الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لإعادة انتاج ( ثقافة) سكين الثورة البيضاء!!!!!!!! محمد دبدب أحد دعاتها

فاروق صبري

2008 / 10 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في معهد الفنون الجميلة الكائن مقابل وزارة الصحة سابقا والقريب من باب المعظم وفي عام 1970 ( أنتهك) طالب في القسم التشكيلي نافع الخطيب ( أمن الوضع الطلابي ) حينما تحدث مع طالبة زميلة لها في القسم واعطى لها نشرة كانت الجبهة الديمقراطية الفلسطينية التي كان يترأسها في حينها ( المناضلان) نايف حواتمة وجورج حبش وبعد دقائق من هذا ( الانتهاك) الخطير تحرك (مناضلو ورفاق ) الاتحاد الوطني والبعث وهم يتوجهون ويتراكضون في كل جهات وزوايا وقاعات وغرف التدريس وباحة المسبح كي يلقوا القبض على ( المجرم ) الخطيب ويعطوه دروسا لا تنسى وتعوّضه عن دروس الفن التشكيلي !!!!!!!!!
وعند بوابة المعهد الحديدي الكبير المطل على ساحة صغيرة تمكن ( المناضلون والرفاق) مسك ( المنتهك ) ومحاولة سحبه الى الداخل ، اي الى غرفة ( النضال الطلابي) ، كنت حاضراّ ومعي عامر خليل في هذا المشهد ( النضالي) ، ولكوننا من أقرب أصدقاء الخطيب ومن زملائه في الاتحاد العام لطلبة العراق حاولنا التدخل بشكل مسالم يوحي وكأننا لا نعرف ( جريمة ) الخطيب ووسط زوبعتهم ( النضالية ) ومخاطبتنا الودودة والزمالة انفلت الخطيب من بين ايدي ( الثورة البيضاء) مهرولاّ كحصان يكره التدجين وأوقف سيارة تاكسي وأنا وعامر خليل غادرنا بناية المعهد بسرعة وفي المساء وعند مقهى المعقدين التقى بنا بعض زملاء المعهد وقالوا :"أفضل لكما أن تغيبا أيام عن الدوام لأن يخشى بأنهم عرفوا سبب تدخلكما وعرقلتكما للاقتناص من ( المجرم ) ويستحسن يا فاروق أن لا ترجع الليلة إلى الداخلي"...
والقسم الداخلي كان في راغبة خاتون ، وبعد سهرة طويلة على كورنيش أبو نواس توجهت إلى كراجات كركوك وأنا مثقل بالجوع والقلق والوحشة و...........الحسرة على أيام أكون بعيداّ عن الدراسة وبدري حسون فريد والمسرح وطارق العذاري وشارع الرشيد والباص الأحمر" أبو الطابقين" مع أن أمي الحنونة ستكون سعيدة وهي تسكن مطبخنا الصغير وتناديني بصوتها الملائكي : اي يمه اليوم راح اسوي دولمة ، اي انت تحبها هواية.................
ومع بزوغ شمس بغداد تحركت السيّارة صرت أترنم بصوت غير مرتفع لكنه مسموع:
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، والظلام
- حتى الظلام – هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
وبعد أيام قلائل رجعت إلى بغدادنا ، ليلا وصلت وتوجهت وأنا خائف ومتوجس ما سيحصل إلى القسم الداخلي وقبل أن أضع قدمي على الدرج الذي يقودني إلى الطابق الرابع حيث مكان منامي وسكني رأيت نافع الخطيب مرمياّ على الأرض وهو يئن واندفعت نحوه وبخوف مريع وأنا أنظر إلى الأعلى والجهات متمنياّ أن لا يراني أحد (مناضلي ) الثورة البيضاء مع هذا (المجرم ) الذي عوقب عقاباّّ شفافاّ لا يرتقي الا كخطوة أولى في طريق البناء الثوري ، اذن لابد أن تأتي الخطوات الثورية لتأديب وتأهيل الخطيب الذي صرخ بشكل مكتوم : ولك داد يمكن اصايع ايدي كلها متمزقة ، بالسكين ضربوني وصلني للمستشفى ..........
طبعا هذا منجز بسيط ونقطة صغيرة في مستنقع المنجزات والتي حاول اخفاءها أو تبريرها أو تشريعها محمد دبدب تارة بتاتأته وتارات اخرى باستعراض بطولاته ونقاوته وديمقراطيته وحبه واخلاصه لمن ضايقوه واستفزوه ووقفوا ضده وضد اتحاده بالكلام والفعل والموقف وكان أيضاّ يستميت في اعادة اعلان عقائديته للحزب والاتحاد الوطني قوة طليعية والمخابرات وعبوديته للقائد الذي (برأه ) وأنقذه من مذبحة القصر الجمهوري المشهورة ولم ينقذه من وسام العبد الذي شَخَرَ في صوته وحركته ومفرادته المتكررة ومعلوماته المتهرئة وهذا أيضاّ من منجزات الثورة البيضاء التي يريد محمد دبدب ومن معه من أقلام ومناضلين وأصوات المقاومة الشريفة !!!!!!!!!! في المحطات الفضائية والمنابر الاعلامية اعادة انتاج ( ثقافتها) اليوم والأخيرة فرشت _ وهي في ذروتها وغبائها وعنجهيتها_ البساط الأحمر عبر جهات الحدود الستة تحت أقدام وعقائد ودبابات الأميركان وذيولهم ممن يحملون الجنسية العراقية والسنة الوهابين الظلاميين والشيعة المتخلفين من خريجي القم .
حضر دبدب بإسمه كرئبس للاتحاد الوطني وبتأتأته وتخريفاته ولم يحضر التاريخ الا مبتورأ ومجتزأً وملتبساً عبر حلقتين- كانت اليوم 25|10|2008 الحلقة الثانية- من برنامج للتاريخ والذي قدمتها البغدادية عبر اسبوعين قادهما الدكتور حميد عبدالله بتساؤلاته الصبورة والخجولة والمؤدبة والتي وأن دعت تاريخاً مدمياً ومثقلاً بالوجع والحلم لكنها لم تلمح الا قليلاً إلى اليد الحاملة للسكين وهي تذبح أعمارنا وأحلامنا ووعينا لزمن امتدد أكثر من ربع وقبل أن تسقط تلك اليد في ساحة الفردوس سلمت السكين إلى أيادي الظلام والتخلف والغزاة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24