الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلتعليم ٱلدينىّ يبعد ٱلناس عن سبيل ٱللّه!!

سمير إبراهيم خليل حسن

2008 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جهدت فى جميع أعمالى ٱلفكرية للعقل بين قول كتاب ٱللّه ٱلقرءان عن ٱلخلق وٱلتسوية وٱلهداية وبين قول ٱلعلم ٱلناظر فى كيف بدأ ٱلخلق. وقد ظهر لى من ٱلعقل بين كثير من قول ٱلقرءان وبين ما يقوله علم ٱلفيزيآء وعلم ٱلبيولوجيا أنّ قول ٱلقرءان وقول ٱلعلم يتشابهان فى وصفهما للحقِّ وناموسه. كما ظهر لىۤ أنّ ٱلعلم بدين ٱلحقِّ هو علم بما يبيّنه ٱلقول substantive law من دليل بلسان أوروبىّ. وهو ما يماثل من دليل فى لسان فطرة شام بٱلقول "ناموس ٱلحقِّ". كمآ أنّه هو ما تلغو به ٱللغة ٱلفصحى بقولها عنه "القوانين الموضوعية".
كذلك أظهر لى ٱلعقل بين قول ٱلقرءان عن حقوق ٱلشخص كفرد مسئول عن قوله وعمله وبين ما يقوله (الإعلان العالمى) لحقوق ٱلإنسان (ذكر وأنثى) عن هذه ٱلحقوق تشابها بين ٱلقولين.
وقد قرأت بجهدى من هذا ٱلعقل بقول مطمئنّ أنّ ٱلقرءان هو بيان من ٱلخالق للناس جميعهم سيتبيّن لِمَن يعقل منهم بين بيان ٱللّه وبين ما ٱكتسبه هو من علم فى ٱلحقِّ ٱلشيئىّ ومن علم فى ٱلحقوق ٱلإنسانية أنّ قول ٱلقرءان يتشابه مع ما ٱكتسبه من علم فيهما وأنّه هو ٱلهادىۤ إلى سبيل ٱلعلم بٱلحقّ ٱلشيئىّ وإلى ٱلعلم بٱلحقوق ٱلإنسانيّة.
لقد جعلنى ٱلتشابه بين ٱلقولين أرىۤ أنّ فهم بيان كتاب ٱللّه ٱلقرءان يمثّل ٱلركن ٱلأساس فى قوّة تفكير ٱلإنسان عآمّة. وهو بٱلعقل سيعلم بحاجته إلى صناعة لا تفسد فى ٱلأرض وسيهتدىۤ إلى عمل لا يسيئ به للناس وحقوقهم ٱلشخصيّة.
ٱلقرءان بيان يسير فهمه على مَن يتلوه بلسان فطرته وعلى مَن يسمعه بلسان فطرته حتى ولو كان لم يكتسب علمًا من علوم ٱلحقِّ. وإن كان ٱكتسابه من علوم ٱلحقِّ كبير فإنّ ما يتشابه له فهمه بٱلعقل بين قوله وقول ٱلعلم لا يتعارض مع أسس ٱلفهم عند ٱلذى لم يكتسب علما. فٱلذى يفهم بما ٱكتسب من علم أنّ كلمة "مقدار" تدلّ على "ٱلكمِّ Quantum" يعلو به فهمه فى ٱلبيان من دون تعارض مع فهم ٱلذى لم يكتسب علما ويفهم ٱلكلمة بلسان فطرته بدليل "ٱلعدد وٱلرقم".
إلآ أنّ مفهوم ٱلتشابه لا يظهر لمن يصيطر عليه تعليم ٱلدين بلسان ٱللغة ٱلفصحى بفعل ٱلكثير من ٱلتحريف للكلم عن مواضعه. فٱلذى يتلو ٱلقرءان سيرى بما تعلّمه من لسان لغوٍ وقواعده أنّ خطّ ٱلكلمة فيه خطأ. وأنّ ما يفهمه من كلمة "دماغ" وكلمة "عقل" لا يتطابق مع كلمة "فؤاد" وكلمة "قلب". بل إنّ فهمه لكلمة "قلب" يأخذه إلى ما ينضخ ٱلدم فى جسمه ويبعده عن دليل ٱلكلمة ومكانها فى ٱلقرءان. وقد بيّنت فى مقالات سابقة دليل بعض ٱلكلمات ٱلمحرفة ٱلموضع ولم أحصى جميع ٱلكلمات بسبب عددها ٱلكثير ٱلذى لا يحصره مقال. وقد رأيت أن عرض دليل ٱلكلمات "فؤاد وقلب وعقل ودماغ" تبيّن كيف تبعد عن فهم قول ٱلقرءان وتجعل من يتلوه بلسان ٱللغة ٱلفصحى يضلّ عن سبيل ٱللّه.
سبق وكتبت مقال "ٱلتعليم ٱلدينىّ عدوان وظلم" بيّنت فيه أنّ ما يتعلّمه أولادنا فى مدارس بلادنا عن ٱلدين هو تعليم لما سطره ٱلأبآء من مفاهيم ولسان لا يتوافقان مع قول ٱلعلم ولا مع ٱلبيان ٱليسير لكتاب ٱللّه ٱلقرءان. بل يخالفهما ويعاديهما. وهو تعليم يعتدى على ٱلحقّ ٱلشخصى فى ٱكتساب ٱلمفاهيم بلسان ٱلفطرة وبمسئولية شخصيّة من دون صيطرة ولا وصاية ولا تحريف ولغو. فٱلذى يعتدى بٱلتعليم على ٱلحقِّ ٱلشخصىّ يعطل ٱلتفكير لدى ٱلمتعلم ويمنعه من ٱلسؤال وٱلنظر وٱلبحث ومن ٱلمسئولية ٱلشخصية فى ٱلقول وٱلعمل. وهو بٱعتدآئه يزعم أنّه حريص على ٱلمتعلم حتى لا يضلّ عن ٱلإيمان ٱلذى هو عليز. وهو لا يذكر أنّ كتاب ٱللّه يقول "لآ إكراه فى ٱلدين" وأنّه "ليس عليك هدىٰهم" وأنّ ٱكتساب ٱلنفس للعلم وٱلهداية هو من مسئوليتها وحدها من دون وصاية لأحد عليها ولا وكالة ولا صيطرة "كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة". فٱلأساس فى ٱكتساب ٱلنفس علما لها بٱلدين وٱكتساب هداية منه هو فى جهدها على فهم ٱلكتاب من دون إكراه لها على ما يُزعم به من تعليم للسان ودين. فٱلمتعلم يتكلّم بلسان فطرة وبه يستطيع إدراك دليل قول ٱلكتاب. وهو يستطيع إدراك ٱلبيان فى ٱلكتاب من دون زعم بحاجته لحديث وشرح وتفسير لسلفٍ ميِّت. فٱللّه أرسل له كتابا حيًّا يفهمه وهو يتلوه ويسمعه كحىّ ومن حىّ ومن دون تدخّل فى تكوين مفاهيمه لا من حىّ أخر ولا من ميِّت. فٱلذى يتلو ٱلكتاب ويدرس فيه هو وحده ٱلذى يفكر بقوله وهو وحده ٱلذى يستنبط لنفسه مفاهيمها.
لقد فصّل ٱللّه فى كتابه ٱلقرءان ووكّد أنّه لا سلطة لأحدٍ على ٱلفرد من ٱلناس بما فى ذلك ٱلرسول ذاته:
"فَذَكِّر إنَّمآ أنتَ مُذَكِّر(21) لَّستَ عَلَيهِمـ بِمُصَيطِرٍ(22)" ٱلغاشية.
"ٱللَّه حفيظ عليهم وماۤ أنت عليهم بوكيل" 6 ٱلشورى.
وبيّن للشخص أنّ إدراك ٱلهداية هو من عمل فرد وليس لأحد من ٱلناس تكليف بٱلعمل على هداية أخر:
"إنك لا تهدى من أحببت ولكنّ ٱللَّه يهدى من يشآء" 56 ٱلقصص.
وأنّ ٱلتكليف بأى عمل لا يكون إلا لنفس صاحبها ولا سلطة له على غيره بتكليف:
"لا تُكلّفُ إلاّ نفسَك وحرِّض ٱلمؤمنين" 84 ٱلنسآء.
وأنّ مسئوليّة ٱلنفس بمّا تكسبه شخصيّة:
"كلُّ نفسٍ بِما كَسَبَت رهينة" 38 ٱلمدَّثر.
"كلُّ امرئٍ بما كَسَبَ رهين" 21 ٱلطور.
وبيّن للشخص أنه مسئول عمّا يعلم به بنظره وبحثه وبما يقفُ من دون نظر وبحث:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
وبيّن للشخص أنّ طاعته لأكثر ٱلناس هو ضلال عن سبيل ٱللّه:
"وإن تطع أكثر من فى ٱلأرض يضلّوك عن سبيل ٱللَّه إن يتبعون إلاّ ٱلظنَّ وإن هم إلاّ يخرصون"116 ٱلأنعام.
فهل فى تعليم أولادنا ٱلدين فى مدارس بلادنا ما يتوافق مع ما عرضت له من بيان كتاب ٱللّه ٱليسير؟
تعليم ٱلدين لأولادنا يقوم على فصل بين ناموس ٱلحقِّ substantive law وبين بيان ٱللّه عنه بلسان فطرة ٱلناس. كما يقوم على سلب للحقوق ٱلشخصية لصالح ٱلموقف ٱلجماعىّ للطآئفة ٱلمتسلطة على ٱلتعليم للدين وللسان. ويهيمن على ٱلتعليم فى هذه ٱلمدارس مفهوم يزعم أصحابه أنّ كتاب ٱللّه ٱلقرءان (على ٱلرغم من قوله أنّه بيان وتبيان لكلِّ شىء) كان قد قام بشرحه وتفسيره سلف عليم أحاط بعلم ٱللّه وببيانه!! بل إنّه أكمل ما لا يعلم به ٱللّه وما نقص من بيانه!!
ويرىۤ أصحاب هذا ٱلمفهوم أنّه لا يجوز لأحد من ٱلناس غير ذلك ٱلسلف ٱلعمل بما يدركه هو من دين ٱلحقِّ وما يدركه هو من ٱلعقل بين علمه فى دين ٱلحقِّ وبين بيان ٱلقرءان ٱلعربىّ ٱلِّسان (ٱلعربىّ هو كلّ ظاهر بيّن يسير لا لبس ولا عجم ولا عسر فيه)!!
فجميع ٱلمتعلمين للدين فى مدراس بلادنا يظنون أنّ ما قاله ٱلسلف من شرح وتفسير وحديث هو ٱلدين. كما يظنون أنّ لسان ٱللّغة ٱلفصحى هو ٱلِّسان ٱلعربىّ. وبظنّهم هذا يعسرون ويعجمون ويلغون فيفصلون بين دين ٱلحقِّ وبين بيان ٱللّه ٱلعربىّ عنه فى كتابه ٱلقرءان. وبهذا ٱلفصل يمتنعون ويمنعون عن ٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق ويرددون ويعلّمُون قول ٱلسلف ٱلأعجمىّ عن تلك ٱلبداية من دون تفكير.
وحتى يكون لأولادنا فرصة للمسئولية ٱلشخصيّة فى ٱلتفكير وٱلفهم وٱلقول وٱلعمل وفرصة للنظر وٱلعلم فى كيف بدأ ٱلخلق يجب رفع سلطة ٱلسلف عن تعليمهم وعن علمهم بحقوقهم ٱلشخصيّة ومسئوليتهم فيها. وهذا يتطلب إلغآء مآدّة ٱلدين ومادّة ٱللغة ٱلفصحى من تعليمهم وترك أمر ٱلدين ولسانه ٱلعربىّ للفرد ولسان فطرته ولمسئوليته ٱلشخصيّة. فٱللّه يطلب من ٱلإنسان ٱلفرد أن يقرأ بٱسم ربه:
"ﭐقرأ بٱسمِـ رَبِّك ﭐلّذى خَلَقَ" 1 ﭐلعلق.
ويبيّن له مسئوليته ٱلشخصية فيما يعلم:
"ولا تَقفُ ما ليس لَكَ بهِ عِلم إنَّ ﭐلسَّمعَ وﭐلبَصَرَ َوﭐلفُؤَادَ كلُّ أُولَـٰۤئك كان عنه مَسئُولاً" 36 ﭐلإسرآء.
وأنّه يأتى يوم ٱلقيامة فردا لا جماعة ولا طآئفة:
"وكلّهم ءَاتيه يوم ٱلقيٰمة فردًا" 95 مريم.
وبعلم ٱلفرد (بلسان فطرته وبما ٱكتسبه من علم فى ٱلحقِّ) كيف بدأ ﭐلخلق وبحقوقه ومسئوليته ٱلشخصيّة يستطيع صناعة عقل بين ما علم به من ٱلحقِّ وبين كتاب ٱللّه وبه يكون سبيله إلى فهم متشابه يتصاعد مع تصاعد ٱكتسابه من دون تناقض فيولد فى قلبه ٱلإيمان بٱلحقِّ وٱلهداية إلى ٱلعمل ٱلحسن مع جميع ٱلحياة.
