الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع سياسات تنمية الموارد البشرية بمؤسسات التدريب والتعليم المهني والتقني في سورية

أحمد جميل حمودي

2008 / 11 / 4
التربية والتعليم والبحث العلمي


يعاني التدريب والتعليم والمهني والتقني في سورية من مشكلات نوعية وكمية, والمتمثلة بانخفاض كفاءته الداخلية بمدخلاته وعملياته, والمتبدية في صورة ضعف بناء قدرات رأس المال البشري وتدني نوعية جودة هذا النمط من التعليم. كذلك يعاني التدريب والتعليم المهني من انخفاض في كفاءته الخارجية (الانتفاع) من خلال تدني الكفاءات والمهارات التي يضخها هذا النمط من التعليم في سوق العمل.
ويعبّر تقرير التنمية البشرية الوطنية – سورية-2005 عن مشكلة هذا النوع من التعليم من الناحية الكمّية أولا, والمتمثلة بالتفاوت الكبير بين نسب الملتحقين بالتعليم الثانوي العام وبين الملتحقين بالتعليم الثانوي المهني والذي يصل إلى 30 % تقريبا لصالح الأول, وتعبر الخطة الخمسية العاشرة (2006-2010) عن صورة التراجع في سياسات زيادة عدد المسجلين في التعليم المهني والتقني من خلال عرض الخطة الانجازات في مجال التعليم العام والتي احد مؤشراتها "خفض نسبة القبول في التعليم المهني والتقني من 50% إلى 40% من الناجحين في الصف التاسع الأساسي". ويتبع ذلك الفرق الشاسع بين نسبة الذكور ونسبة الإناث بالتعليم الثانوي المهني يصل إلى 12,6% في حين نجد تقاربا بين نسب الذكور والإناث بالتعليم الثانوي العام حيث لا يتجاوز الفرق 0,8%. وبالنسبة لفجوات الالتحاق بالصف الأول الثانوي المهني فإجمالي عدد الطلاب المسجلين هو ( 46897) من أصل ( 79737 ) طالبا مقبولا في هذا الصف من الناجحين بشهادة التعليم الأساسي, مما يعني أن هناك فاقدا مباشرا نسبته 41,2%, وهو رقم بالغ الارتفاع والخطورة ،هذا فضلا عن نسب التسرب المبكر الذي يتمثل في الدوام الجزئي او بعدم الالتحاق بعد التسجيل الرسمي والذي يصل إلى (3809 ) طالبا مسجلا لم يلتحق أو تسرب .وبالإجمال فان نسبة غير الملتحقين فعليا عبر عدم التسجيل أصلا أو عدم الالتحاق والتسرب بعد التسجيل تصل إلى % 45,9.
أما مخرجات التعليم المهني والتقني فمتواضعة نوعيا وكميا, وتشير الإحصاءات إلى إهدار رأس المال البشري وتآكله المستمر وتراجع نسبة الخريجين المهنيين والتقنيين, وارتفاع نسبة البطالة في فئة حاملي الشهادة الثانوية الفنية/المهنية بصورة خاصة,فحسب نتائج مسح قوة العمل 2002 في بيان التوزيع النسبي للمشتغلين والمتعطلين حسب المستوى التعليمي يظهر أن نسبة البطالة بين خريجي الإعدادية والمدارس المهنية تصل الى 13,11.وكل ما سبق يعود الى عوامل متعددة ومركبة من بينها موقع التعليم المهني في سلم الأجور وعائده الاقتصادي على مستوى الدخل،والعلاقة بين مخرجات التعليم والمنشآت الإنتاجية ،وعلى مستوى المكون التدريبي المستمر ما بين مستوى إنتاجية تلك المنشآت ومهارات رأس المال البشري.
أما من حيث التدريب التقني والمهني, فتعاني منظومة التدريب السورية من عيوب جوهرية تتمثل بهامشيتها وفقرها وضعف الاهتمام بها،ومحدودية خريجيها نوعيا وكميا ،وضعف مستواها العلمي في تكوين المهارات والقدرات، وغياب الربط ما بين مشاريع البنية التحتية والتعلم التقاني ،بشكل يمكن فيه رصد غياب سياسة تدريب وطنية. ورغم أن السياسات التعليمية كانت شديدة الاندفاع صوب التعليم المهني والتقني, لكنه يمكن إجمال أهم السياسات التعليمية التي أدت إلى تدني كمية ونوعية التدريب والتعليم المهني والتقني في سورية:

1- ضعف التشبيك والربط بين مناهج التعليم الأساسي والتعليم المهني والتقني.
2- ضعف سياسات التكامل بين مؤسسات التعليم المهني ومؤسسات التدريب من جهة وبين المؤسسات الإنتاجية من جهة أخرى.
3- قصور سياسات مواجهة حالات بطالة خريجي التعليم المهني والتقني بالإضافة إلى ضعف معالجة بطالة خريجي الجامعات عن طريق التدريب والتعليم المهني والتقني.
4- سياسات القبول المركزية في التعليم المهني والتقني.
5- ضعف سياسات المواءمة بين مخرجات التعليم المهني والتقني وبين احتياجات سوق العمل.
6- تدني التحفيز والدافعية نحو هذا النمط من التعليم والمتمثلة بتدني أجور الخريجين وعدم إتاحة الفرص الكافية لمتابعة التعليم الجامعي.
7- تدني مكانة التعليم المهني والتقني من الناحية القيمية في هرمية مكانات النظام التعليمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه