الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغة الحوار ام لغة الاقصاء ؟

رفعت نافع الكناني

2008 / 10 / 29
المجتمع المدني


هل نستطيع ان نؤشر الى ان غياب الحوار والتسامح وابتعاد الرؤى قد ميز الفترة الماضية التي تمتد الى اكثر من نصف قرن من تاريخنا المعاصر ؟ حيث ان الطابع المميز والظاهر، يبين ضراوة وقسوة الصراع بين مختلف التيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كلا يريد ان يثبت قيًمة ومفاهيمة التي يعتقد بها، ويطمح ان يسٌير المجتمع ومؤسساتة المختلفة وفق المنظور الذي يعتقد بة ، من دون يسمح او يتفاعل مع الراي الاخر، وألاخذ ببعض ارائة وطروحاتة التي يمكن ان تتلاقى معة وبطريقة سلمية. اننا في مجتمع سريع النمو والتطور، ويتأثر بما يدور حولة من تطورات سريعة لايمكن اللحاق بها اذا بقينا نؤمن ونثقف بهذا النوع من التفرد والهيمنة . فنحن لانريد من الفرد او المجموعة ان تتعلق بجميع الرؤى والافكار والنظريات المطروحة على الساحة في وقت واحد، حيث ان الكثير من هذة الافكار والنظريات تناقض بعضها البعض، والتي تصلح لهذة الفترة يمكن ان لا تصلح بل تتقاطع في المستقبل . اضافة الى ذلك ان البعض من المتحمسين لرأي معين يتمسكون بة وباصرار، وكأن مسالة الاختيار هذة تتعلق بالذوق او الموديل . فنحن نعتقد ان الاصرار على تلك المبادئ والرؤى يبدو شيئا جميلا ورائعا، الا انة لايمثل الحقيقة الشاملة والنهائية، فالذين ليس في وسعهم ان يبصروا ابعد مما يعتقدون بة، لا يمكنهم من التفكير والعمل المشترك مع الرأي الاخر...ان الطرق المتعددة والتعامل المشترك يمكن ان تنشأ عنها مواقف وافكار جديدة تعمل بدورها الى نوع من التغيير والتجديد.
اذن ليس في الامكان التأكد من مستقبل اية تجربة انسانية من دون معرفة اهداف ونتائج التغيير. حيث ان اتساع نطاق معرفتنا وتعمقنا في تحليل ما يحدث سوف يوفر لنا فرصة افضل نسترشد بها في تصرفاتنا الحاضرة لادراك اهداف المستقبل، فالتمسك بعدد من الخيارات والحلول يمكننا من ان نؤخذ بها او تحسينها او نبذها وأستبدالها بغيرها. اي يجب علينا ان نقرر النتيجة بأساليبنا الديمقراطية في الحالات التي يتعذر فيها الاتفاق على الاهداف لمواجهة عملية التغيير وما يصاحبها من نتائج غير متوقعة. من هنا نود ان نسأل ما هي اساليبنا الديمقراطية ؟ هل هي الاعتراف بالآخر وفسح المجال لة لدخول لعبة الانتخابات ، واقصائة عندما تكون نتائج الصناديق في غير صالحة في الوقت الحاضر... ام ان هناك لغة تحاور وحوار لمعرفة أسس العمل المشترك القائم على التفاهم والتواصل للوصول الى رؤى مشتركة، يمكنها ان ترشدنا وتبصرنا لنقطة الهدف المشترك، بالرغم من تنوع طرق التثقيف وانماط التفكير وتباين الثقافات. من هنا نؤكد على اهمية لغة الحوار ولغة التفكير الحر المتجرد، بعيدا عن ثقافة الانصياع والخضوع التي تحول دون السير في طريق التقدم ومواكبة لغة العصر لتحقيق الرفاهية والحياة السعيدة لشعب عانى وضحى اكثر مما يستوجب ... !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر