الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران وهبوط سعر النفط

طارق قديس

2008 / 10 / 29
المجتمع المدني


فيما أسعار النفط تفاجئ الجميع بالهبوط تحت سقف 100 دولار بعد ارتفاعها الجنوني إلى الـ 150 دولار أمريكي في أواسط العام الحالي، فجَّر وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري يوم السبت الموافق 04/10/2008 في المؤتمر الاقتصادي المنعقد في طهران مفاجئة في وجه الحاضرين عندما قال: "سعرٌ يقل عن 100 دولار لا يناسب أحدا، لا المنتجين ولا المستهلكين"، وذلك بدون إعطاء تفسير واضح للجملة المبهمة التي ألقاها بكل هدوء.

ربما نفهم لماذا يضر انخفاض سعر برميل النفط إلى أقل من 100 دولار المنتجين في العالم ومنهم لإيران، ولكن ما لا يمكن أن نفهمه هو لماذ يضر هبوط سعر البرميل المستهلك! فالمنتجون أي الدول المصدرة للنفط هم مستفيدون لا محالة من أية زيادة في الأسعار، لأن الزيادة تعني فائضاً في المدخلات إلى خزينة الدولة، والتي بدورها - أي الدولة - تقوم بتزويع الفائض من الدخل بالشكل الذي تراه مناسباً، فهي يمكن أن توجه تلك المدخلات إلى المجال العسكري، وربما إلى بناء منتجعات سياحية، وربما إلى جيوب المسؤولين، وإلى نواحٍ أخرى، آخرها هو المواطن، لذا فالدولة دائماً هي المستفيد من ارتفاع الأسعار، والمواطن هو المتضرر، ولكن تتفاوت نسبة تضرره من بلدٍ إلى آخر، فارتفاع سعر برميل النفط سيؤثر بالضرورة على أسعار السلع الغذائية، وأسعار وسائل المواصلات محلياً ودولياً، الأمر الذي يعني أن المواطن أينما كان سيكون متأثراً بتلك التقلبات، حتى لو كان ذلك المواطن يقطن في واحد من أكبر البلاد المنتجة والمصدرة للنفط في اوبك، وأعني إيران.

ولعل الشيء الواضح من كلام سعادة الوزير هو حزنه الشديد على فقدان ذلك الفائض في خزينة الدولة، والذي لا يعني شيئاً سوى فقدان المزيد من تركز فائض الانتاج فيها، خاصة إذا ما علمنا أن إيران تنتج رسمياً قرابة 4 ملايين برميل في اليوم الواحد، حيث أن اقتصادها يقوم بالأساس على صادراتها من النفط التي تشكل جوهره العام.

وإنا إذ نسمع مثل هذا الكلام من شخصية سياسية إيراني لها وزنها لندهش بالفعل، لأن ما يدل عليه الكلام هو الاهتمام فقط على المنافع المتأدية فقط لخزينة الدولة، دون الأخذ بالاعتبار أن الدول المنتجة للنفط هي قلة، والمستهلكة هي الأكثرية، أي أن معظم مواطني العالم هم متضررون من ارتفاع الأسعار، لذا فلم يكن حرياً به أن ينظر فقط إلى الرقم الخاص بأرباح إيران من الفروقات السعرية، وإنما إلى الضرر الذي سيقع على كاهل البشر في كل العالم إذا ما واصل النفط الارتفاع .. خاصة وأننا نعرف أن المواطن أينما كان هو الضحية الأولى والكبرى للتقلبات في أسواق النفط على الدوام.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800