الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجرح

إبتهال بليبل

2008 / 10 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ثمة عملاً أخر للجرح ابتكرته النفس ، وهي الانتقام من تموجات بحور الأيام ومن على صفحاتها ، فلو عدنا للطبيعة ومشيئة الخالق لوجدنا ، أنه سبحانه وتعالى ، قد خص افتقار النفس ، الى الحب الصادق ، بأكثر أنواع الجروح التي تؤرق الإنسان ، وهذا يتجلى اليوم على صعيد عام وشاسع ، أرواحنا تتمزق ولكن لا احد يحس بالجرح في خاصرته ، كما إننا نرى طوفان أنفسنا ومن حولنا ، ولا نلتفت إلى الصيغ التمويهية التي نشعر بها أحياناً ، ولا نرى فجيعة أنفسنا ، نحن نرغمها دون خجل على أن لا تلتفت الى ما يعتليها ، وبعدها نحاول عبثاً ترويضها على الاعتراف بهذا الذل ، نعم أنه ذل النفس ، أيّ إنسان في العالم لم يحصل في يوم من الأيام ، أن يكون العالم على صورته ومبتغاه ، وأيّ منا لم يرى العالم من خلال نفسهُ . ولكننا للأسف نفوس قليلة في عالم مليء بمختلف الأمزجة والأقنعة ، وأين يوجد نوع من الحب الصادق بين الجميع ، ورغم هذا الافتقار، فهناك الروح التي يمكن أن نستمع من خلالها الى بعض تلك الأصوات التي نستنطقها في دواخلنا ، لغة خاصة تستند بالأساس على حكاية ( آدم وحواء ) وأكل التفاحة ، نظرية تريد أن تكشف على كل ما تمحور حول الاختلاف النفسي والروحي في مفهومه المبسط ، لتكشف لنا عن التطورات التي حصلت في التركيبات الاجتماعية والثقافية والدينية ومن تماثل رمزي ينبت أساسا على مبدأ المصلحة ، وإذا ما حاولنا أن نفهم طريقة التصوير وكيفية اشتغاله على النفس لن يكون ذلك إلا بطريقة تحليلية ، ومن مشاهد الواقع اليومي من رغبات وأحلام وأطماع ، يزيد في ضرورة تفهم هذا الواقع هو توجه الكثيرين في خلق قوانين بصيغ مباشرة للوصول الى تحقيق أحلامهم ورغباتهم ، فيكون الحب من وجهة نظر الكثير وسيلة للمتابعة في الوصول الى غايات معينة ، وخصوصا بعد هذا الظلام النهاري داخل أنفسنا ..علما إن هذا التأطير أعتمد على أن لا ينزع هذه الصفة ، ولكنه يزيد في تأثيرها ما دامت هناك فرص لتحقيقها ، ودون احتكاك بين المصالح ، وبذلك تتم رؤية التفكير الصحيح في ذلك ، أما فيما يخص الألم والمعاناة التي نعيشها والتي عادة ما تتولد لدينا من جرح قد أصابنا ، فاختلاء الإنسان بنفسه وتأمل أوجاعه ، يحيل الى التساؤل عن صورة هذا الجرح ؟؟؟ ، فهل يمكن تحديده من خلال ما نراه ؟ وأنا أتحدث هنا عن نظرتنا الى دواخلنا ، وهي نظرات ربما ، تعودنا عليها ولا يمكن إن توجد إلا بدواخلنا ، ولكن التساؤل عمّا إذا كانت هذه التصورات ، كافية لان تكون صحيحة وواقعية من خلال نظرة الآخرين إليها ، حتى تعثر النفس على تحليل دقيق لسبب ذلك الجرح الذي أثر فيها ، إن المجتمع ومنذ عقود ، حدد الألم أو بالأحرى وصفه حسب حالات وقع تكرارها من شخوص خلال دهور كثيرة ، خاصة فيما يخص تضارب المصالح والرغبات ، وهذا ما يزيد من صعوبة الألم أو الوجع ، حيث أنه يقتحم أنفسنا دون الشعور بذلك ، وفق مواصفات سابقة عن اقتحامه ليصبح بمثابة القاعدة المتعارف عليها وعلينا ، أما أن نكتفي بالغضب والاحتجاج آو أن نأتي بالبديل وأعني تغيير تلك النظرة المتعارف عليها ، ففي أغلب الأحيان هو الطريق الذي نسير عليه أو يسير عليه الإنسان ، تحت ظرف وجيز سواء أكان بإرادتنا أو رغما عنا ، مما يوحي ، وفي ذلك جانب كبير من الصحة ، بأن هناك معركة يجب كسبها وأهداف يجب تحقيقها بدرجات متفاوتة وبطرق مختلفة وبصفة جذرية للتخلص من وجع الجرح الذي رسخته الأيام في نفوسنا ، مشددة على ضرورة عدم المحاولة بالتخلص منه بشكل سلبي وهذا هو الطريق الخاص التي تظهر فيه تصرفات بصيغ العنف ، فتصبح منسجمة مع ذاتنا الحقيقية ... والآن أنا أقترح أن نقول بدل ذلك ، كما قرأت ، هذه المقولة يوماً وأعجبتني ( ذات يوم حلمنا بليلة حنان ، وذات جرح ، حلمنا بلمسة عطاء ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يصوت الناخبون يوما لذكاء اصطناعي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ما تداعيات إلغاء إسرائيل -المحتمل- للإعفاءات المقدمة للمصارف




.. الانتخابات الأوروبية.. صعود اليمين | #الظهيرة


.. مارين لوبان تعلن استعداد حزبها لتولي السلطة إذا منحه الفرنسي




.. استقالة غانتس.. مطالبه وشروطه | #الظهيرة