صيطرة ٱلتعليم ٱلأبآئى (دينًا ولغة) علىۤ إدراك ٱلناس فى بلادنا هى ٱلتى جعلت عيشنا ضنكا نحيا حياة قردة أذلآء وخنازير قاسية قلوبنا ومغلقة على كلِّ علم وقول جديد. فٱلتعليم لا يكون منه نفع ما لم يكن تعليم حقٍّ. ولسان ٱلتعليم ٱلذى يسهل على ٱلمتعلمين ٱلإدراك به هو لسان فطرتهم ٱلذى يتكلمون وبه يتفاهمون (ٱلعاميّة).
سيسأل ٱلبعض كيف سنتعلّم تلاوة ٱلقرءان إن لم نتعلمه فى ٱلمدرسة؟
ما عمله ويعمله ٱلعلمآء ٱلناظرون فى بيان لسان مصر ٱلقديمة ولسان بابل وغيرهما من ٱلألسن ٱلتى زال أهلها هو سبيل كلّ فرد يريد تعلّم لسان ٱلقرءان.
لقد تعلمنا نطق كلمة "صلوٰة" بخلاف خطها ٱلعربىّ فننطقها وفق تعليمنا ٱلمدرسىّ "صلاة" وبذلك نتبع دليلا محرّفا يلغو فى تكوين ٱلكلمة فى ٱلقرءان. وفعل بنا كلّ من ٱلتحريف وٱللغو فعله فنظنّ أنّ كلمة "صلوٰت" ٱلمبسوطة ٱلتآء جمع لكلمة "صلوٰة". وجعلنا ظنُّنا بٱلجمع نصدّق قول ٱلسلف عن خمس أوقات لها. وفى ٱلقرءان كلمة "رحمة" تدلّ على "رحمٍ" يتصل بعلامة مغلقة (تآء) وفتحها وبسطها "رحمت" يحتاج لنور يكشف تآءها ويبسطها. فقد جآءت ٱلكلمة فى ٱلقرءان مبسوطة ٱلتآء لأن فاعلها هو ٱللّه نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض. ومثل ذلك كلمة "زكوٰة" وكلمة "حيوٰة".
بل إننا نقول بقوّة تعليمنا ٱلمدرسىّ أنّ ٱلدّوآبِّ "حيوان". وٱلكلمة فى ٱلقرءان ٱسم للحيوٰة فى ٱلدار ٱلأخرة ٱلتى تدوم ما دامت ٱلسمٰوٰت وٱلأرض.
فماذا صنع لنا تعليم ٱلدين وٱللغة ٱلفصحى سوى ٱلتحريف وٱللغو فى كتاب ٱللّه وٱلبعد عن ٱلحقِّ وعلومه وٱلجهل بما للنفس من حقوق ومسئولية؟
فى نهاية مقالى هذآ أقول أنّه لن تكون لأولادنا منزلة بين منازل أولاد ٱلشعوب ٱلعليمة وٱلمسئولة ما لم نغيّر مناهج ٱلتعليم فى بلادنا. وهو ما يبينه كتاب ٱللّه ٱلقرءان بٱلقول "إنَّ ٱللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بقومٍ حتَّى يُغَيِّرُوا ما بأَنفُسِهِم". ولن يكون ٱلتغيير نافعا ما لم يخلو من تعليم ٱلدين ٱلأبآئىّ ومن لغو ٱللغة ٱلفصحى وقواعدها ٱلمقعدة. وكذلك من كتب ٱلتاريخ ٱلتى تفصل بيننا وبين ٱلشعوب ٱلتى شاركت ءابآءنا فيما نزعم به لأنفسنا من حضارة وعلم موروث. فٱلعلم هو علم ٱلفيزيآء وٱلبيولوجيا وٱلمناهج ٱلرقمية وٱلحساب وٱلسباحة فى ٱلسمآء وغيرها من ٱلعلوم ٱلتى تتجدد بفعل تطور ٱلنظر وٱلبحث. وهذا ما يجب أن يكون عليه ٱلتعليم لأولادناۤ إلى جانب ٱلعلم بحقوق ٱلإنسان كفرد ذكر كان أم أنثى. ولن يكون ٱلتعليم نافعًا لهم إلا بلسان فطرتهم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah