع والاختلاف وكأنهم يقولون لله عز وجل لقد أخطأت في هذا التنوع ونحن الآن نصحح خطأك.
لن يستطيع أحد أن يفرض على المسلمين علماء يكفرون ويشتمون ويقسمون الناس على أساس ديني و طائفي ويجعلوهم مراتب ومواطنين درجات يعلوا بعضهم فوق بعض ويدخلون من يرضون عنهم الجنة ومن يغضبون عليهم إلى النار..
وفي النهاية يأتي اليوم من يسمون بعلماء المسلمين ليبشرونا بالرسالة الحضارية للإسلام في ظل الانهيار الاقتصادي وما يسمونه الانهيار الحضاري للغرب. بالرغم من أن هذه الرسالة واضحة وضوح الشمس في عالمنا الإسلامي فهي بلون واحد وطعم واحد لوناً قاتماً وطعماً مراً ولا تقبل الأخر إلا إن كان تابعاً ولا تنظر إلى الحاكم إلا كونه إلهاً هذه هي الرسالة الحضارية ولا حاجة لمن يبشرنا بها. .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah