الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4

سامر أبوالقاسم

2008 / 11 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


من هذه المنطلقات، ارتأينا أنه كلما كانت مادة التربية الإسلامية منسجمة مع شروط العصر، ومستجيبة لاحتياجات الأجيال الناشئة، ومتناغمة مع توجهات السياسة التعليمية، ومساهمة في تفعيل الثقافة القيمية المتنوعة وتعزيزها، كلما كانت فاعلة في اتجاه إنماء شروط الاستقامة والاتزان على مستوى تدين الأفراد داخل المجتمع. وكلما كانت ماضوية وغير عابئة بمجمل التطورات التي تعرفها التجربة الإنسانية، ومرتبطة باجتهادات السلف دون الاهتمام بتطلعات أجيال اليوم والغد، ومتنافرة مع الاختيارات المجتمعية المتمثلة في السياسات التعليمية، وأحادية التعامل مع المنظومة القيمية والمبدئية، كلما كانت فاعلة في اتجاه إنماء شروط الانحراف والتطرف على مستوى تدين الأفراد داخل المجتمع.

وبناء عليه، وتسهيلا لمأمورية البحث والتحقق من النتائج، ارتأينا العمل على بحث حيثيات وتفاصيل التأثير الإيجابي أو السلبي لكل عامل على حدة في مادة التربية الإسلامية، ونتمكن في المرحلة الثانية من بحث التفاعلات الحاصلة بين مختلف هذه العوامل وتأثيراتها الإيجابية أو السلبية على الأداء التربوي والتعليمي لهذه المادة الدراسية.

لذلك، يتبين لنا أنه كلما كانت مادة التربية الإسلامية مراعية للتطور الحاصل في التجربة الإنسانية بصفة عامة، وللشروط والظروف المجتمعية التي نحياها في ظل حالتنا الوطنية بصفة خاصة، كلما كانت هذه المادة عاملا من العوامل المؤدية إلى التخفيف من حدة الغلو والتطرف البارز في العديد من الاتجاهات والمواقف والسلوكات داخل واقع مجتمعنا اليومي، وكلما كانت قادرة على التكيف مع ما تتطلبه المواصفات العامة والخاصة لأجيال المتعلمات والمتعلمين، ومراعية لمستوياتهم المختلفة وشخصيتهم وانفتاحهم ومداركهم ومبادراتهم وإبداعاتهم، كلما كانت فاعلة في عمليات التوجيه والتأطير التربوي والتعليمي المتوازنين، ومتجاوزة للعديد من الظواهر السلبية على مستوى التدين في الأوساط الاجتماعية، وكلما كانت مستوعبة للتوجهات والاختيارات الكبرى للميثاق الوطني للتربية والتكوين ـ كقاعدة ارتكاز توافقية بين مختلف التيارات الاجتماعية والسياسية ـ كلما كانت مساهمة في تدبير عملية التعلم وتقويمها وتوحيد الخطاب التربوي وتحقيق الأهداف المتوخاة والرفع من المردودية والعمل على تحقيق الجودة، وكلما كانت مساهمة ـ إلى جانب باقي المواد الدراسية ـ في تدعيم وتعزيز تعددية وتنوع القيم، كلما كانت مساعدة على النهوض بعملية التنشئة الاجتماعية وموفقة في العمل على إدماج القيم بمستوياتها الأربعة ( قيم العقيدة الإسلامية، وقيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية، وقيم المواطنة، وقيم حقوق الإنسان) في الحياة الخاصة والعامة لعموم المغاربة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه