الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجد تحت التراب

خضير حسين السعداوي

2008 / 11 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


جاء في ديباجة دستور العراق ما يلى ((نحنُ ابناء وادي الرافدين موطن الرسل والأنبياء ومثوى الائمة الأطهار ومهد الحضارة وصناع الكتابة ورواد الزراعة ووضاع الترقيم. على أرضنا سنَّ أولُ قانونٍ وضعه الانسان، وفي وطننا خُطَّ أعرقُ عهد عادل لسياسة الأوطان،))
كلمات رائعة ومعبرة وحقيقية يعكسها الواقع الحضاري لبلاد وادي الرافدين كل هذا صحيح ظهرت في وطننا اول ابجدية على وجه البسيطة وقامت الدول والحكومات وسنت القوانين والتي نتفاخر بها على شعوب المعمورة قاطبة فهاهي اثارنا تقف شامخة تحكي قصة شعب اعطى للبشرية اكثر مما اخذ منها ، ففي اي ارض تضع معولك تتحذر ان لا تكسر انية فخارية اورقم طيني او تمثال لملوك سومر واكد واشور وغيرهم من سكان هذه الارض الساحرة اين ما تحط الرحال يشار لك ان هنا كان السومريون في اور او الاكديون في اكد او البابليون في بابل او الاشوريون في الموصل ، هنا سن حمورابي قوانينه للفصل بين الناس، وهنا عزفت شبعاد بقيثارتها. وهنا قاد سرجون الاكدي جيوشه ضد الطامعين وهنا بنى نبوخذ نصر جنائنه المعلقة ، من هنا انطلق ابراهيم الخليل (عليه السلام) يحمل مشعل التوحيد يدعو الى اله واحد كل هذا في بلادنا ولكن هل احترمنا هذا المجد العظيم هل سن قانون يحمي هذه الكنوز من النبش العشوائي والتجارة الرائجة لكنوزنا وما يقوم به الجهلة ممن لا يعرفون القيمة الحضارية لهذه الكنوز، الذي يبعث على الحيرة ومنذ قيام الدولة العراقية لم نر الا الجهد القليل في استخراج هذه الكنوز ووضعها في المتاحف لتطلع عليها الاجيال في الوقت الذي نهب اغلبها خلال سقوط النظام السابق و على يد المستشرقين الغربيين خلال الاحتلال البريطاني للعراق فقد ذكرت المس بيل والتي جاءت مع الحملة البريطنية التي احتلت العراق (( ان الاثار القديمة الموجودة في العراق حولت مهامها الى دائرة المعارف البريطانية كتدبير تمهيدي حيث صدرت الاوامر بوجوب رعاية الاثار والحفاظ عليها اضافة الى منع المتاجرة بها الا باجازة ثم بدات التنقيبات عام 1918 وتم العثور على جوانب اثرية تم نقلها الى المناطق البريطانية ثم اعقبتها تعليمات تمنع التنقيب من صاحبة الجلالة ريثما تؤسس حكومة ودائرة اثار )) انتهى كلام المس بيل .
الاف الرسائل الجامعية من الماجستير والدكتوراه والبحوث وغيرها كتبت عنها واخذ قصب السبق الغربيون والتباهي باطروحاتهم العلمية والمستمدة معلوماتها من اثارنا وتاريخنا المدفون تحت التراب .
ما يحز بالنفس ان المحتل يصدر تشريعا بوجوب رعاية الاثار والحفاظ عليها ومنع المتاجرة بها على الرغم علمنا بعدم مصداقيتهم الا انه يعكس مدى اهتمام الغرب باثار ليس اثارهم، لقد اصدر النظام السابق تشريعا يحكم بالاعدام كل من يتاجر بالاثار ايضا رغم علمنا بعدم مصداقيته حيث كان المقربون من راس النظام هم الذي يتاجرون بالاثار نهارا جهارا ، واليوم اذ نشمر عن سواعدنا لبناء عراق جديد، اليس من الاولى ان نهتم بهذا المجد الذي لولاه لما عرف العراق، اليس من الاولى ان تشرع القوانين للحفاظ على كنوزنا، اما ان الاوان كي ننفض التراب عن جميع مواقعنا الاثرية لترتدي حلة جديدة لتصبح معالم سياحية يقصدها القاصي والداني من العالم ، لم نلاحظ لحد الان ممن يهمهم شان هذه الاثاراي مبادرة للقيام بارسال البعثات الاثارية للتنقيب في هذه المواقع لقد انقطعت البعثات الاثارية منذ زمن بعيد ولم نر اي بعثة اثارية في اي موقع خاصة المواقع الاثارية في جنوب العراق اليس بمقدور ذوي الشان تشكيل فرق اثارية من خريجي كليات الاداب والتربية من قسم الاثار والتاريخ تاخذ على عاتقها التنقيب والكشف عن اسرار هذا العالم المذهل الذي يعلوه التراب منذ الاف السنين قبل ان تمتد اليه اليد العابثة في الحفر العشوائي وتخريب المواقع واتلاف اللقى التي توجد فيها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها