الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموروث العشائري

مليحة ابراهيم

2008 / 10 / 26
المجتمع المدني



كانت ولازالت الاعراف العشائرية تحمل الكثير من رموز التخلف والعقلية البدائية وطريقة التفكير الرجعية وتحمل في طياتها العديد من انواع الجهل بلرغم من انها كانت في بداياتها عبارة عن ثورات على الموروثات القديمة وعلى طريقة التفكير القديمة .واذا ما اردنا اعطاء تعريف بسيط للعشيرة فهي عبارة عن تجمع مجموعة من لافراد تربطهم مع بعضهم رابطة الدم المشترك ورابطة المصالح المشتركة ولاخلاقيات العامة ,ولو اجرينا تتبع بسيط لمعرفة الجذور العشائرية لاولى نجد ان هذة التجمعات محكومة بعامل مهم جدا وهو البيئة فالبيئة في محيطنا العربي مقسومة الى نوعين مهمين هما البيئة الصحراوية وبيئة المدن الزراعية ومن الطبيعي جدا ان البيئة الصحراوية تختلف اختلافا جذريا عن بيئة المنطقة الزراعية فنجد ان البيئة الصحراوية جافة شديدة الحرارة وكل من يعيش فيها يكون بحالة من الترحال الدائم بحثا عن الماء والغذاء مما يعني ان لافراد في البيئة الصحراوية غير مستقرين بمكان معين او طريقة حياة معينة او نمط محددفكل ما موجود محكوم بتوفر المياة والنبات
بينما في البيئة الزراعية حيث وفرة المياة وكثرة لاراضي الزراعية ساعد ذالك لافراد في تعلم الزراعة التي تتطلب لاستقرار والثبات لكي يستطيعوا جني محصولاتهم وبذا فالناس بلمناطق الزراعية يميلون اكثر الى لاستقرار والتنظيم ولانضباط الذي ينظم الحياة العامة بشكل كبير ومع تطور اشكال الحياة ادى ذالك الى تطورالحياة العامة بصورة عامة وبداخل التجمعات الزراعية بصورة اكبر مما ادى الى نشوء المدن وظهورها في التاريخ بينما نلاحظ مثل هذة الظاهرة في المجتمعات البدوية كانت موجودة في الزمن القديم حيث كانت هذة المجتمعات زاهرة ومستقرة بسبب وفرة المياة والزراعة ولكن ما ان قلت المياة وجفت لاراضي وتصحرت المناطق الزراعية حتى تغير هذا الحال تماما
ونتيجة لهذة التطورات ادى ذالك الى ظهور القوانين ولانظمة بشكل بسيط بسبب بساطة الحياة ومع تطور الحياة وتغير اشكالها وظهور عوامل اخرى مؤثرة مثل الغزوات الخارجية الاتية من الصحاري التي تحيط بلمجتمعات ادى ذالك الى تغير الصور بشكل كبير وايضا ادى الى انغراز الكثير من العادات والتقاليد القبلية والعشائرية داخل حاضرة المدن ومع مرور السنين وتوسع التجمعات اصبحت هذة العادات القبلية والعشائرية منغرزة داخل المجتمع وبصورة قوية واصبحت تاخذ اشكال عدة وصور مختلفة لتداخلها مع اشكال الحياة المختلفة ,وعادتا هذة العادات والسلوكيات كانت تخدم البقاء او تعني البقاء في فترة من الفترات فانها مع مرور لايام والسنين وتغير الكثير من اشكال الحياة وانماطها ولذا فقد اصبح من غير المجدي بقائها وبقاء اثارها كما في السابق
