الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2

سامر أبوالقاسم

2008 / 11 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


إن العديد من الكتب المدرسية، وبالأساس تلك المرتبطة بالتعليم الأساسي الابتدائي، قد استنفذت مدتها الزمنية الموجبة لإعادة فتح المنافسة فيها من جديد من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذه الكتب المدرسية التي حصلت على المصادقة من طرف وزارة التربية الوطنية، طالتها في السنوات الأولى من عمر الإصلاح مجموعة من التعثرات المرتبطة ببداية الإصلاح ذاته وغياب عنصر الخبرة والمراكمة في هذا المجال الذي بقي حكرا على أطر الوزارة لعقود طويلة، وشابتها العديد من النواقص والثغرات المرتبطة بمنهجية العمل المحددة من طرف اللجنة الدائمة للبرامج، وبالمهلة الزمنية المحددة في دفاتر التحملات، وشروط الاشتغال داخل فضاءات دور النشر المتبارية، وكذا ظروف ووسائل العمل داخل لجنة التقويم والمصادقة على الكتب المدرسية، والشروط التي يتم فيها طبع وتوزيع هذه الكتب التي يلزم العمل على تقويمها.

إضافة إلى أن واقع الإصلاح التربوي في حالتنا الوطنية يفرض ضرورة إتاحة فرص جديدة للمنافسة على التأليف من جديد، للعمل على الرقي بهذه المناهج والبرامج والكتب المدرسية إلى مستوى الجودة المنشودة، وذلك من خلال تفجير الطاقات الكامنة في القطاع ودور النشر ولجان التأليف واللجنة الدائمة للبرامج ولجنة التقويم والمصادقة.

فالإصلاح التربوي هو سيرورة طويلة الأمد، يحتاج إلى طول النفس وإلى منطق التجاوز الممكن والمحتمل لكل النواقص والتعثرات التي يمكن أن تعرفها العمليات الإصلاحية ذاتها، وهو ما يطوق كل الفاعلين التربويين، سواء من مواقع مسؤولياتهم القطاعية أو من مواقع فعلهم وأدائهم التربوي، بمسؤولية متابعة السير في هذا الاتجاه دون ملل أو تراجع، وإعطاء سيرورة الإصلاح وقتها الكافي في التبلور وإنضاج شروط أجرأة التصورات على أرض الواقع وداخل الحياة اليومية بالمؤسسات التعليمية.

علما بأن كل ما ذكرناه أو ما سنتطرق إليه في هذه الدراسة لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن ينفي أو يقلل من شأن ما استطاعت منظومة التربية والتكوين أن تعمل على مراكمته من إيجابيات ومكتسبات بفعل المنظور الجديد للإصلاح البيداغوجي الذي يعتبر غير مسبوق في نظام التربية والتكوين بالمغرب، وفي القلب من ذلك ما تم إحرازه من تطور على مستوى منهاج وبرامج مادة التربية الإسلامية وكتبها المدرسية، وهي مكتسبات يمكن اعتبارها منطلقا للتطوير والإغناء والتعميق من أجل تمتيع الناشئة المغربية بتربية وتعليم وتكوين على قدر معين من الجودة الذي يسمح لها بالتباري والتنافس والابتكار في قلب ناشئة العالم والعصر.

إن أي تراجع عن هذه التوجهات والاختيارات لا يمكنه أن يفيد إلا في إدخال المنظومة التربوية المغربية في متاهات التسيير والتدبير القطاعي العشوائي، الذي طال قطاع التربية والتعليم طيلة العقود التي سبقت عشرية الإصلاح التربوي، وهو أمر نعتقد أنه أصبح محسوما على المستوى السياسي، على اعتبار أن الخطاب الملكي ليوم 8 أكتوبر 1999 بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية لمجلس النواب أكد على أن الغاية من إصلاح المنظومة التربوية تكمن في «تكوين مواطن صالح، قادر على اكتساب المعارف والمهارات متشبع في نفس الوقت بهويته التي تجعله فخورا بانتمائه، مدركا لحقوقه وواجباته، عارفا بالشأن المحلي والتزاماته الوطنية وبما ينبغي له نحو نفسه وأسرته ومجتمعه».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط