الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2008 / 10 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي


لا شك أن إقامة الجامعات تساعد كثيرا فى تنمية المجتمعات وتطورها. فالجامعة هى التى تزود المجتمع بالكوادر القادرة على الأخذ بيدها نحو مستقبل أفضل. ومن المعروف أن الجامعات العريقة فى الغرب ساهمت فى نشأة مدن كبرى تحتل الآن مكانتها على الخريطة المحلية والعالمية. أما فى بلادنا فإنه من الواضح أننا نتبنى إستراتيجية مختلفة حيث تسعى المحافظات والمدن الكبرى لإنشاء الجامعات بها. فمحافظات الصعيد من بنى سويف والمنيا ومرورا بأسيوط وقنا باتت لديها جامعات مستقلة ساهمت فى نهضتها وتطورها الملحوظ. وقد تشهد صفحات التاريخ الجامعى فى مصر أن بساط جامعة أسيوط كان يمتد شمالا ليضم كليات فى المنيا وجنوبا ليضم كليات فى محافظات مثل سوهاج وقنا وأسوان. وفى الواقع لم يتخرج من عباءة جامعة أسيوط طلاب فقط بل تخرجت جامعات كجامعة المنيا وجنوب الوادى. أما أسوان، البوابة الجنوبية لمصر والمدخل لإفريقيا، فهى المحافظة الوحيدة فى صعيد مصر التى ليست بها جامعة. وفى الحقيقة فإن المحافظات التى تتمتع بجامعات حكومية الآن هى التى لم يتوان أبناؤها المخلصون من أساتذة الجامعة والقيادات التشريعية والتنفيذية عن المطالبة بقيام الجامعة حيث طرقوا كل الأبواب المفتوحة والمؤصدة وقدموا طلبات إحاطة فى كل المجالس التشريعية والمحلية ولم يهدأ بالهم إلا بعد أن أصبح الحلم حقيقة. وربما شاهد نواب أسوان حلما مماثلا حيث أدركوا أن أسوان تستحق أن تلحق بمحافظات الصعيد من خلال إنشاء جامعة تساهم فى نهضة هذه المحافظة المهمة التى تتمتع بشهرة عالمية فى مجال السياحة.

قد لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن محافظة أسوان تعرضت للظلم والإهمال على يد أبنائها قبل أن تلقى الإساءة من الآخرين خاصة فى مجال التعليم الجامعى. فرغم أن أسوان تعتبر من أقدم المحافظات فى التعليم الجامعى حيث أن بعض كلياتها أنشئت فى العقد الأول من السبعينيات "كلية التربية 1972م والعلوم 1975م" إلا أنها محافظة فقيرة فى عدد الكليات حيث لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة. وما يثير الأسى هو أن فرع الجامعة بأسوان لم يشهد افتتاح كليات جديدة إلا بعد مرور أكثر من عشرين عاما حيث تم افتتاح كلية الهندسة عام 1995م وكلية الخدمة الاجتماعية عام 1995م وكلية الآداب عام 2000م ولم ينضم إليه معهد الطاقة إلا فى السنوات القليلة الماضية. ولا تزال كل هذه الكليات تحت مظلة جامعة جنوب الوادى التى تخلت واستقلت عنها كليات سوهاج بعد أن صارت جامعة تتمتع بالاستقلال التام. قد يشعر البعض بالغضب إذا قلت إن الكليات التى أنشئت فى أسوان طوال الفترة السابقة لم تكن لترى النور لولا جهود ومبادرات أبناء المحافظات الأخرى. قد لا يعرف بعض أبناء أسوان أن صاحبى المبادرة فى إنشاء كلية الهندسة بمنطقة أبو الريش رجلان مخلصان هما محافظ أسوان الأسبق صلاح مصباح ورئيس جامعة جنوب الوادى الأسبق محمد رأفت الذى لم ير غضاضة فى إقامة الكلية فى أى محافظة من محافظات جنوب الصعيد "سوهاج، قنا، أسوان، البحر الأحمر" إذا ما توفر المبنى المناسب. ولم يتردد محافظ أسوان فى الإعلان عن استعداده لتقديم مبنى المدرسة الثانوية الصناعية المتقدمة بمنطقة أبو الريش بأسوان. أما كلية الآداب فقد أنشئت فى عام 2000م ولا يمكن بأى حال أن ننكر دور الدكتور عبد المتين موسى رئيس الجامعة السابق فى نشأة هذه الكلية. أتذكر عندما كان الدكتور عبد المتين موسى رئيسا لجامعة جنوب الوادى فى الحقبة الأخيرة من التسعينيات حدث أن تواجدت فى مكتبه بصحبة أحد أعضاء مجلس الشعب بأسوان الذى كان يسعى لإنهاء أمورا خاصة لأبناء دائرته ففوجئنا برئيس الجامعة يحث النائب للتحرك بتقديم ما يفيد عن حاجة أسوان لكلية آداب، ومن ثم بدأت المساعى التى نجحت فى إضافة كلية جديدة لكليات الفرع. فى المقال القادم سنتناول العوائق التى حالت دون تطور فرع الجامعة بأسوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يربط الحوثيين بحركة الشباب الصومالية؟ | الأخبار


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟




.. -هدنة تكتيكية- للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة ونتانياهو ي


.. جرّاح أسترالي يروي ما حصل له بعد عودته من غزة




.. حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. والترددات على تطورات الحرب في غزة