ومن هذة العادات عادة الدخالة مثلا والتي كانت تعتبر رمز للكرم والشجاعة ولاحترام مابين ابناء العشائر حيث تساعد على تدعيم لاستقرار بين العشائر التي كانت تعيش على السلب والنهب والغزوا ,اصبح وجودها بلوقت الحاضر شيئا معيبا حيث ان الحياة لم تعد تعني سلبا ونهبا وغزوا بل ان ما يطمح الية الفرد بلوقت الحاضر هو الحياة المدنية وحياة عصريةوعالم متمدن يعيش الكل فية باحترام متبادل واستخدام الحضارة ومقتنياتها بلحياة اليومية والعامة وكذالك اصبح هناك مجالا للكثير من لاعمال للقيام بها بدلا من السلب والنهب والغزو.ولان اصبح هناك قانونا يحترمة الجميع ويسري على الجميع واصبح للافراد المسيئين هناك جهات خاصة تكون مسؤولة عن محاسبتهم وتقويمهم ولذا فان عادة مثل عادة الثار اصبحت عادة غير مقبولة وعلامة على الوحشية ولاسائة الغير مبررة والغير مقبولة ايضا
ومن العادات العشائرية السيئة ايضا هي عادة النهوة على ابنت العم والتي بموجبها يقوم ابن العم بلنهي على ابنت عمة بلزواج من غيرة مهما كانت مشاعرها او مشاعرة فحتى لو كان غير راغب بابنت عمة فانة يقوم بلنهي عليها ويجعلها مرتبطة بة حتى لو كان يهوى غيرها فكبريائة الموروث من نفسة العشائري يمنعه من ان يرفض مثل هذة العادات السيئة وهذة العادة التي هي موجودة في صلب النظام العشائري فهي كانت موجودة لاسباب منها تاكيد قوة العشيرة ومناعتها ولكي يحتفظ ابناء العشيرة بصفاتهم الهامة وحتى لاتضيع صفات العشيرة مابين العشائر ,اما في الوقت الحاضر فنجد ان هذة العادة لم يعد هناك ما يبررها وهذا المقياس في الوقت الحاضر لم يعد عاملا ولا مؤثرا كما في السابق ومع كثرة لامراض الوراثية التي تتناقل داخل العائلة الواحدة اصبح من غير الصحي ولابلمناسب الزواج من لاقارب او من ابناء العشيرة الواحدة فقط اي ان مناعة العشيرة وقوتها اصبحت مهددة ومنتهية بسبب الزواج من لاقارب
ومن العادات العشائرية السيئة هي عادة غسل العار والتي تفضح الوجة الذكوري للعشيرة والنظرة الرجولية المتسلطة والتي لاتختلف كثيرا عن عادة وؤد البنات التي كان الرجل يمارسها بلعصور الجاهلية السحيقة بل هي لامتداد الطبيعي لها ,فكان رجل العشيرة يقوم بقتل بناته وهن صغيرات وذالك بدفنهن وهن احياء لكي لايوصم بلعار بهن بعد ان تسبى قبيلتة وياخذن بناتة سبيات الى عشيرة اخرى في حين انة يتفاخر بشجاعتة وبرجولتة عند سبي القبائل لاخرى و اخذ بناتهن سبايا ,ومن المعروف ان رجل البادية هو رجل همجي وقاسي واحد اسباب هذة القسوة والهمجية هو قساوة الحياة وصعوبتها بلصحراء على عكس الحياة بالاماكن الوفيرة المياة حيث سكانها اغلبهم يشتغلون بلزراعة التي تعلم الصبر والجد في بذل المجهود ولاقتصاد للحصول على الثمر بينما يكون جهد رجل البادية منصبا على القتال والسبي والغزو وذلك لقلة المياة وقلة المساحات المزروعة حيث ان الصراع من اجل البقاء يجعلة همجيا وقاسي وصراعة مع غرائزة يجعلة سلابا للنساء
وفي علم النفس ان في التجمعات البشرية ما يقود لانسان هو العقل الجمعي حيث ان لانا تكون مستندة علية وتستخدم كل مقوماتها وكبريائها ومعاني وجودها من خلالة ولذا فان الفرد يتصرف بسلوكيات مشابهة لسلوكيات افراد العشيرة ولايستطيع ان يشذ عنها الا بحالات نادرة عندما تكون لانا بداخل الفرد اكبر من تاثير العقل الجمعي او عندما يعيش الفرد في حالة حب ,حيث ان الحب والعقل الجمعي لايجتمعان بوعاء واحد
ولان حالات لانا الواحدةمتفردة ونادرة جدا نلاحظ تواجد حالات كهذة عند لاذكياء والعباقرة بكثرة ولذا نجد ان اناس امثال هؤلاء يكونون نادرين الوجود فامروء القيس شاعر متميز وحدة وليس كل الشعراء متميزين مثلة ,ولان الحب يعني الكثير من الرقة والعذوبة ولان حياة العشائر حياة قاسية جدا ايضا كان ظهور الحب امرا نادر الحدوث فمجنون ليلى شاعر واحد وليس كل الشعراء مثل مجنون ليلى بلرقة والعذوبة
ولذا فان العقل الجمعي هو ماكان يقود هذة المجتمعات القبلية العشائرية
وفي المجتمعات الزراعية نلاحظ ان شكل العشيرة ومنطقها اخذ شكل مختلف تماما فالعشيرة غير محكومة بلسلب والنهب او الغزو ولاتعبر الفتاة بها شيء معيب او مخجل فالمجتمع الزراعي هو مجتمع يمثل البداية الصناعية للحياة وكما هو معرف ان المجتمعات الصناعية هي بحاجة دائمة لليد العاملة لتساهم في لاعمال الصناعية سواء القاسية منها والصعبة او السهلة والبسيطة ولذا فان المجتمعات الزراعية كانت تفخر بكثرة لاجناب وتزيدة بكل لاشكال وبدون التمييز بين ذكر او انثى
وهناك عوامل خارجية اخر كثيرة تكون مؤثرة حيث ان المجتمعات الزراعية هي التي تبدأ بلتمدن وبلنظر الى الحياة بشكل مختلف ولذا فان المشاكل الموجودة فيها تختلف جذريا حيث ان صراع رأس المال يأخذ شكلا اخر والصراع بين القديم والجديد يأخذ صورا مختلفة .وفي مجتمعاتنا نلاحظ ان هناك عامل اخر مؤثر هو عمليات الغزو المستمر من قبل ساكني الصحراء مما يؤدي الى تداخلهم مع هذة المجتمعات بشكل من لاشكال وتداخل قيمهم مع قيم الحياة المدنية المتحضرة .وايضا ان المجتماعات الزراعية اي العاملين بلزراعة يكثر بينهم الجهل والتجهيل من قبل المالكين الحقيقين فهم محكومين بقوانين وانظمة العمل لاقتصادي فما هو مهم هو رأس المال وكيفية الحصول علية وبذا اصبح تداخل المجتمعات الصحراوية مع المجتمعات الزراعية كبيرا وانتج قواعد اجتماعية وسلوكيات عامة تتناسب مع هذان التركيبان والعامل المؤثر لاخر ايضا هو الدين والنظرة الدينية داخل المجتمع فهي ايضا عبارة عن قوانين وانظمة ثابتة لاتقبل التغيير في حين ان طبيعة الحياة هي التغير المستمر وان الثبات لايحمل نفس المعنى الذي تتحدث بة مثل هذة المجتمعات فالقيمة العليا في الحياة هو لانسان والثبات هو للانسان ولذا فأن المجتمعات المتمدنة تنبذ الكثير من هذة العادات والسلوكيات حيث ان اشكال الحياة ومعانيها تبدوا بشكل يختلف كثيرا عن البدايات
وفي الختام ان اشكال الحياة وبداياتها هي شيء مهم وضروري فلكل شيء بلوجود بداية ولكن عملية البقاء عن هذة البدايات فقط هو تفكير خاطئة ويؤدي الى لانقراض البطيء ويؤدي الى التعطيل المستمر لقدرات ومواهب ابناء المجتمع مما يؤدي بلتالي الى تخلف المجتمع باكملة حتى لو كان هذا المجتمع صاحب بدايات مشرفة ويملك تاريخا مشرفا تتمنى كل الشعوب ان تمتلكة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق


.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا




.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي