الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريئ من دم يوسف

الحيداوي احمد

2008 / 10 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


الحديث عن إصلاح واستقلال القضاء والمحاكمة العادلة،كلام يسيء إلى الجهاز القضائي بنوعيه القضاء الجالس والقضاء الواقف،لسبب واحد ليس هناك قضاء.،فالعلة في انعدامه في القضايا السياسية.وكما يقال أن العدالة تخرج من الباب الأمامي لقاعة المحكمة عندما تدخل السياسة من الباب الخلفي.وهنا تكمن عقدة غياب العدل في مثل هذه المحاكمات.
بعرض قضية الصحافي الحيداوي عبد الفتاح على أنظار محكمة سلا بعد قبول المجلس الأعلى للقضاء بطلب الطعن.كان الجميع ينتظر من الهيئة القضائية الجديدة أن تصحح أخطاء المحاكمات السابقة،والتي كانت أحكامها غير معللة. حيث توبع من اجل عدم التبليغ عن جريمة إرهابية بثماني سنوات ابتدائيا واستئنافيا.
بدأت أطوار هذه الحكاية بجلسة في مقهى بمدينة سلا يوم 26/2/2006.ولمدة لا تزيد عن 20دقيقة.جعلت منها الفرقة الوطنية جلسة لتكوين عصابة إجرامية لارتكاب أعمال إرهابية:
بالنسبة للمغرب نجد:
- السفارة أو القنصلية الأمريكية كما هو مدون في المحاضر.
بالنسبة لفرنسا
- خط المترو رقم 14 بالعاصمة باريس
La défense - المركز التجاري ،
DST مقر إدارة مراقبة التراب الفرنسي -
المطعم المقابل لمقر إدارة مراقبة التراب الوطني، الذي يتردد عليه أغلبية موظفي هذه الإدارة.
بالنسبة لايطاليا
- عملية تفجير محطة الميترو بمدينة ميلانو.
- كنيس بمدينة بلونيا بايطاليا بها صورة تسيء إلى النبي صلى عليه وسلام ، كما هو مدون في المحاضر.
- ضرب دولة الدنمارك وكذلك حلف الناتو.
إذن في ظرف 20 دقيقة والتي ليست كافية حتى لعملية التعارف،ستجعل منها الفرقة الوطنية جلسة عمل يقوم فيها المعتقل الحيداوي عبد الفتاح بعرض خطتين لضرب القنصلية الأمريكية بالرباط.
الخطة الأولى : عن طريق تفجير شاحنات مملوءة بالمتفجرات.
الخطة الثانية:عن طريق وضع المتفجرات في قنوات الصرف الصحي، حتى تتمكن المتفجرات من نسف القنصلية بالرباط.
بالنسبة لفرنسا وايطاليا ودولة الدنمارك وحلف الناتو،فلم ترد أية معلومات في محاضر الفرقة الوطنية عن الكيفية والأشخاص سواء في الداخل أو الخارج الذين سيقومون بهذه العمليات،والتي لن يستطيع جيش نظامي القيام بها.
بقليل من التمعن سيلاحظ القارئ أن الفرقة الوطنية تعمدت خلط الأوراق، وهذا الخلط اسقط مبدع هذا السيناريو في أخطاء فادحة، كالخطا في عنوان القنصلية حيث أصبح مقرها الرباط في هذه القضية عوض الدار البيضاء،وتاريخ القيام بالعملية هو1/1/2006،في حين جلسة التخطيط للعملية بالمقهى كانت في يوم 26/2/2006.التخطيط في الحاضر للقيام بعملية التفجير في الماضي.أي تاريخ العملية سابق عن تاريخ الاتفاق والتخطيط للعملية.
أما الحديث عن الشاحنات وأرقامها وأصحابها وسائقيها،لم تستطع خلقهم لا الفرقة الوطنية، ولا المخابرات الأمريكية بما أنها معنية بالهجوم على مقرها. ليبقى الحديث عن الشاحنات كلام مجانين وتلفيق غبي.
وتأتي خطة النفق الصحي كخطة غريبة وخيالية، بغض النظر عن المكان هل الرباط أم الدار البيضاء.الذي وضع الخطة نسي أن الهيئات الدبلوماسية الأمريكية في المغرب تضع حواجز وحراس عن بعد،إلى درجة يتم استعمار ممرات وأماكن،لا يمكن لمثلي ومثلك المرور بقربها فبالأحرى البحث عن مصرف صحي بجوارها.دون الاستغناء عن العيون البشرية والالكترونية هذا من جهة.ومن جهة أخرى نسي عبقري هذا التصميم البليد،أن المصرف الصحي في المغرب لا يتسع حتى للجرذان. فكيف يمكن جعل مثل هذه القنوات الصحية ممرات لوضع المتفجرات؟.
وصلنا للمتفجرات التي هي الركن الأساسي في الجريمة، لم تجد الفرقة الوطنية إلا تخريجة واحدة لهذه المعضلة. حيث دونت على شكل اعترافات المعتقلين،أن المتفجرات سيأتي بها الجزائري عامر الأعرج من الجزائر.
وهذه بدورها تلفيقة حمقى،حيت جاء في تقديم الفرقة الوطنية أن المعتقل التونسي محمد بن الهادي مساهل والمغربي عبد الغني عويويش،كانوا مراقبين من طرف الفرقة الوطنية بعد إشعارها من طرف نظيرتها الأوروبية في إطار التعاون الدولي في محاربة الإرهاب،ومع ذلك لم تكن جلسة المقهى مراقبة.مما يطرح أسئلة من قبيل :
- لماذا انتظرت الفرقة الوطنية عدم اعتقالهم حتى مرت جلسة المقهى؟.ولماذا لم تعتقل الحيداوي عبد الفتاح في حالة تلبس؟ولماذا انتظرت حتى يختفي المسمى عامر لعرج الجزائري بمدة حتى تباشر تفكيك الخلية؟. بل لماذا لم تنشر صوره التي احتجزت عند التونسي وقت اعتقال أفراد الخلية؟.
هذه الأسئلة وغيرها،[ كجعل جلسة المقهى جلست سرية وهي في مكان عمومي، وتقديم الحيداوي من طرف صديقه باسم مستعار لضيوفه كلها تفاصيل تناقض الواحدة الأخرى،فالجلسات السرية للتخطيط لا تكون في مكان عمومي وخصوصا المقهى،وبالقرب من مبنى دائرة الشرطة،والتقديم باسم مستعار يتنافى مع القول في حضور جلسة سرية للانخراط في عمل جهادي].نعم هذه الأسئلة تزيد من قناعتنا أن المقصود من خلط الأوراق هو صنع حدث إعلامي موجه للخارج لخدمة أغراض سياسية، ويتجلى هذا في الاختيار الدقيق للاماكن الأوروبية وفق أحداث معينة في التاريخ نفسه أي مارس 2006.
- بالنسبة لفرنسا في مارس 2006 كانت مشغولة بشان داخلي هو انتخاب الرئيس المقبل لفرنسا.في وقت كان الرئيس الفرنسي السيد جاك شيراك يصعد من لهجته عن تدهور الأوضاع في العراق، وإظهار قلقه بالنسبة للسياسة الأمريكية وانعكاساتها الغير محمودة على العلاقات الدولية.لكن الإعلان عن تفجير موقع المخابرات المدنية الفرنسية هو رسالة واضحة لفرنسا في إبعاد المقاربة الأمنية التقليدية في حربها على الإرهاب،إذ اعتمد عمل المخابرات المدنية الفرنسية في التصدي و إفشال أي عمل إرهابي على أراضيها، مقابل عدم اهتمامها بعمليات الاستقطاب التي تحصل على أراضيها وسط الجاليات العربية المسلمة وخصوصا المغاربة.وهذه العملية كانت تراقبها المخابرات المغربية بنوع من القلق بل أحيانا تحرجها مع حليفتها أمريكا،وخصوصا مع ارتفاع وثيرة المقاومة وتكبيد القوات الأمريكية خسائر في العراق.
- بالنسبة لايطاليا:كان خبر تفكيك الخلية الإرهابية المسماة خلية التونسي هدية من المغرب لحليف أمريكا السيد برليسكوني رئيس الوزراء الايطالي أثناء حملته الانتخابية،حيث صرح وقتها في تجمع انتخابي شعبي بنجاح المخابرات الايطالية في إفشال هجمات إرهابية ضد الايطاليين.
- بالنسبة للدنمارك: استغل خبر تفكيك خلية التونسي لتصريف موجة الغضب الشعبية أمام سفارتها في الدول العربية و الأوروبية،على خلفيات نشر بعض الصحف الدنماركية لبعض الرسوم الكرتونية عن الرسول(ص).
يظهر من خلال الوقائع التي قدمنها كما جاءت في محاضر الفرقة الوطنية[وما تضمنته من أخطاء في التوقيت والمواقع التي ثم اختيارها وشكل العمليات وطريقتها قديمة كتفجير خط الميترو]،كان يخدم مصلحة سياسية معينة بالنسبة لهذه الدول كما وضحنا،مما لا يدع معه الشك أن المواقع كانت مبرمجة مسبقا.
وإلا بماذا سنفسر القول بضرب هذه المواقع الأوروبية دون إعطاء معلومات أو تفاصيل مدققة من طرف المعتقلين، كيف؟ ومتى؟ ومن سيقوم بالعملية؟.أتدرون لماذا؟ لان القول بضرب حلف الناتو دون ذكر موقع محدد هو ضرب من الجنون،وكذلك دولة الدنمارك من طرف ثمانية أشخاص، و لا واحد وطئت قدمه هذه الدول، ماعدا التونسي محمد بن الهادي مساهل مهاجر في ايطاليا والمغربي عبد الغني عويويش مهاجر في فرنسا.
كذالك الدول المستهدفة بهذه الأعمال الإرهابية لم تكن لها إنابة قضائية،إلا ايطاليا التي أرسلت فرقة تحقيق استمعت للمعتقل التونسي محمد بن الهادي مساهل ثم رجعت دون شيء يذكر.وفي نفس السياق لم يتم اعتقال أفراد جدد مغاربة على خلفية تفكيك هذه الخلية كعناصر منتمية لها في هذه الدول الأوروبية.وهذا دليل أخر عن خلية في مراحلها الأخيرة لتنفيذ عمليات إرهابية بدون منفذين، مما يثبت أن المواقع أقحمت ولفقت للمعتقلين للغرض الذي سبق أن بيناه أعلاه.
أما التوظيف الداخلي للخلية لم يكن مطلوبا إعلاميا أكثر من توظيفه خارجيا، رغم كون خلية التونسي تعد من خلال التهم الموجهة لها،كما هو مدون في محاضر الفرقة الوطنية، اخطر خلية إرهابية بالمغرب من حيث:
1- الأماكن المزمع تفجيرها داخليا وخارجيا.
2-ارتباطها بتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن. والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة.
3- وجود التونسي والجزائري الذي ظهر ثم اختفى إلى يومنا هذا.
بعد هذا اللقاء في المقهى أصبح المتهم الحيداوي عبد الفتاح
- - منسق عام للسلفية الجهادية في المغرب، وهذه التهمة هي أصل براءته،حيث يفترض أن تكون السلفية الجهادية تنظيم معلوم أو سري حتى يكون لها منسق عام.الجانب الثاني بما انه منسق سيكون بطبيعة الحال اسمه متداول أي معروف بين المعتقلين قبل اعتقاله أو بعد اعتقاله،وما يقرب عن ثلاثة سنوات لم تستطع المخابرات المغربية ولا الفرقة الوطنية إيجاد دليل واحد لإدانته.وهذا أيضا يطرح إشكالا أخر إما أن كل المعتقلين ليسوا سلفيين جهاديين،بما أنهم لا يعرفون منسقهم العام، وإما المعتقل الحيداوي عبد الفتاح ليس سلفي جهادي وليس منسق؟.
- القول بأنه قائد الجماعة المقاتلة المغربية فهو كلام مردود.جماعة واحدة ولها أكثر من قائد،والأغرب من هذا قائد يعتقل بدون أفراده أي بدون أتباعه أي بدون عناصر منتمية للجماعة المقاتلة.
- القول بكونه مستقطب(بكسر الطاء) لم تجد الفرقة الوطنية فردا واحدا مستقطبا طول مدة اعتقاله.
- مخطط لعملية القنصلية بالرباط و لا دليل واحد على ادعائها.
أن خلط الأوراق في هذه القضية، انعكس سلبا في المتابعة القضائية،إذ نجد بعد التكييف الجنائي للقضية من طرف النيابة العامة، في حق المعتقل الحيداوي عبد الفتاح تهمة عدم التبليغ ،بعد الديباجة المعروفة في قضايا الإرهاب.
يبقى السؤال في هذه القضية حسب التهم السالفة، ما معنى تهمة عدم التبليغ؟.
هل يبلغ عن جريمة لم تقع ،أم عن أناس لم يسبق معرفتهم، أم عن نفسه بما انه مدان بالتخطيط لتفجير القنصلية الأمريكية ومنسق عام للسلفية الجهادية وقائد الجماعة المقاتلة المغربية حسب محاضر التزوير والاعترافات الملفقة. أليس هذا دليل قوي على براءته؟؟؟؟؟.
بعد المداولة نطق السيد رئيس الهيئة بالحكم على الحيداوي عبد الفتاح ب 4 سنوات.
ويبقى السؤال:
1- من ثماني سنوات إلى أربعة،هل هو تصحيح حكم؟إن كان نعم في أي اتجاه؟.
2- هل من كان سيقوم بهذه الأعمال كما جاءت في محاضر التزوير يعاقب بثماني سنوات؟ إن كان العكس؟. فمادا نسمي هذه الأحكام؟وماذا نسمي العقوبة السجنية المقضات؟ وماذا نسمي السجين الذي يقضي هذه المدة ظلما..... ؟؟؟؟؟.
3- ما معنى مثل هذه الاتهامات الشفوية والبلهاء في قضايا جنائية،حيث يجد المتهم ودفاعه من الصعوبة بمكان نفي اتهامات حمقى وبدون دليل؟.
مثل هذه الوقائع وغيرها نلمس فيها الإرادة الحقيقية عن الشعارات المرفوعة، فمحاكمة المعتقل الحيداوي عبد الفتاح والآلاف من المواطنين، عفوا، من المغاربة، تعتبر محكا صادقا عن النوايا الحقيقية لكل إصلاح مزعوم.مقابل من يقتل في هذا الوطن لا يستطيع القانون أن يطاله لاحتمائه بأسوار القصر،والأبرياء في السجن بتهم عارية من كل دليل.أليس معنى هذا أن المواطنة امتيازا، والانتماء للوطن درجات؟.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العثور على مواد مخدرة بفرع المخابرات في مطار المزة


.. مراسل العربية محمد هارون: تدمير مطار المزة العسكري في دمشق ب




.. ترمب يتعهد بإلغاء منح الجنسية التلقائي للمواليد في أميركا


.. من مدينة سانتا في لابلاند.. بابا نويل ينطلق لتوزيع الهدايا و




.. سوريا ما بعد الأسد... ديمقراطية أم عودة للديكتاتورية؟| المسا