الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في صميم الجدل الدائر حول تصريحات أدونيس

سعيد هادف
(Said Hadef)

2008 / 10 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بعد زيارة الشاعر السوري أدونيس للجزائر بدعوة من المكتبة الوطنية، أثارت تصريحاته حفيظة الوزير السابق للشئون الدينية، والرئيس الحالي لجمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمن شيبان فأصدر بيانا وصف فيه أدونيس بالإباحي والملحد واعتبر بيان الشيخ شيبان أن ما قاله أدونيس عبارة عن تعد صارخ على الإسلام وأنه تطاول على الإسلام وعلماء الإسلام في أرض الجهاد والاجتهاد، أرض المليون ونصف المليون شهيد، وفي رحاب المكتبة الوطنية الجزائرية (ذاكرة الأمة)". وقد أثار بيان شيبان حفيظة صحف كثيرة استنكرت ما ورد في البيان ورأت فيه دعوة لتصفية الخصوم والمعارضين، أو استعمال الأخلاق والدين لتقسيم المجتمع". وتعاظمت كرة الثلج لتتحول إلى قرار تم بموجبه إنهاء مهام المدير العام للمكتبة الوطنية، الدكتور أمين الزاوي، وبطريقة- حسب صحيفة الخبر- أقل ما يقال عنها أنها مثيرة للاستغراب، حيث قصد ثلاثة إطارات من وزارة الثقافة المكتبة الوطنية، حاملين وثيقة إنهاء المهام التي لا يعرف إن كانت صادرة عن وزيرة القطاع، خليدة تومي، أم عن رئيس الجمهورية الذي يفترض أنه هو المؤهل لإنهاء مهام الإطارات السامية.
لنتأمل ما حدث؟ وهل ما حدث مثير للاستغراب؟
لنبدأ أولا بالسيد أمين الزاوي بوصفه مثقفا يناصر الحداثة والديموقراطية وحرية الفكر والتعبير و الرأي والمعتقد، هل كان يؤمن فعلا أنه في دولة ديموقراطية؟ ومادام رضي عن طيب خاطر أن يكون على رأس مؤسسة تابعة لنظام منغلق فهل يُعقل أن ننتمي إلى نظام ولا نلتزم بفلسفته؟ والمثل الشعبي واضح "اللي ترهنو بيعو واللي تخدمو طيعو". وأسأل السيد الزاوي: ما رأيك في نظام يسطو على أسماء أقصاها بالأمس وربما وصفها بأشنع الأوصاف، سطا عليها ليزين واجهته دون أن يعترف بذنبه تجاهها، ودون أن يعيد إليها اعتبارها (فرحات عباس ، مفدي زكريا، عبان رمضان، البشير الإبراهيمي.....).
ثانيا، لنتوجه بالسؤال إلى الشيخ عبد الرحمان شيبان: ألم تعاني جمعية العلماء من التهميش والإقصاء في ظل سياسات سابقة؟ فكيف تسمح لنفسك أيها الشيخ بأن ترمي بالكلام على عواهنه، وبدل أن تحاور وتناقش وترتقي بالاختلاف إلى فن الجدل الخلاق، رحت تكيل الأوصاف، أنت تعرف أنها قد تستغل على غير وجه حق. من أوحى لك بهذا الدور أيها الشيخ؟ ثم لماذا هذه النزعة الاحتكارية للدين كما لو أنه ملكية شخصية؟؟ ولماذا هذا التعامل مع خالق الكون كما لو أنه زعيم رديء (رئيس أو ملك) يجد لذته في المتملقين والمتزلفين، ويرفض النقد والأسئلة المحرجة؟
ثالثا، هل ساءل الوسط الثقافي الجزائري وزيرته خليدة عن انقلابها الجذري؟ وكيف ولماذا، تنكرت لحزبها، وخياراتها السابقة؟ هل كان ذلك صحوة ضمير منها، أم توبة... أم ماذا؟ هل فعلت ذلك حبا في الوطن، أم حبا في السلطة؟ لقد وصفت نفسها ذات يوم بالدبابة، فما ذا تنتظرون من دبابة؟
ماذا كان ينتظر أمين من خليدة؟ وما ذا تقول خليدة لمعطوب الوناس وهو الذي أشاد بها وبدورها النضالي، حينما تسلم بباريس، جائزة الذاكرة يوم 06 دسمبر 1994؟
إن المشهد يبدو هزليا إلى درجة البكاء، وما يؤلم حقا هو أن ننتظر التغيير من واقع نحن نباركه في ذات الوقت. ولنا عودة للموضوع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك