الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصرالنازيين الجدد

طارق قديس

2008 / 10 / 30
المجتمع المدني


في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية صفحات لا يمكن لأي مواطن ديمقراطي التوجه أو جمهوري أن ينساها لأنها تحمل له لحظات دموية لا يستطيع حتى تقادم الزمن أن يموحها من ذاكرة الأيام، فمن يمكنه أن ينسى الفترة الجنونية التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية في الستينات من القرن العشرين فطالت الاغتيالات شخصيات لها وزنها في قلوب الناس، فقتل الرئيس جون كيندي في عام 1963، وتبعه ملكوم إكس عام 1965 ثم مارتن لوثر كينغ عام 1968 ، فروبرت كيندي شقيق الرئيس روبرت كيندي كذلك في نفس العام، عام 1968؟

إن فترة الاغتيالات المنظمة التي استطاع الشعب الأمريكي أن يقفز عنها بمهارة في أربعين عاماً تشاء الأقدار في هذه الأيام أن تحييها من جديد، وأن تعود إلى الواجهة بعدما تم الإعلان عن كشف مؤامرة خطط لها شابان من النازيين الجدد لقتل مرشح الرئاسة الديمقراطي الأسود باراك أوباما إضافة إلى 102 آخرين من السود.
فنبأ الكشف عن خطة الاغتيال فاجأ الجميع، لأن أحداً لم يتصور أن مثل هذا التيار لا يزال موجوداً في المجتمع.

ولعل أسوأ ما في الأمر هو بقاء العامل العنصري كسبب رئيسي وراء خطة الاغتيال، فلطالما كان اللون هو السبب، كما هو حاصل اليوم تماماً، وما أشبه اليوم بالأمس، وهو ما يعني أن أربعين سنة من التطور، والانتقال من الحرب الباردة إلى العولمة لم تستطع أن تمحو من أذهان كثير من الأمريكيين البيض نزعة الفوقية اللونية بينهم وبين إخوانهم من أصحاب البشرة السمراء والسوداء على حدٍّ سواء، فكل تلك السنوات من التقدم قد ظهرت وكأنها هباء منثور.

وإنه ليس من المستبعد أن يكون بروز هذه الفئة من المتعصبين مرتبطاً بوجود المحافظين الجدد في السلطة، لأن وجود مثل هذا التيار اليميني المتعصب سيؤدي بالضرورة إلى ظهور نزعات متعصبة دينية وعرقية في المجتمع، تساهم بشكل مباشر في زعزعة أركانه، فيكون التطرف الديني بذلك عاملاً مهماً في تقويض أسس البناء الديمقراطي النسبي في المجتمع الأمريكي.

فالنازيون الجدد هم في حقيقتهم ليسوا بجدد، وإنما هم أحفاد النازيين القدامى في المجتمع الأمريكي، أحفاد من عملوا على زرع الفتنة بين أبناء الشعب الأمريكي الواحد في الماضي، وها هم يقرعون طبولهم في بدايات القرن الحادي والعشرين في الولايات المتحدة الأمريكية وكأنهم يرغبون بالقول لكل من ظنوا أنهم ماتوا: لا تظنوا أننا متنا، نحن مازلنا على قيد الحياة!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800