الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3

سامر أبوالقاسم

2008 / 11 / 4
التربية والتعليم والبحث العلمي


ومن خلال وقوفنا المتأني على مجمل الوثائق المرجعية داخل قطاع التعليم المدرسي، ومن خلال محاولة رصد منطلقات الإصلاح البيداغوجي واختياراته العامة، اتضح لنا أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين استطاع أن يحدد الفلسفة التربوية والمرتكزات الثابتة لإصلاح النظام التربوي المغربي بصفة عامة، وكذا الغايات الكبرى التي تتمحور حول التأكيد على دور المدرسة والمجتمع، وتعاونهما بشكل تفاعلي إيجابي لتحقيق النماء والتقدم للفرد والمجتمع في كافة المجالات من ناحية، ومن ناحية أخرى حول وضوح الأهداف والمرامي المتوخاة من الإصلاح بصفة عامة، ومن مراجعة المناهج والبرامج على وجه الخصوص، وذلك من أجل:

• المساهمة في تكوين الشخصية المغربية المستقلة والمتوازنة والمنفتحة، والمستوعبة لكل الإنتاجات، والمساهمة في تحقيق النهضة والتقدم للوطن في مجالات متعددة.

• اعتماد التربية على القيم وتنمية وتطوير الكفايات التربوية، والتربية على الاختيار، واعتبار المدرسة مجالا حقيقيا لترسيخها.

• اعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة تراعي التوازن بين الأبعاد المختلفة (المعرفة – الوجدان - السلوك ).

• اعتماد مبدأ التوازن في التربية والتكوين بين مختلف المجالات السابقة.

• اعتماد مبدأ التنسيق والتكامل بين مختلف المواد لتحقيق كفايات التعلم ومواصفات التخرج.

وباعتبار اشتغالنا من موقع الفاعلية الداخلية لقطاع التعليم المدرسي، وتفرغنا للبحث والدراسة في سبل التعاطي الجديد مع المواد الإسلامية، ارتأينا أن نسلط الضوء على مادة التربية الإسلامية في المدرسة المغربية من خلال الأسئلة المحورية التالية:

• هل تسهم مادة التربية الإسلامية في إطار علاقتها بباقي المواد المدرسة الأخرى بالتعليم العام، بعد الإصلاح الأخير لمنهاجها وبرامجها وكتبها المدرسية، في تحقيق هذه الغايات والأهداف المتوخاة من السياسة التعليمية كما تحددت في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، أم أنها تشكل مادة نشازا من حيث الارتباط بهذه الغايات والأهداف؟

• هل تعمل الوثائق التوجيهية لمادة التربية الإسلامية ومضامين ومحتويات كتبها المدرسية المصادق عليها من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي في إطار الإصلاح الأخير على ترجمة ما هو منصوص عليه في الاختيارات والتوجهات التربوية الكبرى لمنظومة التربية والتكوين؟

إن ما يشغل بالنا، إضافة إلى بروز العديد من الاتجاهات والميول والمواقف المتعصبة والمتطرفة ذات الصلة بالكثير من أشكال التدين في حياتنا اليومية، هو البحث والتنقيب في بعض القضايا ذات الارتباط الوثيق بإستراتيجية الإصلاح البيداغوجي لقطاع التربية والتكوين، ومن خلال ذلك نود التأكد من مدى قدرة المناهج والبرامج الإصلاحية الجديدة ـ وفي القلب منها مناهج وبرامج المواد الإسلامية ـ على المساهمة في جعل الناشئة المغربية المُستهدَفة مُستوعِبة للقيم الدينية والوطنية والمجتمعية، ومتصفة بالاستقامة والاعتدال والتسامح والاندماج الاجتماعي وقبول الاختلاف، ومتفاعلة مع مقومات المجتمع المغربي ومع التفتح على معطيات الحضارة الإنسانية، ومشاركة بشكل إيجابي في تدبير وتسيير الشأن العام الوطني والجهوي والمحلي.

إذا كان تفعيل الثقافة القيمية في المنظومة التربوية، وتدعيم وتعزيز مسألة تعددية القيم في البرامج التربوية، ورصد مختلف الظواهر والسلوكات المرتبطة بالقيم، وتتبعها والعمل على تقويمها داخل الحياة المدرسية اليومية، ومن خلالها داخل النسق الاجتماعي المغربي بشكل عام، يشكل دافعا تربويا أساسيا للنهوض بعملية التنشئة الاجتماعية، داخل الإطار العام المتمثل في إرساء أسس المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، فإن الوقوف بشكل جدي ومسؤول على مجموع الإشكالات المرتبطة بالنقاش حول منظومة القيم لمن شأنه أن يشكل مدخلا رئيسيا لذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